وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الجمعة، ان المؤسسة الامنية حذرت شركات سفنها باتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب، مؤكدة ان ثمة خشية سائدة داخل المؤسسة الأمنية في الكيان الاسرائيلي «من أن يحاول الإيرانيون الذين سيطروا على أجزاء واسعة من اليمن -حسب زعمها- إغلاق المضيق أو التعرض للسفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ تطلق من الساحل».
ويمثّل مضيق باب المندب مساراً بحرياً رئيسياً بالنسبة إلى الأسطول التجاري الإسرائيلي، إذ يعد بوابة الدخول إلى البحر الأحمر، الذي يمثل معبراً حيوياً للسفن في طريقها من الشرق الأقصى إلى «ميناء إيلات» أو قناة السويس.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التحذير الذي أوعزت به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لشركات السفن التابعة لدولة الاحتلال يعني، أيضاً، أن على هذه السفن استخدام المسارات الملاحية الأكثر بعداً عن الساحل اليمني. وبذلك تصبح وضعية هذا الساحل مثل وضعية السواحل المعادية الأخرى بالنسبة إلى الاحتلال الاسرائيلي، كسواحل السودان والصومال، إلا أن «يديعوت» أوضحت أن ساحل اليمن ينطوي على إشكالية تجعله مختلفاً عن تلك السواحل، لجهة أن هناك مسافة واسعة داخل البحر الأحمر تفصل سواحل السودان والصومال عن عمق البحر، ما يسمح للسفن بالابتعاد عنها، فيما يبلغ عرض مضيق باب المندب، المقابل للساحل اليمني، عند النقطة الأضيق 25 كلم، ما يعني أن إمكانية الابتعاد عن الساحل محدودة جداً.
وبحسب الصحيفة، فإن «إسرائيل تتعامل مع اليمن منذ أن سيطرت حركة انصار الله، على أجزاء واسعة منه كأرض إيرانية تماماً» حسب تعبيرها.
وقال التقرير الذي نشرته «يديعوت آحرونوت»، إن ميناء الحديدة اليمني، الذي يعد من الموانئ الكبرى على مستوى الشرق الأوسط، يخضع للسيطرة الكاملة لانصار الله والحرس الثوري الإيراني، على حد زعم الصحيفة «وعن طريق هذا الميناء تنقل إيران التجهيزات العسكرية لحركة انصار الله».
وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن الجهات المعنية في "إسرائيل" تقدّر بأن «المسألة مسألة وقت فقط حتى ينصب الإيرانيون منظومة صواريخ بر بحر يهددون بها حرية الملاحة في منطقة باب المندب. وثمة قناعة في إسرائيل بأن أي أزمة تكون إيران جزءاً منها ستؤدي إلى أن يحاول الإيرانيون تقييد حرية الملاحة في هذه النقطة الاستراتيجية».
وتزعم يديعوت، فإنّ كلاً من السعودية ومصر تخشيان من «سيطرة إيران على اليمن»، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى المسارعة لشراء سفن حربية متطورة من فرنسا لمواجهة احتمال أن تغلق إيران مسار الملاحة المؤدي إلى قناة السويس.
في مقابل ذلك، لا يزال الأميركيون والأوروبيون، وفقاً لـ«يديعوت»، بعيدين عن الانشغال بهذا التهديد، ويركزون اهتمامهم على مكافحة القراصنة الصوماليين في منطقة خليج عدن.