عبثية المهمة الملقاة على عاتق جيوش الاعلاميين السعوديين والعرب العاملين في الحضيرة السعودية في هذا الشأن ، هي نتيجة طبيعية لشذوذ النظام السياسي السعودي ، وشذوذ الرؤية الوهابية الى الدين والحياة والانسان.
**جانب من شذوذ النظام السعودي
المطلوب من الاعلام الممول سعوديا فكرا ومالا ، هو :
-تطهير تاريخ ال سعود ، من كل الفضائع التي ارتكبت ضد ابناء جزيرة العرب والتي انتهت بتأسيس كيانهم.
-تبرير مؤامرات ال سعود ضد الشريف حسين وكذلك ضد العثمانيين.
-تبرير تحالفهم مع المستعمر البريطاني على ابناء قومهم ودينهم.
-تبرير الدور البريطاني الحاسم في تاسيس مملكة "ال سعود".
-عقلنة فكرة ان يتحول اسم "جزيرة العرب" الى "السعودية" ، نسبة الى اسم جد الاسرة السعودية ، وهو امر لم يشهد التاريخ الانساني له مثيلا.
-تبرير ارتمائهم في احضان الامريكان بعد ان انحسر نفوذ اولياء نعمتهم الاولين من البريطانيين.
-تبرير النظام السياسي القائم في "مملكة ال سعود" ، حيث لا دستور ولا برلمان و لا حقوق مدنية ولا حقوق انسان ولا حريات فردية ولا حريات اجتماعية ولا تداول للسلطة ولا اثر للسلطات ولا حق التعبير عن الراي ولا حق التظاهر ولا انتخابات ولا ولا ...
-تبرير تغول الاسرة الحاكمة حتى تحول افرادها الى انصاف الهة لايملك المواطن البائس في جزيرة العرب الا السجود والرضوخ امام جبروتهم وطغيانهم ، فلا قانون يحد من سلطانهم ولا سلطاتهم ، فهم فوق كل شيء.
-تبرير سياسة نهب الثروة النفطية لشعب جزيرة العرب بهذا الشكل الشنيع الى الحد الذي اكدت الدراسات ان ال سعود يسابقون الزمن لتجفيف ابار النفط قبل ان تقع بايدي اصحابها الاصليين ، وهم البؤساء من ابناء الجزيرة العربية.
-التعتيم على الاسباب التي تدعو ال سعود الى تصدير اكثر من 12 مليون برميل نفط يوميا ، والذي يترتب عليه عوائد تغطي اكثر من نصف مليار انسان ، في الوقت الذي لايتجاوز شعب جزيرة العرب 25 مليون نسمية فقط.
-التبرير وان امكن التغطية على التكاثر الارنبي لال سعود والذي تجاوز حد المعقول البشري.
-التبرير وان امكن التغطية على الميزانية الخاصة لاعضاء اسرة ال سعود والتي تجاوزت ميزانية العديد من الدول.
-التبرير وان امكن التغطية على كل الثراء الفاحش لاغلب اعضاء اسرة ال سعود ، من الذين ترد اسماءهم في قوائم اغنى اغنياء العالم في الوقت الذي لم يجهدوا حتى في استحصال درهم واحد من عرق جبينهم.
-تبرير كل هذه التبعية لسياسة الغرب وعلى راسه امريكا ، والتي تصب من الالف الى الياء في صالح الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية ، والتي تتناقض بالمرة مع مصالح العرب والمسلمين.
-تبرير المواقف المشينة والمخزية لال سعود من كل رموز القوة في الامة بدء من جمال عبدالناصر وانتهاء بحزب الله وحماس.
-تبرير سياسة التماهي السعودية مع المخططات الغربية والصهيونية ضد شعوب المنطقة.
-تبرير العلاقة الشاذة مع امريكا والغرب ، والتي وصلت الى مستوى علاقة التابع والمتبوع في كل شيء.
-تبرير سياسة تفريق الامة وضرب كل جهد عربي وحدوي.
