"السامري وقارون والزانية" وفضيحة العصر

الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٣ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

دقت ساعة العمل لكشف المستور ومباركة المحظور وتبادل الأنخاب بين "قارون والسامري وزانية اسرائيل" وقت السحور، ولتكن الدماء البريئة التي اهریقت باسم "الشريعة والحياة" في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والبحرين وبلاد الحرمين الشريفين رَواءً لـ "شجرة المبادرة العربية الجديدة"، وذلك بعدما تم تقليم اغصانها ،عل ذلك يروي غليل بني صهيون.

فقد رحب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بالموقف الجديد لـ "جامعة الدول العربية" المؤيد لتبادل اراض بين الاسرائيليين والفلسطينيين والذي تبناه رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم خلال محادثات اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن الاربعاء 1-5-2013  مع وفد من ممثلي "الجامعة".
كما شكر رئيس ما يسمى بـ "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يوسف القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة   26 -4-2013في الدوحة الادارة الاميركية على دعمها للمسلحين في سوريا (داعیا) واشنطن الی تقديم المزيد (مطمئنا) الولايات المتحدة بألا تخف على "اسرائيل" فيما اذا انتصر المقاتلون هناك (متسائلا باستغراب): لماذا لم تفعل اميركا مثلما فعلت في ليبيا؟!(مطالبا): " اميركا بأن تدافع عن السوريين، وان تقف وقفة رجولة، ووقفة لله، وللخير والحق"؟!
اما الدولة العبرية فقد اعربت عن ارتياحها على لسان مسؤولة المفاوضات فيها تسيبي ليفني، التي وصفت الموقف العروبي الجديد بـ "الخطوة المهمة" مؤكدة على ان "تل ابيب" تبحث عن اي طريقة لكسر الجمود في محادثات التسوية.
وفي موضوع ذي صلة اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي هاينز فيشر  الثلاثاء30-4-2013   في رام الله ، استمرار الاستيطان وبالذات في منطقة القدس واحتجاز آلاف الاسرى الفلسطينيين، خطرا وعقبة على طريق تحقيق التسوية.
من جانب آخر نددت الفصائل الفلسطينية المعارضة (ومقرها فی دمشق) بما يسمى بـ "مبادرة السلام العربية مع الكيان الصهيوني" في شكلها الجديد، واعربت الفصائل عن رفضها القاطع لفكرة تبادل الاراضي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
في هذا المضمار اكد امين عام حركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح في كلمته بالمؤتمر الدولي لعلماء الدين والصحوة الاسلامية في طهران الثلاثاء  30-4-2013(على ان المقاومة ستستمر من تقدم الى تقدم وستحقق المزيد من الانتصارات – موضحا- ان المقاومة لن تضيع البوصلة ولن تفقد الاتجاه، وهي تعرف من عدوها ومن صديقها).
مما تقدم علینا اولا ان نتضرع الی الله اللطیف الخبیرخاشعین بالقول:
[ اللهم ثبتنا على الصراط يوم تزل فيه الاقدام واجعل سعينا في ما يرضيك يا ذا الجلال والاكرام]
ثانیا : يمكن القطع بان الفوضى والاضطرابات والفتن الطائفية والمذهبية والسياسية التي اشعلتها اميركا و"اسرائيل" في العالم الاسلامي باموال دولارات البترول الخلیجیة، عدا عن انها اغرقت المنطقة في بحار من الدماء بوحي من فتاوى وعاظ السلاطين، فانها كانت تستهدف تسخیر الامة – بعد انهاكها واثخانها بالجراحات العميقة- للقبول بالاطروحات الانهزامية التي اعدها آل ثاني وآل سعود من قبل.
فقد أخضعت (المؤامرة الغربية – الاسرائيلية – الرجعية) المسلمين والعرب لعملية تحطيم نفسي ومعنوي عمیق، وقد جاءت الخطوة القطرية المجردة من اي حياء وغيرة وقیمة اخلاقیة ، لتضع النقاط على الحروف، غير آبهة بالعار الذي سیجبرون  ابناء الامة علی تجرعه بفعل هذا التماهي المفضوح مع الاجندات الصهيوامیرکیة.
وهنا يبدو ان منهج السعوديين والقطريين لتسوية الصراع العربي – الصهيوني، اساسه الاستخفاف بمقدرات الامة، واعتبار شعوب العالم الاسلامي "كائنات غير خلیقة بالاستشارة، وأن عليها ان تسمع وتطيع فقط".
ومع انكشاف الصورة وتكامل الادوار (بين خونة الامانة) حكاما ووعاظ سلاطين وأباطرة اموال، فاننا نستطيع الجزم بان المؤامرة الدولية الاقليمية باتت واضحة المعالم والشخوص عند تقییم الخلفيات واستشراف الابعاد، الامر الذي يضع الامة المحمدية الشريفة وجها لوجه امام اعدائها واصدقائها، مثلما سيحدد المهام المصيرية التي يفترض ان يضطلع بها المسلمون الرساليون في التصدي لفضيحة العصر ورموزها الذين يجسدون حالیا الادوار التضلیلیة والاستکباریة والخداعة والفاسدة التي قام بها السامري وفرعون وهامان وقارون وبنو اسرائيل في الماضي السحيق.

حميد حلمي زادة
2-5-2013