قلق (اسرائيلي عربي) متشابه؛ من التقارب الايراني الاميركي

الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 30-9-2013 بين رئيس تحرير صحيفة محاور استراتيجية غالب قنديل ان ما يخشاه الاسرائيليون هو ان التحول حصل في الموقف الاميركي تجاه ايران، لافتا الى انه رغم ان التقارب بين ايران واميركا هو حوار على قضايا خلافية الا انه اقلق الانظمة العربية المرتبطة باميركا.

وقال قنديل في تصريح للعالم امس الاحد: البرنامج النووي الايراني هو حق سيادي مطلق تمارسه الجمهورية الاسلامية في ايران في اطار امتلاك التكنولوجيا ومسيرة الثورة الصناعية التي اطلقتها ايران بالاعتماد على الامكانات والقدرات الذاتية وعلى الشراكات التي اقامتها في المنطقة والعالم من موقعها المناهض للهيمنة الاستعمارية الصهيونية على المنطقة ومن موقع التزامها بقضية فلسطين.

واضاف: ما يخشاه الاسرائيليون اليوم هو ان التحول حصل في الموقف الاميركي وليس في الموقف الايراني، ايران لم تقدم تنازلا، كان الرئيس روحاني حازما حتى في الشكل رفض مصافحة عابرة بمنطق العلاقات العامة ولذلك اضطر اوباما لاجراء الاتصال الهاتفي بعد اجتماع وزيري الخارجية.

وتابع: ومن الواضح تماما ان خطاب اوباما بذاته الذي ضمنه اعترافا بحق ايران في برنامجها النووي السلمي كان بمثابة صفعة للرهانات الاسرائيلية على تسعير الصراع تحت عنوان البرنامج النووي، انا اعتقد ان هذا الامر قد تخطته الاحداث والتطورات، نحن امام خضوع واذعان اميركي لمعادلات القوة ويعرف الاسرائيليون معنى ان يذهب اوباما الى سياسة من هذا النوع، بعد اختبار قوة على حافة الهاوية.

واوضح قنديل انه كان العالم والمنطقة يحبسان الانفاس بعد تهديد اوباما بشن العدوان على سوريا، وشغلت محركات الصواريخ الايرانية بعيدة المدى في تاكيد لقدرات الردع لمنظومة المقاومة معتبرا ان اعلم اوباما بذلك وهو يدخل الى الى القاعة الكبرى في بطرسبورغ حيث عقدت قمة العشرين، موضحا انه بالتالي التحولات الجارية في المنطقة على مستوى العلاقة الايرانية الاميركية تاتي بعد اختبار قوة دفعت فيه الامور الى اقصاها بعد حروب اميركية فاشلة وهزائم تلقتها اميركا واسرائيل.

وقال مضيفا: ليست مشكلة الانظمة العربية اين يركزون انظارهم، مشكلتهم من اين يتلقون التعليمات، نحن امام حكومات وانظمة تابعة لاميركا خانعة لاسرائيل وهي لا تتصرف باعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية، لقد شهدنا طيلة 33 سنة كيف رمت ايران بثقلها من اجل دعم حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين وكيف اقامت شراكة استراتيجية مع سوريا، ضمن هذا السياق، سياق تطوير المقاومة المناهضة للكيان الصهيوني في وقت ان الحكومات العربية تآمرت على ايران وهي كانت تابعة لنظام الشاه العميل حليف اسرائيل الاول قبل انتصار الثورة الاسلامية، هذه المسألة مسألة الخيارات والسياسات، وبالتالي ليس في الموضوع صرف نظر، القضية الفلسطينية جرح مفتوح وجع مستمر والقدس تهود ليل نهار، ومن يتحدثون ليل نهار عن الصلاة في القدس لم يحركوا ساكنا في ماجهة سياسة التهويد والاستيطان وتهديد المقدسات، اعتقد ان اكاذيب النظام العربي سقطت، الحقائق ناصعة جدا ونموذج السلوك الايراني الاستقلالي القوي المقتدر بنتيجة الاعتماد على الامكانات الذاتية، هذا النموذج يصفع كل ذاكرة سلوك الحكومات العربية المرتبطة بالغرب.

وتابع قنديل: اننا امام توازن عالمي جديد وليس فقط توازن جديد في المنطقة، انتهت الهيمنة الاحادية الاميريكية وعادت الولايات المتحدة مجبرة الى بيت الطاعة في مجلس الامن الدولي بعد 30 سنة من العربدة، تصرفت فيها باعتبارها شرطي العالم الذي يختار اين يشن حروبا واين يغزو واين يرسل الاساطيل ويفرض الاملاءات، وبالتالي فالعالم ذاهب الى حرب باردة جديدة تمتنع فيها الغزوات والحروب الكبرى التي تشنها الولايات المتحدة وتتخذ الصراعات اشكالا مستجدة سياسية واقتصادية وامنية وتقنية في كل مناطق التوتر، بهذا المعنى التحول في الموقف الاميركي تجاه ايران هو ناتج عن توازن قوى، ايران شريك اساسي في تكوين هذا التوازن الى جانب روسيا ودول البريكس، تستند الى منظومة مقاومة قادرة الحقت الهزائم باسرائيل، وبالتالي الانكفاء الاميركي عن الهيمنة الاحدية هو انكفاء اجباري، لم تع اسرائيل قادرة على التصرف اليوم كما كانت طوال 30 سنة الماضية .

وحول قلق دول عربية من التقارب الايراني الاميركي قال قنديل: ايران قوة مستقلة وهي تقيم علاقة صراع ندية مع الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى صاعدة في هذه المنطقة وهي صاعدة على كل المستويات وايران هي قوة اقليمية قادرة تم يدها للتعاون مع الجميع، ولكن المشكلة في ذلك الجمع المرتبط بخطط النفوذ الاميركية وبمشاريع تصفية قضية فلسطين، تحدثوا طويلا عن نفوذ ايراني وعن نفوذ فارسي في المنطقة وكانوا يرمزون بذلك الى ما تلاقيه الجمهورية الاسلامية من تاييد وتجاوب ورضى في صفوف الراي العام العربي بسبب تبنيها لقضية فلسطين فذهبوا للتحريض على ايران بالف وسيلة ووسيلة، نحن امام حكومات ربطت مصيرها بهيمنة الاميركي وهي تابعة في هذا المجال وقد منعها الاميركيون من التجاوب مع دعوات الحوار والتعاون التي اطلقتها ايران، اليوم حين يتجه الاميركي للحوار مع ايران، هو حوار على قضايا خلافية وعلى جدول اعمال بنقاط خلاف، وايران دولة مؤسساتية تتعامل في علاقاتها الدولية بمنهجية وبناء على سلة من الاولويات والمبادئ التي تقوم على احترام السيادة الايرانية والاستقلال الايراني، وهذا نموذج لا تعرفه الحكومات الخليجية التي تسير في غالبها بتعليمات من موظفين صغار في السفارات الاميركية.
FF-30-19:45