-تبرير ، لا التواطؤ بل التنسيق الممنهج مع الصهاينة منذ تاسيس الكيان الصهيوني وحتى حرب تموز بين هذا الكيان وحزب الله عام 2006 وحرب ال22 يوما بين حماس والكيان الصهيوني عام 2008.
-تبرير الترويج لسياسة الانبطاح امام الغرب والصهيونية ومعاداة كل عمل مقاوم وحتى ممانع في الامة.
-تبرير العلاقات الوثيقة والاستراتيجية مع كل الحكومات الرجعية والدكتاتورية والاستبدادية في العالمين العربي والاسلامي ، مثل نظام السادات ومبارك في مصر وبن علي في تونس وعلي عبدالله صالح في اليمن والاسر الرجعية المتخلفة الحاكمة في الخليج الفارسي ونظام ضياء الحق في باكستان ونظام طالبان في افغانستان وو...
-تبرير الموقف الشائن من الثورات العربية ووصف التظاهرات بالعبثية والفوضوية.
-تبرير سياسة جعل جزيرة العرب ملاذا وملجأ امنا للمستبدين المطاردين من قبل شعوبهم امثال علي زين العابدين بن علي واسرته وعبدالله صالح والمجرم المطلوب من الشرطة الدولية طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي ، ودأب الاسرة الحاكمة لانقاذ الدكتاتور حسني مبارك رفيق درب ال سعود في المحطات الكبرى في تاريخ التسوية والانبطاح واذلال الامة.
-تبرير سياسة النفخ في المجموعات المتطرفة والارهابية التي رسمت صورة مشوهة عن الاسلام في باكستان وافغانستان وافريقيا واسيا وحتى اوروبا وامريكا.
-تبرير التدخل السافر لال سعود في شؤون البلدان العربية بهدف وأد الثورات التي شهدتها هذه الدول ، او على الاقل الالتفاف عليها او اجهاضها كما تحاول ان تفعل في اليمن ومصر وتونس وليبيا.
-تبرير التواجد الاجنبي لاسيما الامريكي في منطقة الخليج الفارسي وتسويقه على انه تواجد يخدم مصالح العرب.
-تبرير المحاولات التي لاتنتهي لال سعود لتسويق الكيان الغاصب للقدس لدى الراي العام العربي ، على انه كيان يمكن التعامل معه بشكل طبيعي ، والعمل على امحاء صورة العدو اللدود لهذا الكيان المنقوشة في ضمير و وجدان كل عربي ومسلم.
-تبرير محاولات ال سعود الحثيثة لاعطاب بوصلة الانسان العربي وتغييرها من العدو الصهيوني المتربص بامة العرب صوب عدو وهمي لايوجد الا في مخيلة ال سعود ، وهذا العدو الوهمي هو ايران المسلمة.
**جانب من شذوذ الوهابية
هنا نتوقف مرغمين عن سرد باقي المواقف الفضائحية لال سعود على المستوى السياسي ، لانها لا تعد ولاتحصى ، وستصيب القارىء لامحالة بالكآبة والاحباط ، لذا سنكتفي بهذا القدر من العبثية السعودية على الصعيد السياسي ، وسنعرج على مواقف اكثر فضائحية واخزى مما ذكرنا ، هي تلك المتعلقة بالوهابية ، القراءة الشاذة والكارثية للاسلام ، وما تلقيه من مسؤولية جسيمة على عاتق جيوش الاعلاميين الذين جندهم ال سعود لتجميل وجه الوهابية القبيح الى حد المسخ ، وهذا جانب من هذه المسؤولية:
-تبرير العمل الهمجي للوهابية ضد الاسلام والمسلمين قديما وحديثا.
-تبرير الخراب والدمار الذي لحق باثار وتراث المسلمين في جزيرة العرب وخارجها بسبب الفتاوى السخيفة للوهابية.
