كيف طلبت المعارضة السورية في الخارج العون من نتنياهو ؟

كيف طلبت المعارضة السورية في الخارج العون من نتنياهو ؟
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢ - ١٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

رسالة من المعارضة السورية في الخارج إلى الاحتلال الإسرائيلي بضرورة تقديم الدعم الكافي لها لإسقاط الرئيس بشار الأسد . هذا هو الطلب الصريح الذي أعلنه أحمد خوجه أحد مسؤولي مجلس اسطنبول وبثته التلفزة الإسرائيلية .

بثت القناة العاشرة الإسرائيليَة رسالة من أحد أعضاء ما يسمى  "المجلس الوطني السوري" إلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبه فيها بمساندة "تل ابيب" للعمليات المسللحة َ الرامية لإسقاط النظام السياسي في سورية.

ربما هذا لا يعني شيء الكثير للشعب الإسرائيلي، ولكن ما يعني الشعب الإسرائيلي هو أن لا قدر الله بحال انتصار الشيعة على السنة في سوريا فهذا سيكون عامل حاسم لنجاح خطة خامنئي في القضاء على دولة إسرائيل، فإذا أرادت إسرائيل سلاماً دائماً مع الجيران وحفاظ على أمنها وتسليم الشعب اليهودي هولوكوست جديد يعده لها هتلر طهران خامنئي عليهم أن يدعموا الثورة السورية.

حتى هذا المَذيعُ الإسرائيلي تعجَّب من كلام هذا القيادي في المعارضة السورية في الخارج أحمد خوجه في رسالته للإسرائيليين التي تم تناول مقتطفات منها في الصحافة العربية التي لم تكن بمعْظمها مستغربة من مواقفه التي سبق أن لمح إليها مسؤولون في مجلِس المعارضة في الخارج .

وكشفت تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ عن وجود اتصالات مكثفة مَع مسؤولي مجلس اسطنبول، ودعوة الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي عوزي ديان لقيام َ دولة كردية انفصالية في شمال سورية وأخرى طائفية عن علنية التنسيق المدعوم عَربيّا لإسقاط الأسد.

وتعَد تلك الدعوات والتصريحات دليلاً على مدى التورط العربي الإقليمي والغربي ضد سورية، وبراهِين دامغة على ما تطمح إليه تلك الدول، تدعمها رؤية واشنطن لشرق أوسط جديد.

خالد خوجا أحد أعضاء المجلس في تركيا اعتبر في الرسالة المصورة أن مصلحة كيان الاحتلال تكمن في إسقاط النظام السوري الذي يعمل لصالح إيران وحزب الله وحماس على حد قوله، الرسالة جاءت بعد تصريحات عضو الكنيسة الإسرائيلي يستحاق هرتسو والتي كشف فيها عن وجود اتصالات مكثفة مع مسؤولي مجلس اسطنبول، وعلى ما يبدو فإن تل أبيب تبني آمال عريضة على المواقف الودية التي أطلقها معارضون سوريون تجاه العلاقات مع إسرائيل في حال وصولهم إلى السلطة بعد أن جهروا بنيتهم التزام التسوية مع إسرائيل والعداء للمقاومة، تلك الأحلام التي عبر عنها وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك في هضبة الجولان أثناء المناورة العسكرية فتحت الباب أمام العديد من القادة الإسرائيليين والسياسيين والإعلاميين ليكشفوا عما تطمح إليه إسرائيل من تغيير يوجه ضربة لمحور المقاومة ويقطع التواصل بين أطرافه.

