وهب الأمير بما لا يملك !!

وهب الأمير بما لا يملك !!
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣ - ٠٧:٤٧ بتوقيت غرينتش

قدم الوفد السباعي لجامعة الدول العربية الاسبوع المنصرم في واشنطن مبادرة معدلة من جانب العرب والفلسطينيين لوزير الخارجية الامريكي تقوم على تنازل جديد من قبل الفلسطينيين لاسرائيل وهي مبادلة الاراضي بين الفلسطينيين واسرائيل.

وقام الوفد برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم " سمسار امريكا واسرائيل " وعراب تقديم التنازلات من جانب العرب الى اسرائيل ، قام  الاسبوع المنصرم بزيارة واشنطن للقاء وزير الخارجية الامريكى جان كيري للبحث معه حول مبادرة معدلة لاحلال ما يسمى بالسلام في الشرق الاوسط تقوم على مبادلة الاراضي بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني كتمهيد للاتفاق بشأن خطة سلام بين العرب واسرائيل.
فزيارة وفد الجامعة العربية لواشنطن ومحادثاته مع المسؤولين الامريكيين تتم في وقت لم يتشاور الوفد مع الجانب الفلسطيني وخاصة حركة حماس التي ترفض دائما اي مفاوضات مع اسرائيل وتقديم التنازلات من جانب السلطة الفلسطينية .
و الخطة التي قدمها وفد جامعة الدول العربية لوزير الخارجية الامريكي هي خطة مخففة لخطة سلام كانت الجامعة العربية قد طرحتها في عام 2002 تقر بأن يتبادل الاسرائيليون والفلسطينيون اراضي في اي اتفاق للسلام بين الجانبين.
وعادت الجامعة العربية التي تسيطر عليها حاليا حكومة قطر، من جديد بطرح الخطة المعدلة من أجل كسب ود الولايات المتحدة واسرائيل في وقت تعتبر قطر الوضع الحالي الذي يعيشه العرب خير فرصة لتقديم التنازلات للاسرائيليين وامريكا من أجل دعم الولايات المتحدة لخطة قطر لتدخل عسكري امريكي مباشر في سوريا.
وأشادت الولايات المتحدة والقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بخطوة الجامعة العربية ،  لكن حركة حماس شجبت خطوة الجامعة العربية وتوجه القيادي في حماس محمود  الزهارالى رئيس الوزراء القطري  بالقول "نسمع اليوم تُرهات سياسية وتنازلات مجانية وعطاءات لمن لا يستحق يقودها الوفد الذي ذهب لأميركا، لكننا نقول لهم إن كانت هذه طريقتكم ووجهتكم ونهجكم فارفعوا أيديكم عن هذه القضية، فنحن أولى وأحق بها وعلى استعداد أن نضحي من أجلها وسننتصر فيها".
وأضاف "نحن لن نبادل أرضنا بأرضنا، فالأرض المحتلة عام 48 هي أرضنا ولا نبادل جزءا من هذه الأرض بأراضي عام 67، فكل أرض فلسطين للفلسطيني ولن نقبل بالحلول التنازلية، فهذه الأرض لن يسكنها إلا أصحابها وهي ثابت لن يتغير".
وأكد الزهار أن "الثوابت الفلسطينية لا تتغير ولا تتبدل ولا تخضع للمكان والزمان، وهي راسخة رسوخ جبال فلسطين. ونحن لا نقبل ولا نتنازل عن أرضنا ولن نمنح من لا يمثل فلسطين الإشارة للتمادي في التفريط .
من جهته  رفض  اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس رفض خطوة الجامعة العربية وقال إن ذلك يعد تنازلا لا يحق للدول العربية الأخرى تقديمه لتقرير مصير الفلسطينيين.
وقال هنية " إن ما سمي بمبادرة عربية جديدة هي مبادرة مرفوضة من شعبنا وأمتنا ولا يمكن لأحد أن يقبلها  إنها مبادرة تحمل مخاطر كثيرة وعديدة على شعبنا في الأرض المحتلة عام 1967 وشعبنا في الأرض المحتلة عام 1948 ومخاطر على شعبنا الفلسطيني في الشتات .
