صحيفة آفرينش: ماهو الموقف الاستراتيجي الروسي حيال سوريا؟
تتطرق صحيفة "آفرينش" في افتتاحيتها إلى موضوع الموقف الاستراتيجي الروسي حيال النزاع في سوريا. وأشار كاتب المقال "علي رمضاني" إلى أنه بعد استخدام السلاح الكيمياوي قرب دمشق، وتزامناً مع مشروع مهاجمة سوريا، عقدت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة حول سوريا، حيث غادرا سفيرا روسيا والصين الاجتماع.
وأضاف الكاتب: لما كانت قرارات وإجراءات روسيا بصفتها أحد المؤيدين للرئيس الأسد، وأحد الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والتي لها تأثير كبير على القضية السورية، فإن الكثير من من المراقبين السياسيين كانوا يعتقدون بأن روسيا سوف تتنازل عن سوريا مقابل مكاسب معينة.
وتابعت الصحيفة: إذا نظرنا إلى النهج الروسي في الأزمة السورية بعد الهجوم الكيمياوي فإن هناك بعض الأمور جديرة بالمناقشة والبحث.
أولاً- من خلال القاء نظرة تاريخية على نهج موسكو تجاه الأزمة السورية وتحركاتها في البحر الأبيض المتوسط، ينبغي القول إنه وبرغم أن الاتحاد السوفيتي قد خاض تجربة الغياب المؤثر في الساحة بعد انهياره وتفككه، أما في أحداث الربيع العربي وسقوط ليبيا التي كانت تعتبر أحد حلفاء روسيا، قد انعشت في موسكو عقيدة التواجد والمقاومة أمام تكثيف حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتواجده في المنطقة.
ونوه الكاتب "علي رمضاني" إلى أن روسيا التي انهزمت في البلقان وشمال افريقيا، رأت أن ميناء طرطوس وسوريا هو الموقع والقاعدة الوحيدة المتبقية لها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن ترك هذه القاعدة والتنازل عن منافعها هناك ليس بالأمر السهل والهين.
ثانياً- على الرغم من تاريخ سلوك روسيا، يشير إلى أن موسكو مستعدة للتعامل مع أميركا في وقت الأزمات الحقيقية، إلا أن الظروف الحالية تختلف بعض الشىء مع الماضي، وأن روسيا اليوم، وبإدراكها اللغز والمناخ الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تعتقد بأن التغيرات الأمنية والعلاقات بين الشرق والغرب سوف تحدد المستقبل السوري، وهذا الأمر دفع موسكو إلى اتخاذ ردود فعل تجاه النزاع في سوريا وأن تدير الأوضاع في الشرق الأوسط من خلال اتباع سياسات وقائية ورادعة.
ثالثاً- في الواقع إن العقيدة الأمنية الوطنية والسياسة الخارجية الروسية، لا ترى أن هناك عدو، وأنها مع الغرب على سكة واحدة جديدة، لتحقيق تعاون ومنافسة مشتركة.
ومضت الافتتاحية بالقول: بالرغم من أن قضية رجل الاستخبارات الأميركي السابق إدوارد سنودن قد سببت استياء أميركا وخلقت مرحلة جديدة من توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن، ولكن يجب القول إن الغرب لايحاول مواجهة المصالح الاستراتيجية الروسية لخطر جديد، وخلق مواجهة شاملة معها.
وأخيراً اوضح الكاتب: لهذه الأسباب فإن الغرب تراجع عن شن حرب مفتوحة شاملة في سوريا واختار ضربة محددة الأهداف.