إن سقوط الأسد سيشكل ضربة قاسية للمحور المتشدد وسيضعف حزب الله في لبنان.. مصلحة إسرائيل الاستراتيجية تتطلب إنهاء محور المقاومة والممانعة، المحور الذي يعتبر العقبة الحقيقية في وجه مختطاتها في المنطقة، هذا ما قاله بشكل واضح وعلني اتساحي هنغدي وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست الحالي، أعتقد ان مصلحة إسرائيل الاستراتيجية تقتضي بتغيير النظام في سوريا وعلينا أن نبارك مهمة التغيير التي يقوم بها نيابةً عنا ثوار سوريون ضد هذا النظام الذي تحول إلى المتكئ الأساس لأكبر أعدائنا من إيران إلى حزب الله إلى حماس والجهاد الإسلامي، فإذا سقط هذا الركن الذي يشكل مدماكاً أساسياً في المحور الراديكالي الذي يهددنا تهديداً حقيقياً فإن هذا يشكل إمكانية لإضعاف المحور المتطرف. انهيار المدماك الأساسي في المحور المقاوم والممانع والذي يشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل هو أحد الأهداف التي تناغمت مع تطمينات المعارضة السورية تل أبيب، فإسرائيل لم تنسى أن سوريا كقائد لمحور المقاومة والممانعة هي من حولت شمال فلسطين المحتلة إلى أكبر خطر استراتيجي لها، هذا ما جاء في صحيفة معاريف على لسان إيلي فيدار الذي كان ممثلاً سابقاً لإسرائيل في الدوحة. إن إسرائيل لا يمكنها تبقى صامتة ولا تفعل شيئاً ضد القيادة السورية لن كل من سوف يحل محل الأسد سيكون أفضل لإسرائيل لأن السد أسوأ زعيم مر على إسرائيل، وأضاف أفيدار أن إسرائيل لا يمكن أن تنسى أن هذه القيادة السورية هي التي حوّلت شمال إسرائيلي إلى أكبر خطر استراتيجي وأن الحكومة الإسرائيلية مطالبة بما يجب أن يتخذ ضد سوريا. الأسد أسوأ زعيم مر على إسرائيل هذا ما عبّر عنه أفيدار وعن كل ما يجول في أذهان القياديين السياسيين والعسكريين في الكيان الإسرائيلي، ليترك السؤال مفتوحاً للجميع من المستفيد الأول مما يحصل في سوريا.

سؤال قد لا تصعب الإجابة عنه في ظل هوية المعسكر العربي والدولي الذي يقف في وجه سورية اليوم . ومنذ اليوم الأول لظهور المعارضة السورية في الخارج كانت هذه المعارضة تحظى بالدعم الإسرائيلي . وقد لاحظ التلفزيون الإسرائيلي مؤخرا عدم وجود العلم الإسرائيلي والأميركي بين الأعلام التي يحرقها المعارضون السوريون . 

فأنت تشاهد صور تظاهرات في سوريا وتراهم يرفعون صور بوتن ويبسقون عليها ويحرقونها ويحرقون العلم الروسي ولأول مرة ما الذي لا تراه، لا ترى عرباً سنة أخوان مسلمين يحرقون العلم الأميركي ولا تراهم يخرجون ضد الغرب وما الذي يطلبونه يطلبون أن يحصل الغرب على ما يريد من دون أن تعرقل روسيا، إنه تغيير جميل جداً في كل منظومة القوى وبالمناسبة في كل الشرق الأوسط.. اسمع إننا نشحف بهذه الخطوة حيث لا يحرقون علمنا هذا مهين جداً في هذه الفترة، حتى الساعة.. أنا أتكلم مع جهات سورية معارضة مقيمة في الخارج وطوال الوقت أحاول إقناعها بإجراء مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي وأنا أتحدث مع شتى أنواع الأشخاص وهم يعلمون أن هذا سيتسبب لهم بضرر بالغ.

الدعْم الإسرائيلي للمجموعات المسلحة في سورية ماثلهُ دعم عربي ولاسيما سعودي. ففيما صمتت المملكة السعودية عن  جرائم الحرب الإسرائيلية في لبنان وجرائم قواتها في البحرين جاهرت بعداوتها لسورية.

سعود الفيصل يتحدث عن الكرامة وهو يخاطب الشعب السوري، الفيصل هو ذاته من أسعفت له الكرامة وسط عملية أسر جنود إسرائيليين من قبل حزب الله لمبادلتهم بأسرى عرب في سجون الاحتلال بالمغامرة، المغامرة هي جل ما جادة به كرامة الفيصل في الحديث عن العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، السوريون حينها فتحوا بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم لاستقبال أخوتهم اللبنانيين الهاربين من الصواريخ الإسرائيلية المنهمرة على لبنان. وفي حديث الكرامة أيضاً الفيصل أدار ظهره للكرامة التي سمحت له ولأقرانه الخليجيين بإرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين لقمع انتفاضتها الشعبية.