وقال هنية "إلى من يتحدثون عن تبادل أراضي نقول: فلسطين ليست عقار للبيع أو المبادلة أو التجارة.. حدود تاريخية وأرض ثابتة وقدس موحدة ولاجئون لهم الحق في أن يعودوا إلى ديارهم وإلى أرضهم التي هجروا منها.  إننا لا نقبل التفريط بشبر من أرض فلسطين لا اعتراف بإسرائيل ولا اعتراف بالاحتلال على أي شبر من فلسطين."
وأنحى هنية باللائمة على السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس واتهمها بأنها هي من أوحى بهذا الموقف العربي الأكثر تساهلا لأنها قبلت بالحاجة إلى مبادلة أراضي مع إسرائيل.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون ترحيبا حذرا بالاقتراحات الجديدة لكن الحكومة لا تزال تعترض على نقاط أساسية منها "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
ويسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إحياء محادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي انهارت في عام 2010 بسبب بناء مستوطنات يهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية ، وأشاد كيري يوم الثلاثاء بإعلان الجامعة العربية باعتباره "خطوة كبيرة جدا للأمام.."
ورغم المساعدات المالية التي قدمتها قطر لحركة حماس في قطاع غزة ، الا ان معارضة اسماعيل هنية لخطة قطر والجامعة العربية ، تنذر بخلافات حادة بين المسؤولين القطريين وزعماء حركة حماس الذين ان قبلوا الخطة القطرية فانهم يكونوا قد قبلوا مبدأ الاعتراف بالكيان الصهيوني وهذا ما ترفضه حماس حتى الان.
ويري الصحفي عبد الباري عطوان أن الولايات المتحدة الامريكية حصلت على مكافأة ضخمة من جامعة الدول العربية، ووفد ما يسمى بلجنة متابعة مبادرة السلام المنبثقة عنها، الذي زار عاصمتها الاسبوع الماضي، تمثلت في دعم مبادرة ميتة ومتحللة اصلا، والقبول لأول مرة بمبدأ تبادل الاراضي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اي مبادلة اراض فلسطينية بأخرى فلسطينية، والمستفيد الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنوه، في اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه، مما يعني وللمرة الاولى تشريع تعديل حدود عام 1967، رضوخا لسياسة فرض الامر الواقع الاسرائيلية.
ويضيف عطوان بأن ما يثير الريبة فينا، ويجعلنا نشعر بالقلق اكثر، ان التنازلات العربية تأتي دائما على حساب الحقوق الفلسطينية، فكل من يريد ارضاء امريكا واسرائيل يلجأ الى تقديمها، او التطبيع مع اسرائيل تحت مسميات الاعتدال والرغبة في السلام ، والأخطر من ذلك كله ان التنازلات العربية للإدارة الامريكية، وبشكل آلي لاسرائيل، لا يجري تقديمها للولايات المتحدة الا قبل حروبها الكبرى في المنطقة، او من اجل تجنب غضبها، او الاثنين معا.
يبدو أن قطر التي تسيطر على الجامعة العربية وتشتري صمت الانظمة العربية بدولارات النفط  ، مصممة هذه المرة ببيع فلسطين  بثمن بخس دون التشاور مع أهلها  ، بعد أن رأت المجال مفتوحا  أمامها للاصطياء في المياه العكرة في الزمن العربي الرديء.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل تتراجع الجامعة العربية عن خطوتها التنازلية  وتسحب مبادرتها  بناء لمعارضة حركة حماس ،  أم انها  تواصل خطتها تحت ضغط  من حكومة قطر  ورئيس وزرائها الذي يريد  أن يحل محل  جميع القادة العرب  في التنازل عن فلسطين ، جميع فلسطين لاسرائيل ، ارضاء للرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو؟
* شاكر كسرائي