وقال الكاتب والمحلل السياسي يسري حسين لقناة العالم الخبارية الاربعاء: ان المشكلة الطائفية في ايرلندا الشمالية لها عمق تاريخي طويل وصراع متأجج ذو عمق سياسي، وبشكل طائفي، بين الكاثوليك والبروتستانت، معتبرا البعد السياسي للازمة يعود الى الصراع بين الجمهوريين ومن يريدون الاتحاد مع بريطانيا وبقاء ايرلندا تحت هيمنة التاج البريطاني.
واضاف حسين ان الازمة مازالت ساخنة ومتفجرة، لكن على السطح هناك نوع من التوائم ومحاولة ترميم الخلافات، لكن عندما تزور ايرلندا الشمالية تجد الانقسام الحاد، حيث ان هناك احياء كاملة للكاثوليك واخرى للبروتستانت بالكامل، ومدارس منفصلة، فيما الاختلاط شبه محرم، والتوتر قائم وينفجر دائما واحيانا.
واكد ان المسؤول عن هذه الصورة في ايرلندا هو اوروبا القديمة التي تتصارع في داخلها، وسط انقسامات طائفية ودينية ومذهبية، ولم يتم حسم ذلك رغم القشرة الحضارية والتقدم الظاهر، مشيرا الى ان الحركة الانفصالية الجمهورية تريد الانفصال والتوحد مع ايرلندا الجنوبية.
واشار حسين الى تغيير الخريطة السكانية في ايرلندا الشمالية من خلال استجلاب البروتستانت عبر التاريخ اليها، بحيث يبقى الكاثوليك طائفة قليلة بواقع 10% فقط، وقد استطاع الحزب الجمهوري ان يفرض ارادته من خلال الصراع المسلح مع الحكومة في لندن ويحصل على مكاسب سياسية، لدرجة ان الملكة اليزابث صافحت خلال زيارتها لايرلندا الشمالية وزيرا كان عضوا سابقا في الجيش الجمهوري المحظور.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي يسري حسين ان الثقافة البريطانية عجزت حتى الان عن دمج الشعب في اطار واحد وتتغلب على النزعة الطائفية، مشيرا الى ان ايرلندا الشمالية تعكس تخلف الوعي الوروبي، والازمة العامة التي يصدرونها الينا احيانا، بينما شكل تنوع الطوائف والاقليات والمذاهب في دول العربية والاسلامية مصدر ثراء ولم يكن فيه سلبية.
MKH-5-18:45