ماوراء تراجع نتنياهو وليبرمان عن عنترياتهما ؟

الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٢
٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش
ماوراء تراجع نتنياهو وليبرمان عن عنترياتهما ؟ تراجع البطلان الاسرائيليان من ورق ! رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان عن عنترياتهما وتهديداتهما بإنزال ضربة عسكرية بإيران بعد أشهر من الصخب الإعلامي ، ولاقى المشهد المضحك الساخر لنتنياهو وهو على منبر الامم المتحدة يعرض قنبلته الورقية أمام اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة وأمام العالم لينذر العالم أجمع بخطر القنبلة النووية الإيرانية والخط الأحمر الذي رسمه لتجسيد الخطر الإيراني ، ردود أفعال قوية داخل اسرائيل وخارجها.

نتنياهو تراجع عن تهديداته لايران خلال كلمته في الامم المتحدة ، ولكنه  واجه سيلا من التعليقات الساخرة التي ظهرت في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية عن رسم القنبلة.

وكان تعليق صحفي لبناني على كلمة نتنياهو في الامم المتحدة مثيرا للاهتمام حيث كتب يقول:" لقد قدّم نتنياهو للكوميديين مادّة هزلية دسمة على طبق من فضّة. وسخر الإيرانيون منه. ويبدو أن باقي العالم الذي لم يُظهر أيّ رد فعل، لا يكترث لمخاوف إسرائيل وخططها وفي المحصّلة، كان نتنياهو مصدراً للضحكات الخافتة أكثر منه للمعلومات الدقيقة أو التحذير الرصين"..

تراجُع نتنياهو وليبرمان عن عنترياتهما ، جاء بعد أن واجها ردا حاسما من المسؤولين الإيرانيين ومن قادة الجيش والحرس وقرارهم في الرد على أي هجوم عسكري برد أقوى وأقسى .

 فوزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان برر تراجع حكومته عن توجيه الضربة العسكرية  بتفاقم الاوضاع الاقتصادية في ايران وحتمية سقوط الجمهورية الاسلامية قريبا  اثر ثورة شعبية مؤكدا على أن حكومته تعول على سقوط النظام في ايران بدلا من  توجيه ضربة عسكرية للمنشات النووية الايرانية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلى :إنه فى حال نجاح العقوبات الدولية المفروضة على إيران فلن يكون هناك حاجة تستدعى لضرب منشآتها النووية عسكريا. وأشار ليبرمان إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بدأت تعطى ثمارها، موضحا خلال مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيران تشهد تدهوراً اقتصادياً متسارعاً وارتفاعاً للأسعار وتضخماً مالياً وتذمراً شعبياً مما قد يعرِّضها قريباً لما أسماه بالربيع الفارسى بعد الربيع العربى.

 ويرى المراقبون بأن تراجع رئيس الوزراء الاسرائيلي عن تهديداته ، يعود بالدرجة الاولى الى معارضة أغلب الاسرائيليين لخططه  وخوفهم من عواقب عنترياته على مستقبلهم وهذا ما رأيناها في استطلاعات الرأي التي اجريت في اسرائيل واظهرت المعارضة الكبيرة للاسرائيليين لسياسات نتنياهو وحكومته التي تهدف من وراء كل هذه التهديدات البقاء في السلطة ، مقابل تدمير اسرائيل على رؤوس أصحابها .

العالم يدرك تماما كذب إدعاءات نتنياهو  حول القنبلة النووية الايرانية ، وهي  ادعاءات مشابهة لادعاءات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حول اسلحة الدمار الشامل العراقية التي تبين أنها اكذوبة بنيت على أساس معلومات مغلوطة أريد بها شن حرب على العراق وتدمير البلد وإحتلال اراضيه  .

ويبدو ان بنيامين نتنياهو هو الان في ورطة حقيقية لا يدري كيف يتخلص منها  ، فعلاقاته مع الرئيس الامريكي باراك اوباما متوترة ، وعلاقته مع وزير دفاعه إيهود باراك وصلت الى الحضيض ، والرأي العام الاسرائيلي  يضغط عليه كي يكف عن مغامراته الصبيانية التي يهدف منها توريط اسرائيل في حرب لا تبقي ولا تذر، وهو يرى في المحصلة بان التراجع عن خططه هو أفضل طريق لمراجعة حساباته وإعادة النظر فيها خاصة وأن الرئيس الامريكي لم يوافق على خطط نتنياهو الحربية وقدم النصح له بالكف عن تهديداته  التي سوف توصله والاسرائيليين  الى الهاوية.

فالسؤال الذي يطرح الان هو هل يراجع  نتنياهو خططه وبرامجه  ويعود الى رشده وينشغل بمعالجة مشاكل الاسرائيليين ؟ ، أم انه يعود مرة ثانية ليشغل الراي العام الاسرائيلي  بطرح عدو وهمي  وإثارة معارك جانبية لن تعود على الاسرائيليين الا بالمزيد من المشاكل الاقتصادية والفقر والفاقة.

شاكر كسرائي

0% ...

آخرالاخبار

نتنياهو يحاول اللعب بذيل الأسد !


هل تحدث انفراجة في الحرب الروسية الاوكرانية؟..


من طهران إلى العالم.. ليلة "يلدا" تراث إيراني بروح إنسانية جامعة


ترامب يحاصر فنزويلا بالنفط؛ والبحر الكاريبي على فوهة حرب


من ضفاف الليطاني إلى الزيتون.. قصة كرامة دير ميماس


استخبارات أميركا تدعم فكرة الحرب بين روسيا و'الناتو'


'إسرائيل' والإمارات تصطفان في مواجهة النفوذ السعودي


نواف سلام: خطة حسر السلاح جنوبي الليطاني وصلت ايامها الاخيرة


موسکو تعلن استعداد بوتين للحوار مع ماكرون


الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة تبحثه حماس مع مخابرات تركيا