لماذا انزعجت اسرائيل من تقارب ايران مع الغرب؟

لماذا انزعجت اسرائيل من تقارب ايران مع الغرب؟
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

رام الله ( العالم ) 30/9/2013 – اعتبر خبير الشؤون الاسرائيلية الدكتور احمد رفيق عوض ان الانزعاج الاسرائيلي من المواقف الاميركية تجاه ايران والمكالمة الهاتفية بين اوباما وروحاني هو فرقعة اعلامية الهدف منها تحقيق مكاسب معينة .

وفي حديث مع قناة العالم مساء الاثنين اشار عوض الى أن اسرائيل كانت على علم بالمكالمة ومضمونها وما طُرح فيها حسب ما كشفت مصادر اسرائيلية وأميركية ، وبالتالي فان المسؤولين الصهاينة لم يتفاجئوا بهذه المكالمة كما يزعمون ، لكن اسرائيل كما يوضح الدكتور عوض تريد ان تبتز العالم بالتهديد الايراني، وترغب ان يبقى الملف الايراني مصدر تهديد لاسرائيل حتى تبتز الغرب من خلاله بالمال والتكنولوجيا والسلاح وغير ذلك .
واعرب خبير الشؤون الاسرائيلية عن اعتقاده بان الادارة الاميركية الحالية لا تريد ان تدخل مغامرات دخلتها الادارات السابقة في الصومال وافغانستان والعراق وغيرها ، لان أميركا في وضع اقتصادي صعب وسيئ ، كما ان سياسة أوباما ( الناعمة ) نجحت في سوريا وربما يريد ان يكررها في اماكن اخرى ، كما ان هناك تحالفات جديدة وتنافس دولي في المنطقة ، وايران لها ثقلها في المنطقة وتكون دولة اقليمية لها نفوذ كبير ، واسرائيل يزعجها كل ذلك ، فهي تريد من الغرب ان يضغط دائما على ايران ويطوق نفوذها ويحد من قدراتها .
وحول وصف الاعلام الصهيوني لكلمة الرئيس روحاني في الامم المتحدة بانها اخطر من القنبلة النووية قال الدكتور عوض ان حقيقة الامر فان لغة الرئيس روحاني في كلمته بنيويورك هي لغة لم يتعود عليها الاسرائيليون ، فهم اعتادوا لغة التشدد ولغة المطلقيات والنهائيات وهي لغة اسهل واروع بالنسبة لهم وهم أقدر على التعامل معها لانها توفر لهم الارضية لما يطلقونه من مزاعم المظلومية والاستهداف وغير ذلك ، أما الان فقد جاء رجل يتحدث بلغة لم يتعودوا عليها ، فهي لغة معتدلة يقبلها العالم وهذا ما يشكل عامل هدم للصورة النمطية التي صورتها الصحافة الاسرائيلية والمسؤولين الاسرائيليين أمام الغرب ، وبالتالي جاء خطاب الرئيس روحاني مربكا للاسرائيليين لانهم تعودوا على تلقي انماط وتصدير انماط يطلقون عليها صفة الارهاب والتشدد والتطرف الديني ، ولذلك عندما تكون هناك لغة جديدة فمن الطبيعي ان تصاب اسرائيل بالارباك ، وبالنهاية خُلق جدل في الكيان الاسرائيلي حول التعامل مع ايران الجديدة التي تحاول التناغم مع لغة الاعتدال الغربية لنيل حقوقها .
وحتى بعيدا عن النووي فان اسرائيل كما يرى الدكتور عوض قلقة من أن يتم اعتراف الغرب بايران دولة اقليمية لها نفوذ ولها حضور ولها مصالح ، لانها ترى ان هذا الامر سيحد من نفوذ اسرائيل ويكسر الصورة التي تقدمها للغرب على انها الحامية لمصالحه .
Ma.18:06.30