-محاولة التخفيف من خطورة وفضاعة القراءة الجامدة والمغلقة والمتكلسة للاسلام الوهابي وايجاد المبررات لها.
-تبرير خطاب الفتنة الوهابية الذي يأخذ معه الخراب والدمار الى حيث حل وارتحل.
-تبرير الدمار والقتل والفضائع التي ترتكبها عصابات الوهابية في العالمين العربي والاسلامي.
-تبرير الصورة المشوهة للاسلام التي ارتسمت في اذهان العالم اجمع بسبب الوهابية.
-تبرير المهانة التي تتعرض لها المراة وحرمانها من ابسط الحقوق الانسانية ، في ظل الوهابية.
-تبرير اهانة العقل الانساني والاستخفاف به عند الوهابية.
-تبرير التهم التي توجهها الوهابية الى حرية التعبير والتظاهر والانتخابات والديمقراطية.
-تبرير اتهام الشعوب العربية بالانحراف والفساد من قبل الوهابية لانها تجرأت وخرجت على حكامها المستبدين.
-تبرير المواقف المخزية للوهابية من مقاومة حزب الله امام ألد اعداء المسلمين ، من الصهاينة مغتصبي قبلة المسلمين الاولى ، وحرمة الدعاء لهم لان حزب الله من الروافض!
-تبرير العداء الغريزي للوهابية لاتباع اهل البيت عليهم السلام ، والنفخ المستمر في بوق الطائفية ، والذي تحول الى سمة مميزة للوهابية ، التي ترى في اتباع اهل البيت اكثر خطرا من الصهاينة!!!!.
**جانب من شذوذ دهاقنة الاعلام السعودي
في بداية مقالنا ، قلنا انه لايختلف اثنان حول عبثية الاعلام السعودي والاعلام العربي الذي يعمل بوحي المال السعودي ، وما قصدناه بالاثنين ، شخصان سويان ، من الذين لم تمسخهما الوهابية ولم تمسخهما دولارات النفط .
ان ال سعود وال الشيخ وقفوا ومنذ وقت مبكر على ضرورة تجميل التشوهات الخلقية التي لازمت النظام السياسي السعودي منذ ولادته ، والتشوهات الخلقية الابشع التي كانت جزء من الطبيعة الوهابية ، باي شكل من الاشكال . فوجدوا في الاعلام العلاج السحري لتلك التشوهات الخلقية فأهتموا به اهتماما لايقارن الا باهتمام النازية ، فاغدقوا عليه من الاموال مالم يغدق عليه نظام في العالم العربي والاسلامي قاطبة.
المشكلة التي واجهت ال سعود وهم يؤسسون لاخطبوطهم الاعلامي الضخم ، هي كيفية التسويق لهذين الكيانين المشوهين والممسوخين ، نظامهم السياسي و وهابيتهم ، بالشكل الذي يتقبله الاخرون.
فكيف يمكن الجمع بين ان يكون ملك ال سعود خادما للحرمين الشرفين وفي الوقت نفسه خادما للبيت الابيض ؟!، وكيف يكون دستور ال سعود القران بينما كيانهم موطأ قدم كبيرة للمستعمرين والمستكبرين والصهاينة في العالم الاسلامي؟! ، وكيف يكون ال سعود يحكمون قلعة الاسلام بينما جنرالات امريكا والناتو يسرحون فيها ويمرحون؟! ، وكيف يمكن عقلنة الوهابية بينما العقل السليم ينفر منها بالفطرة ؟!، وكيف يمكن منع الناس من الضحك بينما فتاوى دهاقنة الوهابية تضحك الثكلى؟!.
هذه التناقضات وغيرها الكثير ، دفعت ال سعود الى استخدام سلاحين ماضيين ، وان كانا عاجزين على الجمع بين متناقضات الوهابية وسياسة ال سعود ، الا انهما يستطيعان اثارة الاجواء وتعكير صفوها ، الامر الذي يخلط الاوراق ويربك الرؤية على امل ان تختفي في خضمها تشوهات ال سعود والوهابية، وهذا السلاحان هما الطائفية ودولارات النفط.
