أمن الخليج الفارسي يتحقق بضمان أمن جميع بلدانه

  أمن الخليج الفارسي يتحقق بضمان أمن جميع بلدانه
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

طهران ( العالم ) – 20-12- 2011- قال مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان، "ايران تؤكد ان دول منطقة الخليج الفارسي هي المعنية بتحقيق أمنها واستقرارها بمشاركة جميع الاطراف دون اي تدخل اجنبي"، مؤكدا أن الأمن لابد ان يكون للجميع وليس لطرف معين على حساب الاطراف الاخرى.

غموض وتساؤلات حيال بعض مواقف الدوحة وعمل قناة الجزيرة:

وحول العلاقات الايرانية القطرية قال عبداللهيان لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية مساء الاثنين?، ان طهران والدوحة تربطهما علاقات ودية راسخة على المستويات المختلفة وان مسؤولي البلدين يسعيان لتعميقها وتعزيزها معتبرا ان قطر اكتسبت مكانة خاصة في المنطقة منذ ان لعبت دورا بنّاءً في دعم المقاومة ومساندة القضية الفلسطينية .

وتابع عبداللهيان قائلا: ان حالة من الغموض والتساؤلات برزت لدى الرأي العام في ايران وفي الدول التي تعيش الصحوة الاسلامية حول بعض المواقف القطرية المتسرعة وتعامل القناة التلفزيونية المنتسبة اليها مع الاحداث .

واعرب مساعد الشؤون العربية والافريقية في الخارجية الايرانية ان المنتظر من الاصدقاء في الدوحة ان يعيدوا النظر في بعض السلوكيات التي تحسب على قطر ، على ضوء الظروف التي تعيشها المنطقة وما يتطلع اليه الرأي العام .

واوضح عبد اللهيان : اننا ومن خلال اتصالاتنا بالمسؤولين القطريين وخاصة امير البلاد واثقون انهم يمتلكون رؤية واقعية بخصوص المحافظة على محور المقاومة لكن من غير المستبعد ان تكون بعض الاطراف او بعض الافراد في قطر يعملون بشكل يسيئ بشدة الى الموقف القطري .

واكد المسؤول الايراني ضرورة معالجة الخطوات القطرية المتسرعة تجاه الوضع السوري مضيفا ان من المؤكد ان الدوحة ستعيد النظر في مواقفها من الازمة السورية اذا نظرت بواقعية الى ما يحدث في المنطقة .

أمن الخليج الفارسي يتحقق بضمان أمن جميع بلدانه وليس لطرف على حساب طرف آخر:

وفي جانب اخر من لقائه مع قناة العالم تطرق مساعد الشؤون العربية والافريقية في الخارجية الايرانية الى الجانب الامني في المنطقة مؤكدا ان الاستراتيجية الايرانية تقوم على ان دول المنطقة هي المعنية بتحقيق امنها واستقرارها بمشاركة جميع الاطراف دون اي تدخل اجنبي .

واضاف ان الامن لابد ان يكون للجميع وليس لطرف معين على حساب الاطراف الاخرى ومن هنا تدعو ايران الى ان يشارك الجميع في صنعه والمحافظة عليه ، وبالتالي فانها توظف جميع امكاناتها على الصعيد الامني والعلمي لخدمة المنطقة لانها تعتبر ان أمن الجمهورية الاسلامية من أمن دول المنطقة .

واشار عبداللهيان الى ان المنتظر من الاصدقاء في المنطقة ان لا يساهموا في جعلها مكانا تجول فيه القوات الاجنبية وتهدد أمنه ، معربا عن امله في ان يتعزز الامن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي الحساسة بفضل الفهم المشترك بين الاطراف المعنية .

العلاقات الايرانية الخليجية جيدة وسياسة التخويف من ايران فشلت:

وتطرق عبد اللهيان الى جولته الاخيرة في الامارات والكويت وقطر وعمان وقال ان علاقات ايران بجيرانها خاصة في الخليج الفارسي علاقات جيدة ومتنامية لانها محكومة الى ماض عريق وشراكة قوية في التاريخ والجغرافيا والدين والحضارة ، ومن هنا فان سياسة التخويف من ايران التي تنتهجها بعض الاطراف قد باءت بالفشل .

واشار الى انه ناقش خلال جولته القضايا الثنائية مع البلدان التي زارها وقدم الرؤية الايرانية الاستراتيجية لتعزيز التنمية والاستقرار والرخاء في المنطقة كما قدم مقترحات بخصوص التعاون البيئي الجامع والشامل بين دول المنطقة بما يخدم مصالح شعوبها ويساهم في استقرارها .

زرنا دول الخليج الفارسي وطلبنا منهم نبذ ازدواجية التعامل مع الصحوة الإسلامية:

واكد ايضا ان التطورات الجارية في البحرين واليمن وسوريا كانت من بين المواضيع التي ناقشها في جولته ببعض بلدان الخليج الفارسي حيث بين مواقف طهران وما تنتظره من الدول العربية بهذا الشأن .

