تغير الزمان ، وتغير الناس ، ولا تجد في البلدان العربية والاسلامية ، من يواصل دور القبضايات أو دور الاخ الاكبر الذي يهابه الاخرون ويتقبلون كلامه ويخشون سطوته .
فأحد الصحفيين السعوديين لا يزال يعيش بعقلية الماضي ويظن ان الشعوب العربية لا تزال تعيش في القرون الوسطى . ولا زال العالم العربي بحاجة الى" الاخ الاكبر " يقوم مقام الاخرين في التفكير بدلا منهم ويحميهم باسلحته التي يستوردها بمئات المليارات من الدولارات من الولايات المتحدة واوروبا من الاعداء و هو يعتقد جازما بان " العالم العربي المضطرب يبحث عن مثل هذا الاخ الاكبر " .
الصحفي الذي يعد نفسه استراتيجيا و مخططا كبيرا في بلاده يرى بان النظام في بلاده بامكانه ان يحل ازمات العالم العربي كلها الازمات في كل من ليبيا ومصر واليمن بعصا سحرية وهذا ما سيجعل الرئيس اوباما يغير موقفه وسيسارع عندما يجد جدية الرياض في الاخذ بيد اشقاءها العرب.
القوة العسكرية المستوردة من الولايات المتحدة والغرب والمال الوفير ليسا كافيين لجعل بلد ما قوة عظمى في المنطقة كما يتوهم بعض الصحفيين الذين يرون " بان السعودية ثبتت خلال الاعوام الاخيرة موقعها كزعيمة في العالم العربي " . السعودية تستورد السلاح من الولايات المتحدة والغرب بمئات المليارات من الدولارات وتاتي بالخبراء من الغرب لتشغيل هذه الاسلحة ، وهي تتوهم بانها ان استعرضت هذه الاسلحة المستورة من الخارج في مناورات عسكرية كبيرة ، ستصبح قوة عظمى في المنطقة تهابها دول المنطقة .
ويستشهد الصحفي السعودي على قوة السعودية العسكرية بتقرير قدمه باحث سعودي يقول فيه " المملكة طورت قدراتها العسكرية بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة، فخصصت 150 بليوناً لتجديد قواتها المسلحة، منها 100 بليون بعقود شراء أسلحة متطورة وتدريب مع الولايات المتحدة، وزاد الإنفاق بنسبة 30 في المئة على الجيش السعودي، و35 في المئة على الحرس الوطني، و30 في المئة على الدفاع الجوي والصواريخ الاستراتيجية، و50 في المئة على القوات الجوية والبحرية.
لا يقول الباحث السعودي لماذا انفقت السعودية مئات البلايين على شراء الاسلحة الحديثة ولا يجيب على السؤال الاستراتيجي هل ان قواتها المسلحة قادرة على استخدام هذه الاسلحة اذا ما تعرضت بلاده الى حرب؟
سياسة السعودية الخارجية فاشلة بشهادة الجميع فخير مثال على ذلك سياستها في سوريا التي فشلت فشلا ذريعا لانها قدمت المال والسلاح للارهابيين الذي جمعتهم من انحاء العالم لتدمير هذا البلد على رؤوس شعبه ، ولم تنجح سياسة السعودية في حل الازمة السورية ، بل اضطرت الى اقالة الامير بندر بن سلطان وانتزاع الملف السوري منه بعد فشله الكبير في تنفيذ سياسة بلاده في سوريا .
سياسة السعودية في مجلس التعاون الخليجي فشلت ايضا ولم يقبل الاعضاء ما اقترحته السعودية بالتوقيع على اتفاقية امنية أو فرض اتحاد عليها وكان الرد هزيمة للسعودية ولسياساتها .
ان السعودية لا يمكنها ان تكون الاخ الاكبر للدول العربية ولن تصبح قوة عظمى، اذا اصرت على مواقفها السابقة في تزويد الارهابييبن بالمال والسلاح لتدمير البلاد والعباد ، وتصدير الافكار السلفية والوهابية المتشددة الى الخارج بدلا من زرع روح الاخوة والمحبة بين العرب والمسلمين .
فبدلا من التنافس على الزعامة والسيادة في العالم العربي والاسلامي ، على السعودية ان تثبت للجميع بانها تريد الخير لشعوب المنطقة وتعمل من اجل استقرار المنطقة وامنها ، ولا تضمر الشر لدولها ولشعوبها .
*شاكر كسرائي