فعلى الصعيد الطائفي نجح ال سعود في تجنيد جيوش من الاعلاميين تربوا منذ نعومة اظفارهم في كنف الوهابية والنظام السياسي لال سعود ، فتشبعوا بالفكر الطائفي الوهابي واستحوذت عليهم روحية العبيد فكانوا ينظرون الى ال سعود كانصاف الهة.اما على صعيد دولات النفط فنجح ال سعود في شراء جيوش جرارة من الاعلاميين العرب ، من الذين لايؤمنون بأية قضية او مقدس ، الا الدولار.
اما الوصفة السحرية التي وضعها ال سعود للفريقين من اجل التغطية على تشوهات نظامهم و وهابيتهم ، فكانت الطائفية والنفخ في بوقها ليل نهار ودون انقطاع عسى ان تختفي تلك التشوهات او على الاقل ان ينساها الناس ولايفكروا بها.
وكان الامر كما اراد ال سعود ، فمن بين الفريق الاول يمكن الاشارة الى مثالين يغنيان القارىء الكريم عن الالاف امثالهما، الاول المدعو "طارق الحميد" رئيس تحرير صحفية "الشرق الاوسط" السعودية والثاني المدعو " عبد الرحمن الراشد" مدير قناة "العربية" السعودية.
الاول ، اذا ما انتزعت منه القدرة على كتابة او النطق باسم الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، فمن المؤكد انه سيصاب بالشلل الرباعي وتموت كل خلايا دماغه ويفقد القدرة على التفكير ويعجز عن كتابة كلمة واحدة ناهيك عن سطر عن اوضاع المنطقة ويتحول الى كومة من اللحم لا اكثر. فهذا الرجل شب على كراهية اكبر شخصية سياسية وعلمائية اسلامية عرفها القرن العشرين ، وقاد ثورة وصفها بعض اسياد الحميد ومن بينهم مناحيم بيغن بانها زلزال سيصل اسرائيل ارتداداته . واسس جمهورية تحولت بفضل الله الى شوكة في عيون امريكا وعملائها ، والى سند للمستضعفين من المسلمين وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني المظلوم. أما اسرائيل فلامكان لها في القاموس السياسي لهذا المدعو الحميد ، فاسرائيل عنده دولة مثل سويسرا والنمسا ، ويكفي تصفح مقالاته لتقف على حقيقته .
اما رفيق الحميد على طريق كراهية من يناصب امريكا والصهيونية وعملائهما العداء ، المدعو عبد الرحمن الراشد ، صاحب قناة العربية سيئة السمعة والصيت ، فهذا الرجل كما صاحبه ، لايرى في العالم الا قوتين ، ايران وامريكا، الاولى عدوة اسياد اسياده بالفطرة الوهابية السعودية ، والثانية سيدة اسياده بذات الفطرة . وبحكم طبيعة العبد ان ينتصر لاسياده وارباب نعمة اسياده ، فتراه لايترك مقاما او مقالا الا ويتهجم على ايران الاسلام وينتقص من قدر المقاومة ، وينتصر لمخططات امريكا والصهيونية وال سعود.
الحميد والراشد ورفاقهما من العاملين في الاعلام السعودي المتصهين ، يتلقون اموالا من ال سعود بقدر حجم العطب الذي يلحقونه ببوصلة الانسان العربي التي تحدد هوية اعداءه واصدقاءه ، وبمقدار الارباك الذي يثيرونه لديه ازاء عملية التمييز بين المقاومة والخيانة وبين الشرف والذلة وبين السيادة والتبعية وبين المسلم السني والشيعي وبين الوهابي التكفيري و بين ايران وبين اسرائيل.
