عبد العزيز بن باز ضد الكفار وعبدالعزيز آل الشيخ مع الكفار

عبد العزيز بن باز ضد الكفار وعبدالعزيز آل الشيخ مع الكفار
الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٩:٢٦ بتوقيت غرينتش

المتتبع لفتاوى مشايخ الوهابية هذه الايام يرى استدارة كبيرة وسريعة في طبيعة الفتاوى الصادرة عن هؤلاء المشايخ ازاء "داعش" و "النصرة" والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب، وهي استدارة تثير العديد من الشكوك حول حقيقة التزام هؤلاء الناس بتعاليم الاسلام كما يلتزم بها باقي المسلمين.

يستوقف المرء ، وهو يتابع فتاوى مشايخ الوهابية من مختلف القضايا وفي مقدمتها القضايا السياسية، أمران، الاول ان هناك انفصاما كاملا بين هؤلاء المشايخ وبين المحيط الذي يعيشون فيه، والامر الثاني ، ان هؤلاء الناس لا ايمان لهم بما يقولون وان الدين لعق على ألسنتهم.

اذا أردنا أن نتوسع في الامر الاول نقول، ان مشايخ الوهابية وهم يكفرون اليهود والنصارى وباقي الاديان والمذاهب الأخرى، ويعتبرون كل من يدخل في اتفاق أو معاهدة مع اليهود والنصارى فهو كافر يستحق القتل، دون أن يفكروا ولو للحظة ازاء ما يقولون ، فهم، أي مشايخ الوهابية ، يعيشون في كنف نظام قام على سواعد "الكفار" من النصارى واليهود ، ومازال هذا النظام يعتمد اعتمادا كليا في بقائه على هؤلاء "الكفار" الذين يلعنهم مشايخ الوهابية ليل نهار ، بل ان التاريخ يؤكد لنا ان محمد بن عبدالوهاب وعبدالعزيز ال سعود دخلا وبكامل ارادتهما في تحالف معلن وصريح مع "الكفار البريطانيين " لبناء دولتهم الوهابية.

لا ندري كيف يبرر مشايخ الوهابية لانفسهم ولغيرهم العيش في كنف نظام يحميه "الكفار" ، بينما كل تعاليمهم قائمة على تكفير الآخرين من مسلمين ومسيحيين ويهود واتباع باقي الديانات والمذاهب الاخرى ، هل هو انفصام بالشخصية الوهابية ام شيء آخر؟.

.

اما الامر الثاني هو ان مشايخ الوهابية ابواق بيد ال سعود ينفخون فيها ما يشاؤون ، فهولاء المشايخ يُدخلون الى جهنم كل من يعادي ال سعود حتى لو كانوا مسلمين ، ويُدخلون الى الجنة من يوالي ال سعود حتى لو كانوا "كفارا" ، فعندما تدخل السعودية في تحالف مع "الكفار" ضد بلد عربي او مسلم ، يتحول هذا التحالف الى تحالف مقدس و"الكفار" الى مؤمنين، ولكن اذا ساءت علاقة السعودية مع بلد مسلم ، يتحول هذا البلد المسلم بقدرة مشايخ الوهابية الى "كفار".

ان سوق الفتاوى الوهابية ليست متخمة فقط بالفتاوى العجيبة والغربية ، بل بالفتاوى المتناقضة ، واخر ما ترشح من فوضى الفتاوى الوهابية ، هو استناد "جبهة النصرة" ، التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بفتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية السابق ، حول مشاركة المسلمين للكفار في قتالهم لمسلمين آخرين واعتبار ذلك كفرا بحسب ما استشهدوا به.
وقالت الجبهة في سلسلة من التغريدات عبر مواقع تستخدمها لتمرير بياناتها ومعلومات عملياتها، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “قال ابن باز: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) مجموع الفتاوى 1/274.”

هنا لا ندري ماذا سيكون موقف مفتي السعودية الحالي عبد العزيز ال الشيخ وباقي مشايخ الوهابية الاحياء الذين اعتبروا "داعش" و "النصرة" كفارا وكلاب جهنم ولابد من القضاء عليهم وايدوا تحالف السعودية مع "الكفار" الامريكيين والغربيين؟، هل هو اجتهاد أخطا فيه احد الشيخين؟، ام هي القراءة الوهابية المشوهة للاسلام؟.

اخيرا ، ولكي لا نقلد الوهابية في تكفيرهم للاخرين ، لذلك سوف لن نحكم عليهم بمثل ما يحكمون على الناس ، وسنترك ذلك للقاريء ليحكم بنفسه على هؤلاء المشايخ ، فهل كان الاسلام غايتهم عندما أفتوا بهذه الفتاوى ؟، وهل وضعوا الله نصب أعينهم وهم يقولون ما قالوا؟.

نبيل لطيف – شفقنا