وقال جاسب الموسوي في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الأحد إن هذا الفكر التكفيري بلا أدنى شك هو مدعوم من جهات عالمية كبرى، وليس وليد اليوم، هو وليد متغيرات سياسية دولية وإقليمية كبيرة، ومدعوم بشكل واضح وصريح.
وأضاف: ان التفجير الذي حدث امس السبت ضد الزوار قد وقع في المنطقة الواقعة بين محافظة صلاح الدين وبغداد، والتي تعد نوعا ما منطقة ساخنة في العراق، حيث تجرأ وتجاسر الفكر التكفيري المتطرف قبل بضعة سنين بتفجير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام في حدث يعد فاجعة كبيرة جدا قل نظيرها في التاريخ الإسلامي.
وتابع: إن هذا الأمر ليس بجديد، هذا فكر تبنته الإدارة الأميركية منذ بداية الثمانينات عندما طرأت جملة متغيرات، ثم أصبحت السعودية وقطر الآن في صدارة البلدان الداعمة لهذا الفكر الإرهابي المتطرف، والذي يأخذ من العنوان الإسلامي غطاء له، وهو بالحقيقة يوجه سلاحه وغدره الى أبناء الأمة الإسلامية.
وأوضح الموسوي أن هؤلاء الزوار سواء كانوا عراقيين أو إيرانيين أو باكستانيين أو من أي قومية كانت، هم أبناء الأمة الإسلامية، ومتوجهين الى أضرحة آل محمد عليهم السلام، وأنه كان من الأجدر بهذا الفكر أن يتوجه حاليا الى غزة والأراضي المحتلة.
وأشار الى أن نظام صدام كان قد غذى هذه المنظمات المتطرفة السلفية، وأن عزت الدوري هو من كان يشرف على هذا الفكر السلفي مؤكدا ان هذا الفكر لا يمت الى الإسلام الحقيقي بصلة، بل له رابطة مع الإسلام المشوه والإسلام الأموي وغيره، وأنه كان له موازنة مالية كبيرة جدا في حينها.
واعتبر أن قيام الحكومة والشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته، الإثنية العرقية أو الطائفية الدينية، بإنجاح العملية السياسية بالرغم من سيل التحفظات والأخطاء والمطبات الكثيرة، هو بحد ذاته إنتصار ورد على هذا الفكر التكفيري وعلى الإرادة الأميركية التي كانت ترغب أن تبقى في العراق بحجة أنه لا يستطيع أن يدير شؤونه.
وأوضح أن هناك منظومة إقليمية الى الآن لا ترضى بما جرى من تبدل طبيعي في العراق، قائلا إن المكون الشيعي هو الغالبية الديمغرافية السكانية في العراق، ومن الطبيعي وإستنادا الى صناديق الإقتراع، أن يأخذ إستحقاقه السياسي في العملية السياسية، والسعودية في صدارة هذه البلدان التي لا تنظر بعين الراحة الى هذا التبدل لأسباب طائفية تفصح عنها بغير خجل، وكذلك قطر وغيرها من دول مجلس التعاون.
AM – 18 – 17:57