اما النموذج العربي في الاعلام المسعدن، هو المدعو "جهاد الخازن" ، ذلك الفلسطيني الذي باع وطنه وقضيته من اجل حفنة من الدولارات بعد ان باع شرف الكلمة باقل من ذلك. فالرجل يمثل تمثيلا صارخا للانسان الانتهازي بلا منازع . فهذا الخازن لدولارات النفط ، لم تحرك اجساد اطفال لبنان التي مزقتها صواريخ اسياد اسياده في حرب تموز عام 2006، شعرة في جسده فحسب ، بل اخذ يتاجر وبضمير ميت بتلك الاجساد ، بعد ان حمل حزب الله مسؤولية العدوان الصهيوني والارواح التي ازهقت والدمار الذي لحق بلبنان ، نزولا عند رغبة اسياده من ال سعود وحفاظا على ديمومة تدفق الدولارات الى حسابه المفتوح على دماء اطفال لبنان والعرب .
ذات الموقف العار والمخزي من اطفال لبنان وقفه الخازن ، لمال السحت هذا ، من اطفال غزة التي مزقت اجسادهم ذات الصواريخ وهم محاصرون في غزة عام 2008 ، ولذات الاسباب.
هذا الخازن لكل شيء الا قيم الخير ، لم يدخر وسعا خلال عمره المهني غير المشرف ، الا وأستخدمه لضرب حزب الله وحماس ، محملا المقاومتين اللبنانية والفلسطينية مسؤولية كل ماترتكبه اسرائيل من فضائع ، في تبن واضح وفاضح للرؤية السعودية الصهيونية الامريكية ازء ما يجري في منطقة الشرق الاوسط.
هذا الرجل كرفيقيه الطائفيين حتى النخاع الحميد والراشد ، يرى في ايران الاسلام ، وليس اسرائيل ، التي اغتصبت ارضه وارض ابائه واجداده ومقدسات العرب والمسلمين، هي سبب ماسيه وماسي اسياد اسياده.
** الثلاثي المسخ والمهمة القذرة
هذا الثلاثي يمثل تمثيلا كاملا لالاف مؤلفة من السعوديين والعرب المسعدنين الذين ولدوا على فراش المال السعودي القذر والمخطط الامريكي الاقذر ، فكانوا افضل من ينتدب لمهمة يأباها اصحاب النفوس الابية لقبحها وقذارتها وعبثيتها، لانها تتطلب سلخ الانسان العربي عن ذاته ، الذات التي ترفض الذل والمهانة والاستعباد ، وعن تاريخه ، التاريخ الرافض لهيمنة الاجانب والمستعمرين ، وعن دينه ، الدين الذي يجمع المسلمين من الاحناف والمالكية والشافعية والحنابلة والشيعة والزيدية وباقي الطوائف الاسلامية الاخرى في بوتقة واحدة .
مهمة سلخ الانسان العربي عن ذاته ، رغم عبثيتها ، انبرى لها هذا الثلاثي ومن ورائهم من هم اتعس مولدا منهم ، جيوش جرارة من الاعلاميين وفضائيات وامبراطوريات اعلامية ، مدفوعون بخسة المولد وتركيبة النقص وجشع النفس ودناءتها ، وهم يعرفون اكثر من غيرهم مدى حجم الخيانة التي يرتكبونها بحق الانسان العربي المسلم ، لذلك وضعوا يدهم بيد الشيطان ، مثل روبرت مردوخ القطب الاعلامي الصهيوني الذي لايخفي احتقاره للعرب وعلى رؤوس الاشهاد ، فاخذوا يوسخون العقلية العربية بقاذورات تزكم الانوف ، عبر التاكيد على ميل الانسان العربي الى الراحة والدعة والاستسلام للوضع الراهن والرضوخ للحكام المستبدين والانظمة القبلية المتكلسة الرجعية واظهار اي تمرد على الواقع الموجود على انه فوضى ودمار وخيانة.