وحول رسالة المعارضة السورية في الخارج للاحتلال الإسرائيلي قال الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد جمعة : أريد أن أشك في هذه الرسالة لأن الموضوع ذو شقين، هي علاقة المعارضة السورية بإسرائيل، أو هذه الرسالة التي طرحت، دعني اتكلم عن موضوع علاقة المعارضة السورية بإسرائيل هي علاقة واضحة، هؤلاء الناس بقوا في الغرب وساكنين في الغرب من حوالي 20 إلى 25 سنة وكانت علاقتهم جيدة جداً مع الإسرائيليين مع مراكز البحوث الإسرائيلية قبل الثورة العربية وقبل الحرب على سوريا كانت علاقتهم جيدة جداً بالإسرائيليين، والآن أصبحوا مجلس اسطنبول وما زالت علاقتهم جيدة وقال المذيع الإسرائيلي أنه يتكلم معهم للظهور على التلفزيون الإسرائيلي، هذه علاقة غير مستغربة.. أما العلاقة مع إسرائيل أو حاجة إسرائيل للقضاء على سوريا لا تحتاج إلى كثير شرح أو لا تحتاج إلى براهين، أما المطلوب من الثورات العربية أو الربيع العربي أو سمها ما شئت المطلوب منهم هو تقديم اعتماد للرأي العام الغربي، طلب من الغنوشي أن يقول أنه هو سيسمح بالبكيني وسيحافظ على حقوق المرأة لتبييض صفحته بالغرب، برهان غليون قبل هذه الرسالة التي سمعناها الآن، قال عندما نصل إلى السلطة سنقطع علاقاتنا مع إيران وحماس وحزب الله، غيره قال عندما نصل إلى السلطة سنتفاوض على موضوع الجولان، هذه كلها رسائل للغرب للرأي العام الغربي حتى يبرر الغربيون لشعبهم التدخل في الشؤون السورية.

وحول تركيز رسالة على إيران قال أحمد جمعة : هذا الذي دفعني إلى الشك في مضمون هذه الرسالة أو في تركيبة الرسالة كلها، هذه الرسالة إسرائيلية مئة في المائة، هذه الرسالة هي بيان سياسي أكثر ما هي طلب دعم، هذه الرسالة موجهة للداخل العربي أكثر ما هي للإسرائيليين، فبالتالي هذا يدخل ضمن ما يسمى في الوقت الحاضر الحرب الإعلامية الشاملة التي تستهدف كي الوعي العربي من هنا وتشتيته من هناك، وتشتيت الذهن في مكان ثالث.

وعن الدعم العربي القطري السعودي تحديداً والدعم الإسرائيلي لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد قال الدكتور جمعة :هذا الدعم الآن ظهر على العلن، أما في الكواليس منذ 20 منذ 30 سنة كان الكلام عن التعاون بين التعاون الخليجي الأميركي الإسرائيلي، رأيناهم زمن عبد الناصر ماذا حصل، كيف تعاملوا مع الرئيس عبد الناصر، ثم كيف أجبروا أو دفعوا بالسادات لتوقيع كامب ديفيد، وكيف ضغطوا على المرحوم ياسر عرفات لتوقيع أوسلو والذهاب إلى رام الله، كيف مولوا هذه الأمور كلها، أما الآن عندما وصلنا إلى سوريا وكانوا يدّعون حرصهم على سوريا، فعندما وصلنا إلى سوريا لم يعد لديهم لم يعد هناك أشياء مخفية لذلك ظهر هذا الدعم القادم من دول الخليج والدعم القادم من إسرائيل، ولا يخفون هم حكام الخليج الحاليين الشباب لا يخفون أمسوا طفولتهم في إسرائيل في بيوتهم الموجودة هناك، لا يخفوا هذا الكلام العلاقة مع إسرائيل علاقة واضحة ولكنها أصبحت الآن علنية.

 

كلمات دليلية :