هذا وجعل النظام السعودي من استهداف حضارة اليمن وتدميرها هدفاً وضعه في أولويات اهتماماته ضمن الحرب التي يشنها على اليمن، وذلك في استهداف ممنهج ومحاولة منه لطمس حضارة اليمنيين ومحو تاريخهم.. ودمر العدوان 25 موقعاً أثرياً، لعل أهمها هو سد مأرب التاريخي الذي يمثل إرثاً تاريخياً كبيراً بالنسبة لليمنيين.
وفي حديث لمراسلنا أوضح رئيس هيئة الآثار والمتاحف اليمنية، مهند السياني، أن حوالي 25 موقعاً أثرياً تم استهدافها، حيث استهدف بعضها مرتين أو ثلاثة مثل قلعة القاهرة في تعز، كما أن بعضها تأثر باستهداف مجاور مثل فج عطان وبعض المدن التاريخية.
ویحكي كل معلم من معالم اليمن وحضارته قصة وتاريخاً.. فهي معالم شاهدة على عراقة هذا البلد وتعكس بوجودها تاريخاً يعود إلى آلاف السنين.
وأعربت وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، أمة الرزاق جحاف، عن قلقها مما "يتعرض له تراثنا المادي من النهب والسرقة، وعرضه وإشهاره في أماكن كثيرة بأنه تراث سعودي في حين أنه تراث يمني."
وقالت وزارة الثقافة اليمنية إنها أرسلت نداءات عدة لمنظمة اليونسكو لإيقاف العدوان على المعالم التاريخية في اليمن، لكن دون جدوى، إذ لم تقم المنظمة بأي دور فعلي لاتخاذ مايتوجب عليها من مسؤولياتها حيث تنص مواثيقها على تجريم هذا النوع من الاستهداف.
وأكدت وكيلة وزراة الثقافة اليمنية لقطاع الآثار والمخطوطات، أمة الملك اسماعيل الثور، في حديث لمراسلنا عدم جدوى "كل التنديدات والتصاريح والصراخ والاستغاثة التي أرسلناها إلى منظمة اليونسكو.. وهي المعنية بهذا الأمر فاليمن جزء من هذه المنظمة.. كان من المفترض أن تتخذ المنظمة مواقف إيجابية بهذا الصدد، ولكن لحد الآن لم نلمس أي خطوة من هذه الخطوات."
ويرى متابعون أن النظام السعودي بإقدامه على استهداف معالم اليمنيين كشف عن أهدافه الحقيقية وراء حربه وعدوانه على اليمن حيث لم يكتف بتدمير بنيته التحتية وحسب، بل أيضاً حضارته وتراثه.
على أن حضارة اليمن وتراثه ليست مواقع أثرية أو تراثية وحسب، بل هي معالم حضارية تمتد لآلاف السنين، لن يستطيع العدوان السعودي النيل منها أو استهدافها.
06.05 FA