اما مهمة هذا الثلاثي وما على شاكلته في سلخ الانسان العربي عن تاريخه ، فكانت تتمحور حول تزييف حقائق التاريخ ، فاظهروا تاسيس انظمة عربية عميلة حتى العظم ومتخلفة حتى التعفن وما اكثرها ، كنظام ال سعود وكيانهم الشاذ ، على انه معجزة فوق الرمال !! ، والحق ان الكيان السعودي كان معجزة البريطانيين حقا!!، في المقابل ينفث هذا الثلاثي بسمومه ليل نهار لتشويه الصفحات البيضاء الناصعة في تاريخ الشعوب العربية ، ووصفها ووصف اصحابها بالمغامرة والمغامرين ، لانهم تجرأوا على الوقوف بوجه المستعمر ، كما هي الحالة في تجربة جمال عبد الناصر، بهدف القبول بالمستعمر والرضوخ له على انه قدر ومشيئة الهية.
اما المهمة الثالثة فهي اكثر بكثير من الاولى والثانية ، فهي تكشف وبشكل جلي مدى بشاعة نفوس هذا الثلاثي ، الذي حاول ويحاول سلخ الانسان العربي المسلم من دينه ، فكان سلاحه في عملية السلخ هو الطائفية ، اقذر سلاح استخدمه المستعمرون والوهابية ومازالوا . فمثل هذا السلاح ، وكما يعتقد هذا الثلاثي ، يمكن ان يختصر الزمن في تحقيق كل اهداف هذه المهمة والمهتين السابقتين، فمن خلال اشعال نار الفتنة الطائفية يمكن انقاذ عروش الطغاة وفي مقدمتهم عرش ال سعود ، ويمكن اشغال المسلمين بانفسهم الى الحد الذي ينسون فيه المستعمر والعدو الرئيسي "اسرائيل" التي سترفل بالاستقرار والامن والازدهار والخير العميم ، مادام المسلمون يذبح بعضهم بعضا.
الحق ان مهمة الحميد والراشد والخازن رغم عبثيتها ، الا انها تعكس حجم الخبث المستوطن في نفوس مثل هؤلاء ومستوى الانحطاط الاخلاقي الذي انحدروا اليه ، فكيف يمكن لانسان عربي مسلم مهما اوغل في الرذيلة الا يتأثر ولو قليلا لما يجرى من ويلات في ربوعنا العربية والاسلامية ؟!. الكارثة ان مثل هؤلاء لايمرون من امام كل الفضاعات التي تجري في ديارنا ، مرور الكرام ، لاراحونا واراحوا انفسهم ، بل هم على العكس نراهم يزيدون نار الفتنة التهابا وسعيرا عبر النفخ في نار الطائفية وزرع الفتنة بين المسلمين ، حيث تزهق ارواح المسلمين الابرياء اطفالا ونساء ورجالا ، بالمئات يوميا ذبحا وتفجيرا وتقتيلا ، وتحول المسلمون الشيعة الى العدو رقم واحد لاخوانهم السنة !!! وتحولت ايران الى العدو المتربص بالامة !!! وتحولت امريكا الى منقذ!! لاهل السنة من مخططات الشيعة !!! ، وتحولت اسرائيل الى كيان وديع يهدده حزب الله الرافضي !!! وبعض المتشيعين او الذين باعوا انفسهم لايران امثال حركتي حماس والجهاد الاسلامي !!! وو.. كل هذه التحولات طرأت بقدرة المال السعودي القذر الذي تحول الى اله يحرك بارادته امثال الحميد والراشد والخازن.
يكفي القارىء الكريم ان يكتب اسم احد هؤلاء الثلاثة مع اضافة كلمات مثل ايران اوالشيعة اوالسنة او حزب الله او حماس ، ويبحث في الانترنيت ، حتى يقف على حقيقة ماذهبنا اليه.
الشيء الاخر الذي سيلفت القارىء الكريم ، هو ان سوف لايرى حيزا ولو بسيطا لاسرائيل وامريكا في تفكير هذا الثلاثي ، فاسرائيل وامريكا ، من وجهة نظر هذا الثلاثي لايمثلان اي تهديد للعرب والمسلمين ، بل على العكس ، ان اسرائيل وامريكا مهددتان من قبل الشيعة وايران وحزب الله ، كالعرب والسنة تماما !!!.