واضاف بهذا الخصوص : ان المنتظر هو الابتعاد عن الازدواجية في المواقف بشأن التعامل مع الصحوة الاسلامية ونهضات الشعوب مشيرا الى الى ان دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي قدمت مبادرة سياسية لمعالجة الاوضاع في اليمن وان كانت هذه المبادرة لا ترتقي الى تطلعات الشعب اليمني ، أما في البحرين فقد شهدنا الحلول الامنية والتدخل العسكري في اطار قوات درع الجزيرة وهو امر لا نراه منطقيا في مواجهة حراك سلمي لشعب اعزل .

ايران تدعم إصلاحات الأسد وتؤيد المطالب المشروعة للشعب السوري وترفض استغلال الوضع لخدمة مصالح اميركا والصهيونية:

كما اكد مساعد الشؤون العربية والافريقية في الخارجية الايرانية انه بين بصراحة موقف ايران المساند لسوريا باعتبارها الخط الاول للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ودعم الاصلاحات السياسية التي باشر بها الرئيس بشار الاسد ومساعدة الشعب السوري في عملية الاصلاح والوقوف بوجه التهديدات الاجنبية والجماعات الارهابية .

واوضح اننا لم ننكر المطالب المشروعة التي يرفعها الشعب السوري كبقية الشعوب العربية وهي مطالب استجابت لها القيادة السورية ، لكن المرفوض قفز دولة عربية او اكثر لاستغلال هذه المطالب بما يخدم المصالح الاميركية والصهيونية .؟

واشاد المسؤول الايراني بتوقيع سوريا على بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية معتبرا انه يتضمن الكثير من المعالجات التي تتبناها ايران ايضا ومضيفا ان بعض التعديلات لو اجريت على البروتوكول  لساهم في دعم سوريا على الصعيدين الاقليمي والدولي .

وتابع قائلا ان الاشكال الاساسي على مشروع الجامعة العربية هو تعجل بعض الاطراف العربية لتطبيق بنود خاصة من هذا المشروع على سوريا في حين كان المفروض اعطاء المجال لسوريا لبيان رأيها والتعاون معها للخروج من الازمة .

واوضح عبداللهيان ان ايران ترى ان من الضروري دعم ارادة الشعب السوري في الحفاظ على موقع سوريا الهام في محور المقاومة للاحتلال الصهيوني والتصدي لأي تدخل اجنبي في هذا البلد ووضع حلول لا تتيح للكيان الصهيوني تحقيق اهدافه في اضعاف المقاومة والاستفراد بالشعب الفلسطيني المظلوم .

ورأى عبداللهيان ان واشنطن وتل ابيب وضعتا مخططات جديدة بخصوص التعامل مع التطورات الجارية في المنطقة تحاولان من خلالها توظيف هذه التطورات لخدمة الاهداف الاميركية والصهيونية .?

خروج اميركا من العراق خطوة اساسية لإحلال الأمن ودور ايران في العراق بناء وفاعل:

وردا على سؤال حول خروج القوات الاميركية من العراق والعلاقات الايرانية العراقية بعد انهاء الاحتلال الاميركي لهذا البلد قال عبد اللهيان :اننا نعتبر الخروج الاميركي خطوة مهمة ومن هذا المنطلق نهنئ العراق قيادة وشعبا الذين تمكنوا بجدارة استلام سيادة العراق بشكل كامل مؤكدا ان مقتل اكثر من مليون شخص وتشريد اكثر من ثلاثة ملايين من العراقيين وتدمير جميع البنى التحتية خلال العقد الاخير هي نتيجة التواجد الاميركي وبعض الدول الاخرى في العراق .

وصرح ان العراق وخلال فترة التواجد الاميركي شهد حالة انعدام الامن بشكل واسع وحربا طائفية كانت من تدبير الاجنبي وقد دفع تكلفة باهظة جدا في هذا المجال لذلك فان خروج القوات الاميركية من العراق يعتبر خطوة اساسية في احلال الامن في هذا البلد والمنطقة .   

واضاف عبد اللهيان ان هناك فرقا بين التدخل الايراني ونفوذها في العراق ونحن نعلن بفخر بان الدور الايراني في العراق الجديد وخلال اكثر من عقد وخلافا للعديد من الاطراف الاخرى بما فيها القوات الاميركية كان دورا بناء وفاعلا للغاية .

وصرح عبد اللهيان انه في المجال الاقتصادي وعمليات اعادة الاعمار والبناء  قدمت ايران مساعدات كبيرة وضخمة الى الشعب العراقي الذي راى بام اعينه انجازات هذا التعاون وفي المجال السياسي وفي القضية التي كانت تعتبر بالنسبة لنا خطا احمر وبناء على الطلب العراقي وبغية  مساعدة شعبه قد قمنا بمفاوضات مع اميركا بحضور عراقي وذلك في اطار الدور الايراني البناء  والمساعدة في تسوية المشاكل العراقية التي اوجدتها واشنطن .

