كرمان: صالح يستغل الوقت لقتل الناس واثارة الحروب

كرمان: صالح يستغل الوقت لقتل الناس واثارة الحروب
السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان إن جائزة نوبل للسلام التي تسلمتها مؤخرا هي اعتراف من العالم بأن ثورة الشباب ستنجح، وهي طريق جديد لمحاصرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونظامه.

وأضافت "إنها بداية جزء آخر من الثورات العربية، ونحن سنواصل دورنا ولنا أحلام أخرى".

وأكدت كرمان أن الحل الوحيد للأوضاع في اليمن هو الضغط على صالح لتطبيق قرار مجلس الأمن الأخير، وأنها تطالب الغرب بالعمل على تجميد أرصدته هو وعائلته وأعضاء حكومته.

واعتبرت كرمان، التي تسلمت جائزة نوبل للسلام السبت الماضي، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على هامش ندوة صحافية في لندن، أن الآلية التنفيذية لمبادرة مجلس تعاون الخليج الفارسي «هي ضد الديمقراطية وضد حقوق الإنسان، لأنها تتحدث عن أزمة بين النظام والمعارضة».

وأضافت «لكننا نعتبر ما يحدث في اليمن ثورة سلمية، وهذه المبادرة تهاجم حرية التعبير، لأنها تقول إننا بعد شهرين يجب أن نأخذ خيامنا ونرحل، ويجب أن نوقف الاحتجاجات، والانتخابات الرئاسية يجب أن تقدم رئيسا واحدا هو عبد ربه منصور هادي».

وأكدت «أمثل 80 في المائة من نساء اليمن وشبابها، ونرفض المبادرة لأنها قائمة على التقاسم والمحاصصة بين حزب الرئيس صالح وأحزاب المعارضة، وهي نفس الآلية التي كانت موجودة قبل حرب 1994».

وأضافت في كلامها لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الآلية «قائمة على تعطيل القرارات، ولن تحقق أي إصلاحات، ولن تدفع باليمن للأمام، وقد تدخل اليمن في حرب أهلية لأن صالح لن يلتزم بها، وسيستغل الوقت لقتل الناس وخلق حروب داخل البلاد».

وحول تواصل الدعم البريطاني للرئيس اليمني قالت كرمان إن «بريطانيا تركز على مسألة (القاعدة) في علاقتها باليمن، لكن المجتمع الدولي يعلم أن علي صالح لم يحارب (القاعدة) بل كان يدعمهم وأعطاهم الأرض والأموال».

وأضافت «منذ يناير (كانون الثاني) إلى الآن لم يحدث أي هجوم على أي غربي، لأن الناس يؤمنون بالسلام والثورة السلمية».

وتعهدت بأن تعمل ضد «القاعدة» إذا ما انتقل الحكم، وقالت «نحن نعد بمحاربة (القاعدة) والإرهاب، وسنجفف كل منابعهم، ونحن نضمن هذا».

وعند سؤالها عن طموحاتها السياسية قالت «إذا طلب اليمنيون أن أقوم بدور فإنني سأستمع لهم. هل لدينا الحق في خوض الانتخابات؟.. تقول مبادرة مجلس التعاون إنه لا حق لنا في هذا الترشح، لكننا سنواصل.. نحن لسنا جزءا من المبادرة التي تجاهلت وجود الناس في الشوارع وتعاملت مع الثورة وكأننا لسنا موجودين ولسنا جزءا منها.. وصالح وقع عليها بسبب الناس في الشوارع، لأننا أقنعنا المجتمع الدولي».

واستدركت أن المبادرة قد نجحت في نقطتين، هما إجبار علي صالح على الإمضاء، وتوحيد الجيش «ولم نر ذلك بعد».

وقالت توكل «نحن نحلم ببلد جديد مبني على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الفساد. بدأنا ثورتنا قبل الربيع العربي وتمت بعد الربيع. خسرنا الكثير لكننا لن نتوقف عن ثورتنا، ونثق في أنفسنا وفي النساء والشباب، ونثق في قدراتنا وسنحقق أحلامنا، وقال لنا كثيرون إننا لن ننجح، لكننا قلنا سنفعل هذا وربحنا عندما جمعنا قواتنا وبلدنا وقررنا أن نكون معا، وقمنا بإجبار علي صالح على الإمضاء على تنازله عن الحكم».

وفي حديثها حول المطالب التي قدمتها لوزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي التقته صباح أمس في لندن، قالت توكل كرمان «قلت لوزير الخارجية إن علي صالح كاذب، وهو الآن يواصل غشه للمجتمع الدولي، وطلبت منه تجميد أرصدته، وإجباره على وقف إطلاق النار ضد المتظاهرين المسالمين، كما طلبت الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق لكشف جرائمه ضد الإنسانية، ومساعدتنا في إطار الإيمان بحقوق الإنسان والديمقراطية».

وأضافت «أقول للبريطانيين يجب أن تدفعوا حكومتكم لاتخاذ قراراتها بهذا الخصوص».

كما قالت الناشطة الحقوقية، إنها دعت الحكومة البريطانية لإجبار صالح على الالتزام بعقوبات مجلس الأمن، وشرحت «إذا تأخروا في تطبيقها فإنه سيدخل البلاد في حرب أهلية».

وطالبت كرمان في إطار الندوة الصحافية التي نظمها مجلس التفاهم العربي البريطاني في لندن (كابو) بالاشتراك مع المجموعة اليمنية المستقلة ببريطانيا أمس، البريطانيين بإيقاف معاملاتهم مع صالح وحكومته، لأنه «سيستعمل صبرهم عليه لمزيد من القتل».

وقالت الناشطة إنها والمحتجين في اليمن يبحثون عن «اليمن الجديد، وسنفاجئ العالم».