وطالب بان -في تصريحات نقلها عنه أمس متحدث باسمه- الدول وكل الأطراف المؤثرة أن تفعل ما بوسعها لتجنب وقوع مذبحة كتلك التي شهدتها مدينة سربرينيتسا البوسنية عام 1995. وجاءت تصريحات بان بعد ساعات من مطالبة مبعوثه إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تركيا بالسماح لمن أسماهم "متطوعين" بعبور الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي تنظيم الدولة من ارتكاب "مذبحة" محتملة في عين العرب.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف "نوجه دعوة للسلطات التركية للسماح للاجئين بالعودة إلى عين العرب للدفاع عن أنفسهم"، معبرا عن أمله في أن يتم تمكين "المتطوعين" من دخول عين العرب بمعداتهم القتالية.
وحذر من أن نحو سبعمائة كردي سوري معظمهم من كبار السن وسط عين العرب، و12 ألفا على أطرافها، فضلا عن المقاتلين الأكراد الذي يقاومون تنظيم الدولة؛ معرضون للقتل في حال سقطت المدينة التي تقع على الحدود السورية التركية، وتبعد مسافة 150 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة أن يبذل الجميع ما في وسعهم لمنع "مذبحة" محتملة في المدينة التي يهاجمها تنظيم الدولة منذ 19 سبتمبر/أيلول الماضي بهدف الاستيلاء عليها لتوسيع رقعة نفوذه في محافظة حلب شمالي سوريا.
وبات تنظيم الدولة يسيطر على نحو نصف عين العرب، وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي إن هناك احتمالا قويا لسقوط المدينة إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
وخلال الأيام الماضية، منع الجيش التركي مجموعات من الأكراد الأتراك من العبور إلى عين العرب لتعزيز القوات الكردية السورية المدافعة عن المدينة.
ونشرت تركيا قوات كبيرة مقابل عين العرب، واشترطت للانخراط في مواجهة تنظيم الدولة عسكريا تصدي المجتمع الدولي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد أثار هذا الموقف التركي احتجاجات في المناطق ذات الغالبية الكردية في شرق وجنوب شرق البلاد. وتحولت الاحتجاجات هذا الأسبوع إلى اضطرابات عنيفة قتل فيها أكثر من ثلاثين شخصا واعتقل مئات آخرون.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تُجبر على اتخاذ مواقف عن طريق العنف. وكان حزب العمال الكردستاني التركي قد حذر مؤخرا من أن عملية التسوية القائمة مع الحكومة التركية قد تنهار في حال سقطت مدينة عين العرب.