واستعرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بالمؤتمر الثاني للتجديد والإجتهاد الفكري عند قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي المواصفات التي يجب ان يتحلى بها مراجع التقليد وقال : ان مرجع التقليد يجب أن يكون الاعلم بين فقهاء عصره، أو واحدا من محتملي الاعلمية، وهذا ما يظهر جليا من خلال فتاوى السيد خامنئي الشرعية المنشورة ودروسه الفقهية ومناقشاته العميقة في مسائل الدولة والمسائل المستحدثة.
ولفت السيد نصر الله الى ان الموقع الثاني الذي يشغله السيد الخامنئي هو موقع قائد الجمهورية الاسلامية في ايران، والقائد هو ولي الامر وتابع: ان هذا الموقع يستلزم شرط الكفاءة والشجاعة، والى وعي تاريخي ومعرفة سياسية واسعة وتجربة اجتماعية وسياسية وحياتية متنوعة وقدرة على تشخيص المصالح ومعرفة العدو والصديق والاستفادة من الفرص، والى قدرة ادارية عالية لان هذا الموقع يتطلب تحديد المسؤوليات وتوزيعها، وتحمل الاعباء والضغوط.
واشار الى ان آية الله خامنئي يتحمل هذه المسؤوليات منذ رحيل الامام الخميني (ره)، والتهديدات التي تواجهها ايران والمؤامرات والصعوبات والعقوبات، واضاف: السيد الخامنئي كان يواجه هذه التهديدات ويحولها الى فرص حتى أصبحت ايران قوة اقليمية يعترف بها عالميا وأصبحت تمشي في طريق التطور والتقدم على كل صعيد .
ووصف الامين العام لحزب الله السيد الخامنئي بانه مفكر اسلامي كبير موضحا: هذا الجانب بحاجة الى تعريف أكثر، وهو من أكبر مراجع التقليد، وقائد يملئ بمواقفه المنطقة ويشغل العالم. المفكر الاسلامي بحاجة الى المزيد من الاضاءة، وهو منذ شبابه كان لديه اهتمام فكري وثقافي واسع، من خلال المتابعة والمطالعة. هذا فضلا عن انه يلتقي على مدار السنة مع شرائح مختلفة في الجانب الفكري والثقافي ويستمع الى ملاحظاتهم ويسجلها، ولا يوجد زعيم أو قائد في هذا العالم يعطي من وقته، ولديه تواصل مباشر واستماع مباشر للمخاوف التي تعاني منها الامة.
وراى السيد نصرالله ان هناك عوامل عديدة ساهمت وساعدت قائد الثورة الاسلامية الى جانب جهده الشخصي في أن يحتل أو أن يشغل موقع المفكر الاسلامي الكبير ومنها:
- موقعه القيادي الذي يتيح له الاطلاع الواسع والاحاطة العملية بالمسائل الثقافية التي تعني جيل الشباب من خلال مراكز الابحاث والدراسات والتواصل المباشر.
- امكاناته الفكرية والعلمية، فهو يملك اجابات واضحة على كل المشاكل.
- معرفته بلغة العصر. فهو لا يتحدث الا في الابحاث العلمية الخاصة مع النخب، ولديه اللغة التي تستطيع صياغة المضامين الفكرية والتعبير عنها بمصطلحات مفهومية، عندما يكتب.
- القدرة على فهم النصوص الدينية بشكل صحيح ونقي وموضوعي ومتكامل.
- أصالته واستقلاليته، وعدم الخضوع للضعوط التي تسوق المثقفين الى تغيير المصطلحات وتقديم صياغة للاسلام جديدة.
واستطرد السيد نصر الله قائلا، ان من مضى من علماء ومفكرون وفلاسفة، عالجوا مسائل مستمرة أو كانت تختص بزمن غابر، في حين نحتاج الى المرجع الحي للتقليد خصوصا في هذه المرحلة الصعبة، ولا يخفى أن العومل الفكرية والثقافية حاسمة في الصراع الدائر.
ونوه الى ان موقف اعداء الانبياء كان دفاعيا دوما حيث انهم كانوا يدافعون عن الأصنام والأوثان والعادات البالية وثقافتهم المتردية، في حين ان مؤامرات الاعداء ووهن الامة نقلتنا الى موقع الدفاع عن الاسلام كفكر مشددا بالقول : نحتاج الى جهود كبيرة للدفاع عن الاسلام والحيثيات والاراء، ومما ساعد على نقل الامة الى هذا الموقع هو السلوكيات المنحرفة والمتوحشة للبعض، ومن هنا يجب أن نقدم الامام الخامنئي كمفكر اسلامي وانساني، للمسلمين ونقول أقرؤا فكره بمعزل الاختلاف عنه في مسألة الامامة أو ولاية الفقيه.