وافاد المركز ان المفتي دعا في خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك إلى شد الرحال إليه، وقال: "من أجل صدّ وإفشال مخططات الاحتلال ينبغي أن نرابط فيه، ونتردد عليه في جميع الأوقات لأداء الصلوات في رحابه".
وجدد مفتي القدس والديار الفلسطينية التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وقال: "ستبقى ذرية المسلمين في هذه الديار المباركة تشد الرحال إليه رغم أنف الحاقدين، والتي ستفشل مخططاتهم لأن الله قرر إسلامية هذا المسجد من فوق سبع سماوات".
وتطرق مفتي القدس في خطبته إلى قيام قوات الاحتلال بالاستيلاء على جزء من مقبرة باب الرحمة المجاورة للمسجد الأقصى ووضع الأسلاك الشائكة حولها لتحويلها لمسارات ما يسمى "الحدائق الوطنية"، ورسم حدود جديدة للمقبرة الموجودة منذ مئات السنين، مستنكرًا هذه الخطوة الصهيونية.
وقال إن مقبرة باب الرحمة مقبرة تاريخية، وتحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، وهي بالتالي تكتسب أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم، وقرار المس بها خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تمعن بهذه الغطرسة، مستغلة حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ الفلسطيني لتحقيق مآربها، ومؤكدًا أن المسلمين سيحافظون على هذه المقبرة وغيرها من المقابر الإسلامية، وسيدفنون أمواتهم فيها.
وقال مفتي القدس: "من على علياء منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى نرفض جملة وتفصيلاً أي تدخل في المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال أو تغييرًا من الذين يريدون سوءًا بالمسجد الأقصى".
وأضاف: "كما نرفض جملة وتفصيلاً التدخل بالمقابر الإسلامية؛ فهي أوقاف خالدة ثابتة للمسلمين في هذه الديار دفنوا فيها، وسيستمرون في دفن موتاهم لأنها أرضنا وأوقافنا، والغريب المحتل لا شيء له".
وناشد خطيب الأقصى العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته - العمل على ثني قوات الاحتلال عما تخطط له من طمس لهوية مدينة القدس وتشريد أبنائها، وضرورة التحرك العاجل لدرء الأخطار عن مدينة القدس ومقدساتها التي تتعرض لأشرس حملة تهويد.