وشدد ان ايران لها نفوذ في العراق وانها كانت تمتلك هذا النفوذ خلال تواجد عشرات الالاف من القوات الاميركية والناتو في العراق وان هذا النفوذ سيكون ايضا في حال لم يكن الاميركيون متواجدين فيه .

وصرح : نحن لسنا بصدد التدخل في العراق ونعترف بالسيادة ووحدة الاراضي العراقية  واستقلاله .. علاقاتنا ستكون علاقات استراتيجية وودية واخوية مع جميع الاطراف ولدينا علاقات اخوية مع جميع اطياف المجتمع العراقي من السنة والشيعة والمسيحيين والكرد والعرب وسنواصل دورنا البناء لمساعدة العراق واحلال الامن والاستقرار في هذا البلد الذي يؤدي بدوره الى احلال الامن والاستقرار في جميع دول المنطقة . 

زرنا الرياض وقلنا للمسؤولين ان التدخل السعودي بالبحرين خطأ استراتيجي:

وحول العلاقات الايرانية السعودية قال مساعد وزير الخارجية الايراني ان الجمهورية الاسلامية الايرانية والعربية السعودية من الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة وليست لدينا مشكلة خاصة في العلاقات الثنائية بحيث ان علاقاتنا متواصلة على مستوى السفير وعلى اعلى المستويات وان الحوارات والمشاورات بين المسؤولين الايرانيين والسعوديين مستمرة رغم حالات التذبذب التي تشهدها العلاقات الثنائية . 
 
وصرح : في بعض المواضيع الاقليمية ، لنا وجهات نظر مختلفة ونحن عندما نزور السعودية نعلن بصراحة ان التدخل العسكري السعودي في البحرين كان خطا استراتيجيا وفي نفس الوقت نعلن وجهات نظرنا لتسوية المشاكل في المنطقة .

وتابع مساعد وزير الخارجية الايراني : بشان قضية السيناريو المختلق حول الاغتيال المزعوم للسفير السعودي في واشنطن من قبل احد الرعايا الذي توضح بانه قبل ان يكون من الرعايا الايرانيين كان يقيم في الولايات المتحدة لاكثر من 30 عاما ويمتلك جواز سفر اميركيا، لم يقدم لنا لحد الان لا الاميركان ولا السعوديين وثائق في هذا المجال .  
 
وصرح : ان الاميرکان کانوا يسعون وراء استغلال دعائي هوليوودي واسع لهذه القضية وان حضور واسع ومتسرع لوزير العدل ووزير الخارجية الاميركيين في مسرحية تلفزيونية خير دليل على ان هذه القضية مفبركة لانه في غير هذه الحالة فكان بامكانهم متابعة القضية عبر الطرق الاعتيادية والقانونية . ويبدو ان اصدقائنا في السعودية سيتعاملون بحكمة لازمة مع هذه القضية .

التدخل العسكري في البحرين زاد الوضع تعقيدا والحل في تلبية مطالب الشعب:

وحول القضية البحرينية قال عبد اللهيان : يبدو ان الاوضاع في البحرين تتعقد يوما بعد يوم وقد نقلنا هذه القضية عبر قنوات مختلفة الى المسؤولين في البحرين ودول المنطقة . 

واضاف : ان السبيل الوحيد لتسوية الازمة البحرينية هو تلبية المطالب الشعبية التي طرحت بشكل سلمي وديمقراطي مؤكدا ان التدخل العسكري في البحرين قد عقد الاوضاع بشكل كبير وهذا الامر خلق تعقيدات مضاعفة ومتعددة للحكومة البحرينية التي لم تتمكن لحد الان من الخروج من الازمة. 

وتابع عبد اللهيان : رغم ان لجنة بسيوني المعينة من قبل الملك البحريني اعلنت في تقريرها بعض الكوارث التي حدثت في البحرين الا انها اكدت ايضا على عدم وجود اي وثيقة تدل على التدخل  الايراني في البحرين في الوقت الذي كان مجلس التعاون وخلال بيانه الختامي قد اتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية بالتدخل في شؤون البحرين الداخلية .

وصرح : نحن نعتبر انتساب حركة  الشعب البحريني التي تعتبر حركة اصيلة ومنبثقة عن المجتمع ، الى بلد اخر اهانة الى هذا الشعب .  

وتابع : بدلا من اجراء مسرحيات يجب الاهتمام بالمطالب الشعبية وعلى المسؤولين البحرينيين ان يقلصوا الهوة العميقة الموجودة بين الحكومة والشعب من خلال  اجراءات بناء الثقة وعقد حوارات جادة وحقيقية .

وشدد عبد اللهيان : بعد تقرير لجنة بسيوني لم نشهد للاسف اي تحرك من قبل المجتمع الدولي حيال القضية البحرينية ولذلك فان الظروف في هذا البلد قد تعقدت اكثر .