وتناقلت أوساط قطرية عتبا سعوديا على الدوحة لعدم سيطرتها على فعاليات إخوانية تستعمل أراضيها ووسائل إعلامها للهجوم عليها، حيث وصل الأمر إلى هجوم شخصي من القيادي الإخواني المصري المقيم في قطر، والحامل لجنسيتها، يوسف القرضاوي على الملك عبدالله بن عبد العزيز، وهو الأمر الذي أغضب أوساطا سياسية وإعلامية سعودية وصفت كلام القرضاوي بـ"الهرطقات".
وقال مصدر قطري إن الأمير تميم عبّر عن أسفه للملك السعودي، ولم يكتف بذلك بل وجه مدير مكتبه بالاتصال بالقرضاوي وإبلاغه امتعاض القيادة القطرية.
غير أن مصادر سعودية كشفت لصحيفة "العرب" أن الحوار الذي تضمن العتب السعودي لم يتم بين الملك عبد الله والأمير تميم خلال الاجتماع الذي جمعهما في مكة قبل أيام، بل جاءت الملاحظات السعودية ضمن رسالة تلقاها وزير الخارجية القطري من نظيره السعودي أشار فيها إلى أن المملكة لطالما التزمت بالاتفاقات التي تنظم العلاقات الوثيقة بين البلدين، وهي تعلم جيدا حرص القطريين على وجود علاقة حسنة. لكنّ أصواتا نشازا محسوبة على تيار الإخوان المسلمين تستفيد من مناخ "التهاون بل التأييد من بعض المسؤولين الإعلاميين القطريين" لطروحات تمس التعاون بين السعودية وقطر.
وكانت زيارة أمير قطر للسعودية تمت على عجل مما فسره بعض السياسيين على أن القضية المصرية كانت وراء الزيارة. لكن أوساطا في الدوحة أشارت إلى أن الزيارة تمت لالتزام الشيخ تميم بزيارة لطهران، وحتى لا تحسب عليه الزيارة الإيرانية على أنها تمت كزيارة أولى بصفته أميرا قبل أن يزور السعودية التي تعد الشقيقة الكبرى لقطر.
وتشير الأوساط السعودية إلى أن الأمير تميم يواجه معضلة كبرى في تغيير السياسة القطرية، تتمثل في استمرار سلطة والده الأمير السابق الذي لم يقتنع بالخلود إلى الراحة. ومنذ الثلاثين من يونيو، تاريخ الثورة المصرية على حكم الإخوان المسلمين، والتي أفضت إلى عزل محمد مرسي من رئاسة مصر، و"الأمير الوالد" كما يسمى في الدوحة يتدخل بقوة وإلحاح في توجيه دفة السياسة القطرية وأيضا في توجه قناة الجزيرة.
ويتحدث العاملون في القناة بأن هناك حيرة كبيرة تسود داخل مكتب المدير العام للقناة، حيث يتلقى تعليمات متضاربة من ديواني الأمير الحالي والسابق.