وفي عمود "رأي القدس" وفي مقال يحمل عنوان "تهديدات إيران بضربة استباقية " أكدت صحيفة (القدس العربي) الصادرة في لندن أن: هذه اللهجة التصعيدية الإيرانية تأتي كرد على لهجة إسرائيلية مماثلة بلغت ذروتها على لسان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كرر اكثر من مرة بان عدم وضع الادارة الامريكية خطوطا حمراء امام إيران سيدفع بحكومته الى اتخاذ قرار الحرب، باعتباره قرارا سياديا.
وأضاف كاتب المقال أن: اقدام إيران على اطلاق الرصاصة الاولى في اي حرب مستقبلية من الامور المستبعدة في نظر معظم المحللين الاستراتيجيين لانها تريد ان تكون الطرف الذي تعرض للعدوان في نظر الرأي العام العالمي، والاسلامي منه على وجه الخصوص، وليس العكس.
ويؤکد الکاتب والمحلل السياسي محمدصادق الحسيني في مقاله بنفس الصحيفة تحت عنوان " من يصل فلسطين اولا؟" أن: الكلام الهام والخطير لقائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال امير علي حاجي زادة يعتبر جديدا من نوعه ومتفاوتا عن كل ما سبقه من تصريحات لاي مسؤول عسكري او سياسي او ديبلوماسي إيراني بامتياز، خاصة اذا ما اضفنا اليه ما هو اكثر شفافية ووضوحا: 'ان ردنا على اي عدوان قد نتعرض له سيفوق تصور الكيان الإسرائيلي وسيشكل مقدمة لزواله وسيكون من السعة والشمولية ما قد يفضي للانزلاق لحرب عالمية ثالثة... '!
ويضيف الحسيني: انه ليس شعارا ولا شعرا ولا امنيات شاعر مثل مظفر النواب او محمود درويش، بعد ان بات جزءا من خريطة طريق جنرالات مصممين وشجعانا من جنس الحرس الثوري الإيراني ورجال الله في لبنان وشعب الجبارين في ام الدنيا فلسطين!
وذهبت قناة(CNN) الأميركية إلى أن تصريحات حاجي زاده تأتي: في سياق سلسلة تصريحات نارية يدلي بها مسؤولون إيرانيون وسط تلميحات إسرائيلية باحتمال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، التي تشتبه الدولة العبرية بأنها قد تتوصل في وقت قريب لإنتاج أسلحة نووية.
مؤكدة: وتشتبه الولايات المتحدة و(إسرائيل) بأن للبرنامج النووي الإيراني طابع عسكري، وهو ما نفته طهران مراراً بالتأكيد على أن برنامجها النووي لاستخدامات مدنية.
هذا فيما قامت قناة (الجزيرة) القطرية بنقل تصريحات مقتضبة من لقاء حاجي زاده مفتتحة خبرها بعنوان " إيران تهدد بضربة استباقية ضد (إسرائيل)"، وعاكفة على تصريحات قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، وأضافت أن: هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها إيران إلى احتمال نشوب نزاع مسلح مع (إسرائيل)، في حين كانت تستبعد في السابق مثل هذا السيناريو وتتهم قادة (إسرائيل) بالخداع.
قناة (الحرة) من جانبها ذيلت خبر لقاء حاجي زادة بتصريحات نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وخلصت إلى القول: ويلمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل متزايد إلى أن (إسرائيل) قد تهاجم منشآت إيران النووية وانتقد موقف الرئيس باراك أوباما الذي يرى أنه ينبغي منح العقوبات والعمل الدبلوماسي مزيدا من الوقت لمنع إيران من الحصول على القنبلة الذرية.
هذا وتصدر خبر اللقاء في صحيفة (السياسة) الكويتية عنوان" الحرس الثوري: سنهاجم بالتأكيد القواعد الأميركية في البحرين وقطر وأفغانستان"... وكذلك " إيران تهدد بضرب (إسرائيل) وتحذر من حرب عالمية ثالثة ".
ويقول رئيس تحرير (الشرق الأوسط) الصادرة في لندن طارق الحميد في مقاله تحت عنوان "هل اقتربت ضربة إيران؟": الحرب أولها الكلام، وكل المؤشرات اليوم تقول إننا وصلنا إلى أصعب مراحل اتخاذ القرار الإسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لدرجة أن طهران نفسها باتت أكثر توقعا بحدوث هذه الضربة العسكرية للحيلولة دون وصولها إلى مرحلة تملك السلاح النووي، ولذلك بتنا نسمع اليوم قرع طبول الحرب بين الإسرائيليين والإيرانيين!
كما رأت صحيفة (الدستور) الأردنية في تصريحات العميد حاجي زادة على أن "طهران تهدد بإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة". مذيلة الخبر بالقول: وازداد التوتر بصورة كبيرة خلال الأسابيع الماضية مع تهديد (إسرائيل) بشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، وتتهم (إسرائيل) والغرب إيران بتطوير قدراتها لصنع السلاح النووي؛ وتؤكد إيران ان برنامجها سلمي ولكنها لم تقدم اجابات كافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وفي رؤية تختلف عن صحيفة الدستور الأردنية يرى موقع (فرانس 24) أن "اية ضربة ضد إيران يمكن ان تشعل حربا عالمية ثالثة" مؤكداً في ذيل الخبر كذلك على ان إيران "يمكن" ان تشن ضربة استباقية ضد (إسرائيل) اذا كانت الاخيرة تحضر لمهاجمة الجمهورية الاسلامية.