المسلحون يتفننون بالاجرام.. "جحيم" و"جهنم" والآن "حمم"!

الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠١٤
٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش
المسلحون يتفننون بالاجرام.. يتفنن المسلحون في حلب بإطلاق الأسماء على أسلحتهم المحلية التي يستخدمونها ضد المدنيين .. وآخرها "حمم 1" الذي أطلقت أولى قذائفه باتجاه بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي.

وذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية أن "(حمم) بإصداره الأول. صاروخ جديد، أو قذيفة مدفعية ثقيلة، هو آخر ما تفتقت عنه الذهنية القتالية للمجموعات المسلحة الممولة خارجيا في حلب والتي تنفرد بين جميع الجماعات بتصنيعها وسائط قتل وتطويرها باستمرار، مستفيدة من البيئة الصناعية لحلب".

وأما (حمم 1) الذي جرّب بقصف بلدتي الزهراء ونبل في الريف الشمالي اللتين تتعرّضان منذ عشرة أيام لهجمات مستمرة، لم يوقع ضحايا نتيجة سقوطه في منطقة خالية من الأبنية جنوبي البلدة، فيما تتحدث أوساط اعلامية مقربّة من المهاجمين عن وجود صواريخ أخرى ستستخدم في الهجوم.
سلسلة المدافع الضخمة التي تعتمد على الأسطوانات المفخخة، بدأت بمدفع (جهنم) الذي جرى تصنيعه على يد إرهابي (أحرار الشمال) في ورشة يملكها (أبو عدنان الادلبي)، في بلدة بنش قبل نحو عامين ونصف عام، ليستخدم خصيصاً في قصف بلدة الفوعة. وسرعان ما انتقل تصنيعه إلى حلب ليتلقف الفكرة (خالد الحياني) متزعم احد الالوية الارهابية، إذ يقدّر عدد المدافع الموجودة لدى هذا التنظيم بنحو عشرين، مع أكثر من 250 أسطوانة غاز مفخخة.
ولحق (مدفع جحيم) بـ(جهنم)، حيث استبدلت أسطوانة الغاز المفخخة التي لا يتجاوز وزنها 40 كيلو غراما (ثلاثة أرباع الوزن متفجرات)، أولاً بأسطوانة اوكسجين صناعية، ثم بخزان تسخين مياه، يصل وزنه مفخخاً إلى نحو 300 كيلوغرام.
الاستخدام الأول لهذا المدفع كان في حيّ الاشرفية حيث أدى إلى أضرار بالغة ومقتل وجرح العشرات من المدنيين، وحالياً بدأ مسلحو (الجبهة الإسلامية) باستهداف قلعة حلب بهذه القذائف.
المسلحون الذين تكبدوا خسائر نتيجة عملية (قَطر) المدفع بواسطة سيارات (بيك أب)، أو جرارات زراعية، ما لبثوا أن دفعوا بنسخة جديدة من المدفع لإطلاق القذائف من أسطوانات الغاز و(الآظانات - سخّانات الماء).
وتولى آخرون تجهيز (مدفع جهنم الرباعي) الذي يطلق أربع أسطوانات غاز دفعة واحدة، لكن لم تصنّع نسخ أخرى، بعد قصفه بسهولة من طوافة عسكرية في معركة تحرير أرض الحمرا.
وقد انتشرت ورش تصنيع السلاح في حلب وريفها، ولاقت سوقاً واسعة لتصريف منتجاتها، حيث يعتقد أن تنظيم (داعش) استغل وجوده في حلب وريفها القريب في استمالة عدد من أصحاب الورش التابعين لمجموعات (الجيش الحر) لتصنيع مئات من قذائف (مدفع جهنم) لقاء مبالغ مضاعفة. وقد انتقل بعضهم إلى الباب ومنبج بعد طرد التنظيم من حلب، وأشهرهم عبدو الحريتاني الملقب بـ(كارو الأرمني).
ويقترن اسم (مدفع جهنم) في حلب بأحد أشهر المسلحين في عندان (جميل قدور) الذي كانت تربطه علاقة متينة بـ(خالد حياني)، والذي تحول من مهنة ميكانيكي سيارات إلى تفخيخ السيارات واصلاح الأسلحة، ومن ثمّ إلى صناعة القذائف والمدافع، وانتهت حياته قتلاً على يد مسلحي (داعش)، وعثر على جثته في مقبرة جماعية في معهد الكهرباء القريب من حريتان.
ويقول مصدر معارض إنّ سبب تصفيته هو رفضه العمل مع (داعش) خارج عندان، وطلب مبالغ باهظة لقاء اصلاح قطع السلاح وتجهيز (مدافع جهنم)، وتفضيله التصنيع لخصمهم اللدود خالد حياني.
وبرغم أن (مدفع جهنم) صنع للمرة الأولى في ريف إدلب، إلا أنّ استخدامه يكاد ينحصر الآن في حلب لاعتبارات عدة أهمها الجغرافيا، فهي المكان الوحيد تقريباً الذي تقترب فيه مواقع المسلحين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش، والمدى المتوسط للمدافع لا يتجاوز الكيلومتر في أغلب الأحيان، ما يمنع استخدامه في أية منطقة مكشوفة لسهولة رصده وتدميره. وتمثل البيوت والكتل العمرانية بيئة مفضلة لإخفائه واستخدامه. وهذا ما لا يتوافر حالياً إلا في مدينة حلب وضواحيها حيث القتال بين وحدات الجيش والمسلحين يدور من مسافات قريبة جداً، كما أن انتشار المسلحين في قلب مدينة حلب يجعل بقية أحيائها في مرمى هذه المدافع.

0% ...

آخرالاخبار

نتنياهو يحاول اللعب بذيل الأسد !


هل تحدث انفراجة في الحرب الروسية الاوكرانية؟..


من طهران إلى العالم.. ليلة "يلدا" تراث إيراني بروح إنسانية جامعة


ترامب يحاصر فنزويلا بالنفط؛ والبحر الكاريبي على فوهة حرب


من ضفاف الليطاني إلى الزيتون.. قصة كرامة دير ميماس


استخبارات أميركا تدعم فكرة الحرب بين روسيا و'الناتو'


'إسرائيل' والإمارات تصطفان في مواجهة النفوذ السعودي


نواف سلام: خطة حسر السلاح جنوبي الليطاني وصلت ايامها الاخيرة


موسکو تعلن استعداد بوتين للحوار مع ماكرون


الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة تبحثه حماس مع مخابرات تركيا