**انه كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى
الاعلام السعودي بنسختيه المحلية الوهابية والعربية الانتهازية ، اوجد منذ وقت طويل اجواء ضاغطة على عقلية الانسان العربي بهدف تمييع شخصيته وتخدير ارادته وبتر هويته ومسخها ، ويمكن الوقوف على هذه الحقيقة المرة عبر تصفح صحيفتي "الحياة" و " الشرق الاوسط" ومئات المجلات والصحف الصادرة باللغة العربية وبطباعة نفسية في اوروبا والبلدان العربية ، او الجلوس للحظات امام القنوات الفضائية التي تنتشر في الاثير انتشار السرطان وفي مقدمتها قناة " العربية" السيئة الصيت لدى الانسان العربي الذي وصفها وبصدق ب"العبرية" لما تقدمه من خدمات ماجنة مجانية لسادة ال سعود من الصهاينة والمستعمرين ، او تصفح المواقع الالكترونية في الفضاء المجازي وهي بالمئات ايضا ، حتى سيقف الانسان العربي على حجم الخيانات التي ترتكب جهارا نهارا بحقه لسلخه عن ذاته وعن كل خير وفضيلة في شخصيته وتاريخه.
صحيح ان ال سعود انتبهوا مبكرا ، بفضل نصائح سادتهم ، لخطورة الاعلام ودوره في التاثير على الراي العام ، الا ان ال سعود ارادوا من الاعلام ان يقلب الحقائق لا ان يضخم او يقلل منها ، ارادوا منه ان ان يجمع بين النقيضين في مكان وزمان واحد ، وهو مايتناقض مع المنطق والعقل السليم ، وهذه الحقيقة التفت اليها الانسان العربي ، المنكوب بالاعلام السعودي ، فادرك مايخطط له وايقن ان كل من يعمل في هذا المخطط الجهنمي هو خائن عميل رغم كل الهالة الضخمة التي ترسم للعاملين فيه ، مثل التجربة والشهادة الاكاديمية والمناصب الاعلامية ، كما رسمت للخازن والراشد والحميد.
المهمة العبثية للاعلام السعودي والرامية لاظهار ايران كعدو وتسويق الكيان الصهيوني كصديق ، ورسم صورة مثالية لامريكا المجرمة ، وربط كل ماسي العرب والمسلمين بالشيعة والنفخ في نار الفتنة الطائفية ليل نهار ، وصلت والحمد لله الى طريق مسدود ، بفضل وعي الانسان العربي والمسلم ، وبفضل شذوذ اهداف هذا الاعلام !!!.
ويمكن تلمس فشل هذا الاعلام في اذكاء نار الفتنة الطائفية بين المسلمين وتحقيق اهداف الثلاثي الصهيو امريكي الوهابي ، في حالة الغضب والتشنج التي تسود خطاب الجناح الديني والسياسي للوهابية ، والمتمثل بشيوخ الوهابية واعضاء اسرة ال سعود ومرتزقتهم من الاعلاميين السعوديين والعرب ، حيث اخذت فتاواهم وتصريحاتهم تنزع عنها بعض ما كان يغطيها من اوراق التوت فبدت طائفية تحريضية عارية بالمرة وكانهم يأسوا من حصول الفتنة التي كانوا يبتغونها ويستعجلونها .
