الحرس الجمهوري يطلق الرصاص على مسيرة الحياة

الحرس الجمهوري يطلق الرصاص على مسيرة الحياة
الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

صنعاء(العالم)-25/12/2011- ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا برصاص القوات اليمنية الى 14 والجرحى الى تسعين في العاصمة صنعاء، حيث اطلقت قوات الحرسِ الجمهوري النار على مسيرة الحياة الراجلة القادمة من محافظة تعز.

وقد اعترضت هذه القوات في منطقة جنوبي العاصمة طريق المتظاهرين المطالبين بتقديم الرئيسِ صالح للمحاكمة ، والرافضين لاتفاق دول مجلس التعاون بشأن تقاسم السلطة في اليمن ، كما حاصرت الالاف في شارع تعز بصنعاء واستخدمت الرصاص الحي والقنابل الغازية لتفريقهم.

وقد وصف السفير الاميركي في صنعاءَ المسيرةَ بغير القانونية ، مدعيا ان هدفها بث الفوضى وان  للحكومة الحق في الحفاظ على النظام.

وبعد ان قطعوا اكثر من 250 كيلو مترا مشيا على اقدامهم ، تستقبلهم اجهزة الامن القمعية على مشارف صنعاء بوحشيتها المعتادة ، كما هو الحال قبل توقيع اتفاق نقل السلطة، وكأنه لا شيء تغير.

وسقط عشرات الضحايا شهداء وجرحى من شباب "مسيرة الحياة" بعد ان قطعت اقدامهم مئات الكيلومترات متحدية ظروف البرد القارس ، ولم يتهيبوا صعود الجبال الشاهقة بحثا عن الحرية  والكرامة التي مازالوا ينشدونها.

وقالت متظاهرة لمراسل العالم : مسيرتنا هي مسيرة الحياة والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية ، و هدفها هو تحقيق اهداث الثورة التي خرجنا فيها منذ فبراير.

وقال متظاهر اخر: لن نتراجع ولن نحيد ، فاما ان نعييش بكرامة او نموت بكرامة.

تحمل الشباب عناء المسير عدة ايام ليشددوا اصرارهم على ضرورة انجاح ثورتهم التي بدأوها منذ اكثر من 10 اشهر ، وليقتربوا من مركز القرار لتأكيد مطالبتهم بمحاكمة صالح وأعوانه ورفضهم مبادرة مجلس التعاون وكل ما انبثق عنها.

واكد ثالث ان هذه هي مسيرة الحياة التي اعادت للشعب اليمني بكامله الحياة وقالت نعم لمحاكمة كل القتلة والمجرمين بحقه.

وتبرهن عزائم هذه الجموع الثائرة ان ثمة شعبا شب عن طوق الأحزاب والقبيلة وأنه لن يقبل إلا بتحقيق أهداف ثورته حتى وإن طالت المسافات وكبرت التضحيات.

ويرى المراقبون ان مشهد "مسيرة الحياة" وتداعياتها، سيخلط ربما الكثير من اوراق الساسة وحساباتهم، حيث ان هذا التصعيد الثوري النوعي تزامن مع عقد جلسة للبرلمان اليمني يمنح فيها حكومة "باسندوة"الثقة ويناقش برنامجها، رغم الجدل الدائر بشأن عدم شرعيته، ليعطي من لا يملك لمن لا يستحق.

ويضيف المراقبون ان المشهد تحت قبة البرلمان يبدو بعيدا عن تطلعات الثوار ومختلفا تماما لدى نخبة سياسية ، ربما لم تدرك بعد ان شعبها الثائر من الصعوبة ان يرضى بانصاف الحلول.
MKH-25-10:48