أردوغان يضغط على الصحافة التركية لتلميع صورته

أردوغان يضغط على الصحافة التركية لتلميع صورته
الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

استنكر رئيس تحرير صحيفة تركية يومية كبيرة علنا الضغوط الحكومية الواسعة النطاق على الاعلام في انتقاد صريح غير المألوف للأسلوب الذي يمارسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في البلاد قبل الانتخابات بشهور.

وأفاد موقع "ميدل ايست اونلاين" ان اردوغان يتعرض لبعض من اكبر التحديات التي اعترضت سبيل حكمه المستمر منذ 11 عاما، حيث تحاصره فضيحة فساد يعتبرها مؤامرة مدبرة للاطاحة به ويخوض في الوقت نفسه صراعا علنيا مع رجل دين يتمتع، بنفوذ كبير في البلاد، ويقول انصاره ان عددهم بالملايين.
ورد اردوغان على الفضيحة بعزل الالاف من ضباط الشرطة وأعضاء النيابة العامة او نقلهم من مواقع عملهم، في محاولة لتخليص القضاء من نفوذ رجل الدين فتح الله غولن وبالعمل على تشديد القيود على الانترنت، وهي خطوات يقول منتقدوه انها تبرز ميوله الاستبدادية.
وما زال حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه اردوغان، اكبر الاحزاب التركية شعبية، ويتوقع على نطاق واسع ان تفضي الانتخابات المتعاقبة، التي تبدأ بالانتخابات المحلية في مارس/ اذار، الى تولي اردوغان رئاسة البلاد أو استمراره في رئاسة الحكومة لفترة رابعة.
لكن الاستياء المتزايد من أسلوب حكمه الفردي داخل قطاع من المجتمع التركي وهو استياء تفجر الصيف الماضي في صورة احتجاجات مناهضة للحكومة في شوارع المدن أثار القلق بخصوص مدى استقرار البلاد في فترة التحضير للانتخابات.
وقال فاتح الطايلي، رئيس تحرير صحيفة خبر ترك في مقابلة تلفزيونية، مساء الاثنين، ان الضغوط الحكومية تضع رؤساء تحرير وسائل الاعلام تحت سيف الترهيب وتخلق مناخا لا يستطيعون فيه النشر بحرية.
وأضاف، في المقابلة مع تلفزيون "سي ان ان ترك" إن "كرامة الصحافة تداس بالأقدام. التعليمات تنهمر كل يوم من جهات شتى. هل تستطيع ان تكتب ما تريد؟ الجميع خائفون."
وجاءت تصريحاته، بعد تسرب تسجيلات إلى الانترنت يفترض انها لمسؤولين في صحيفته وهم يعدلون التغطية الصحفية ويتلاعبون في نتائج استطلاع للرأي ويفصلون مراسلين تحت ضغوط حكومية.
ولم يتم التحقق من صحة هذه التسجيلات. ونفت الحكومة مرارا التدخل في شؤون الاعلام لكنها لم تعلق على الفور على تصريحات الطايلي.
ولم يعلق الطايلي على كل التسريبات، لكنه قال ان التسجيل الخاص باستطلاع الرأي، والذي تضمن صوته منزوع من سياقه ودافع عن نفسه في مواجهة أي تصور، أن مؤسسته هي وحدها التي تتعرض لضغوط حكومية.
وقال "الحقيقة المعروفة هي أن كل من يعملون في الاعلام يتعرضون لمثل هذه المواقف. مع الوقت سيتكشف أن الجميع في نفس وضعي."
وأضاف "هناك ضغوط، لكن الأهم هو إلى أي مدى تنعكس هذه الضغوط على الصحيفة. هل أنا مسؤول عن العار الذي تعيش فيه تركيا؟ أنا أحاول أن أنشر صحيفة محترمة قدر الإمكان كل يوم."