**السعوديون يفجرون الانسان العربي بعد ان عجزوا عن تفجير عقله
نظرا لعبثية الاهداف التي جندت الوهابية وال سعود ، امثال الخازن والراشد والحميد واغدقت عليهم الاموال على مدى عقود طويلة ، لم يحقق هذا الفريق ماتصبوا اليه السعودية في تفتيت الامة خدمة لاسيادها في واشنطن وتل ابيب ، الامر الذي دفع ال سعود واسيادهم الى اصدار الاوامر الى الجناع العسكري للوهابية السعودية ، والمتمثل بالقاعدة والمجموعات التكفيرية والسلفيين المتكلسين، الى تفجير الانسان العربي الذي عجزوا عن تفجير عقله بعبثهم وسفههم وتخلفهم ورجعيتهم وطائفيتهم ، فكان لهم ما كان ، فشتعلت المجتمعات العربية في العراق ولبنان وسوريا ومصر واليمن والبحرين وتونس وليبيا والصومال والجزائر وامارات ومشايخ الخليج الفارسي ، وبدات دائرة عبثية اخرى تدور حاصدة ارواح المئات بل الالاف من العرب والمسلمين الابرياء تحت ذرائع تضحك لها الثكلى ويشيب لها الوليد ، تدور بمجملها حول عبثية الصراع الوهمي بين "الشيعة والسنة" ، الذي لايعشعش الا في عقول دهاقنة الوهابية المرضى ، ارواء لعطشهم الذي لا ينتهي للفتنة والتكفير ، وفي عقول دهاقنة ال سعود ، خدمة لاسيادهم في واشنطن وتل ابيب.
ان موجة التفجيرات والاغتيالات والقتل والاختطاف على الهوية التي نشهدها اليوم في ديار العرب والمسلمين ، والتي تتصاعد وتيرتها وحدتها يوما بعد يوم ، تؤكد وجود ارادة شيطانية ، لا دخال المجتمعات العربية في اتون صراع طائفي عبثي ، لايخرج منها منتصرا الا الطامعين بخيرات العرب والمسلمين وفي مقدمتهم الصهاينة ، ولايحصد المسلمون منها الا الدمار والخراب والتخلف والانحطاط والتشرد ، لذا وكما افشل الانسان العربي السني والشيعي بوعيه وذكائه ، مخططات الاعلام السعودي ودهاقنته من امثال الخازن والراشد والحميد ، وفضائياته الفضائحية ، ومواقعه الالكترونية المسمومة ، فان هذا الانسان اقدر على ان يفشل هذه المرة ايضا مخططات الوهابية والصهيونية ، الهادفة لتمزيق الامة وتشتيت قواها ، عبرزرع الفتنة الطائفية والنفخ في نارها .
ان الانسان العربي نجح بسلاح العقل والمنطق ان يكشف عبثية الفكر الوهابي وان يحشره في نطاقات ضيقة داخل العقول المريضة فقط ، فالمنطق يرفض الجمع بين النقيضين في مكان وزمان واحد ، وهو بالضبط ما تفعله الوهابية. فحب البيت الحرام لايجتمع في قلب واحد الى جانب حب البيت الابيض ، والدعوة الى الوحدة الاسلامية لا تجتمع مع الدعوة للتكفير والطائفية ، وعزة المسلمين لاتجتمع مع ذل التبعية للغرب والصهيونية ، والدعوة للاستقلال والسيادة لا تجتمع مع التواطؤ مع الغرب ضد مقومات القوة والممانعة في الامة والعمل على ضربها واضعافها، والدعوة الى التطور والتقدم لاتجتمع مع الفكر المتكلس والمتخلف الذي يرى في التلفزيون والكاميرا والمذياع والصورة والفضائيات والجوال بدعا من اعمال الشيطان ، والدعوة الى الحرية والتحرر والانطلاق لاتجتمع بالمرة مع انظمة قرون اوسطية كنظام ال سعود ، الدعوة الى حرية التعبير وحقوق الانسان والكرامة الانسانية لا تجتمع مع الوهابية وسلطان ال سعود ، فالحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى ، فالوهابية تبقى وهابية ولا تجمل تشوهاتها مليارات ال سعود ولا يخفي سفهها في الصخب الذي يثيره الالاف المؤلفة من امثال الخازن والراشد والحميد ، جيش الكذب والدجل والسحر والشعوذة ..."انما صنعوا كيد ساحر ولايفلح الساحر حيث اتى".
نبيل لطيف