الروابط العائلية للجنود الاميركيين تاثرت بحرب العراق

الروابط العائلية للجنود الاميركيين تاثرت بحرب العراق
الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١١ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

اكد الجنود الاميركيون في اخر مجموعة انسحبت من العراق اليوم الاحد ان الحرب على العراق التي استمر لسنوات اثرت سلبا على روابطهم العائلية.

وفور وصولهم الى الكويت، ادرك هؤلاء الجنود انهم باتوا اقرب الى بلادهم اكثر من اي وقت مضى، وانهم لن يعودوا للخدمة في العراق حيث قتل 4,474 جنديا اميركيا منذ اجتياح البلاد عام 2003.

وكان جنود اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الاولى آخر من اجتاز الحدود العراقية الكويتية صباح اليوم، بعد نحو ثماني سنوات وتسعة اشهر من اقتحام القوات الاميركية للحدود ذاتها في الاتجاه المعاكس في بداية الحرب على العراق.

وغادر الموكب الاخير الذي ضم 110 آليات تحمل على متنها 500 جندي، معسكرا يبعد حوالى 350 كم عن المعبر الحدودي العراقي الكويتي عند حوالى الساعة 02:30 (11:30 تغ).

وبدات آخر الآليات الاميركية تجتاز المعبر الحدودي عند الساعة 07:30 (04:30 تغ) وسط تصفيق وصيحات الجنود الذين تحولت حماستهم فور عبور الحدود الى نوع من الترقب للقاء عائلاتهم.

وقال السرجنت مايكل سمث (31 عاما) وهو اب لطفل عمره عامين وخدم لفترتين في العراق: "اكثر الامور صعوبة هو ان تكون بعيدا عن العائلة"، وذكر ان اسوأ يوم مر به كان يوم حاول التحدث الى ابنه عبر الانترنت، الا انه عجز عن ذلك بسبب رداءة اشارة البث.

واوضح "لقد كان ينتظر كي يتحدث الي، فاصيب بنوبة غضب وحمل صورتي قبل ان يبدا بالبكاء فوق سريري. كانت هذه اصعب لحظة بالنسبة لي"، مضيفا "الشيء الوحيد الذي كنت افكر فيه هو العودة الى البيت لاكون مع عائلتي".

من جهته، قال الجندي ادم بون (31 عاما) وهو اب لطفلة في الثالثة من عمرها وطفل في الثانية من عمره وحارب لثلاث فترات في العراق "ساكون صادقا، لا اعرف بحق ايا منهما"، مشيرا الى انه يخطط لقضاء معظم وقته في الولايات المتحدة مع عائلته.

بدوره، قال الرقيب اول ديفيد سالسيدا (32 عاما) الذي خدم لثلاث مرات ايضا في العراق وهو متزوج ولديه ولد في الخامسة من عمره وطفلة صغيرة "قضيت قرابة نصف حياتي العسكرية في العراق، ولم ار ابني وهو يكبر".

واضاف: "اقضي سنة في المنزل، وسنة في الخارج، والتعرف على ابني بعد سنة غياب سيكون تحديا، فيما ان التعرف على ابنتي المولودة حديثا سيكون بمثابة هدية عيد الميلاد".

واعتبر الرقيب اول توريس كير (33 عاما) وهو اب لثلاث بنات تتراوح اعمارهن بين 11 و15 عاما ان مهمته كانت صعبة وانه متحمس للعودة الى اسرته.

واضاف كير الذي خدم في العراق اثناء تصاعد اعمال العنف الطائفي عام 2007 ان "الخدمة بعيدا عن العائلة تكون عادة لمدة عام كامل، يليها اسبوعان من الراحة في المنزل، ثم العودة الى الخدمة"، مشيرا الى ان بعض الجنود كانوا يقضون 15 شهرا خلال فترة زيادة القوات.