أسئلة غير بريئة حول حادث الطائرة الروسية

أسئلة غير بريئة حول حادث الطائرة الروسية
الإثنين ٠٩ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

حالة الهلع التي تسود المطارات في العديد من دول العالم لاسيما الاوروبية ، ووقف معظم الدول الغربية رحلاتها الى منتجع شرم الشيخ ، بعد حادث تحطم طائرة الركاب الروسية في جزيرة سيناء ومقتل 224 راكابا كانوا على متنها ، تشير الى ان هناك امرا قد دبر بليل.

يحاول الغرب ان يوحي ان حالة الهلع هذه لم تأت من فراغ ، بل جاءت كرد فعل طبيعي بعد ان تبني تنظيم “داعش” مسؤولية تفجير الطائرة ، الامر الذي سارعت السلطات البريطانية والامريكية ، الى تأكيده حتى قبل ان تنتهي السلطات المصرية والروسية من التحقيق في اسباب سقوط الطائرة .

رغم اننا لا نؤيد او نرفض فرضية ان الطائرة سقطت بسبب تفجير قنبلة دست في حقائب الركاب ، كما اننا لا نؤيد او نرفض ان الجهة التي تقف وراء الحادث هي “داعش” ، ما لم تستكمل التحقيقات ، ويتم الاعلان رسميا عن اسباب الحادث من قبل الحكومتين المصرية والروسية ، ولكن حالة الهلع التي اثارها الحادث لدى الاوروبيين والامريكيين ، والطريقة التي تعاملوا بها مع الحادث ، من حيث الاسباب التي ادت اليه ، والجهة التي تقف وراءه ، اثارت العديد من التساؤلات ، التي تفرض نفسها فرضا على المتابع ، ومنها:

-لماذا تستهدف “داعش” طائرة ركاب روسية انتقاما للقصف الروسي للجماعات التكفيرية في سوريا ولم يمض على هذا القصف شهرين ، بينما لم يتم استهداف حتى طائرة ركاب واحدة من طائرات التحالف الستيني بقيادة امريكا ، والذي يدعي انه يقصف “داعش” في سوريا والعراق منذ اكثر من عام؟.

-الا يبدو اعلان “داعش” ، من انها ستكشف لاحقا عن الية تنفيذ تفجير الطائرة الروسية ، ان الجهات التي تقف وراء الحادث ما زالت لم تتوصل بعد الى صيغة لهذا الاعلان خوفا من افتضاح امرها؟.

-الا يؤكد وصول الارهابيين الى الطائرة الروسية ، في حال ثبتت فرضية العمل الارهابي ، ان العملية في غاية التعقيد ، وتحتاج الى تنظيمات استخباراتية حرفية مرتبطة بدول ، استطاعت ان تتسلل الى منتجع شرم الشيخ ، المعروف بتدابيره الامنية المشددة؟.

-ما حقيقة رصد المخابرات البريطانية والامريكية اتصالات بين جماعات ارهابية وحكومة في احدى دول المنطقة تتحدث عن تنفيذ عمل ارهابي؟.

-لماذا انخرطت بريطانيا وامريكا في لعبة مفضوحة ، بشأن طريقة الاعلان عن اسباب الحادث ، والتي جاءت في اطار الحرب النفسية ضد روسيا ومصر، وفي هذا الوقت بالذات؟.

-لماذا اوقفت بريطانيا رحلاتها الى شرم الشيخ من جانب واحد دون التنسيق مع الجانب المصري؟.

– كيف نفسر الفيلم الهوليودي البريطاني حول تفادي طائرة ركاب بريطانية لصاروخ اطلق عليها في سيناء؟ ولماذا تم الاعلان عن هذا الحادث الان وبعد سقوط الطائرة الروسية؟، لماذا لم يتم الاعلان عن الحادث حينها ليتم اتخاذ التدابير الامنية التي كانت تحول دون حدوث كارثة الطائرة الروسية؟.

-لماذا هذه الحرب النفسية التي تشنها امريكا وبريطانيا والدول الخليجية وتركيا على مصر ، عبر خلق حالة من الهلع المصطنع لارهاب السياح في مصر ، اثر حادث الطائرة الروسية؟.
-الا تستهدف هذه الحرب الاقتصاد المصري ، للانتقام من مصر بعد تاييدها للضربات الروسية ل”داعش” ، وبعد تغيير موقفها من الازمة السورية ، ورفضها الانخراط بالحرب العدوانية الظالمة التي تقودها السعودية ضد الشعب اليمني؟.

-الا يستهدف الحادث التقارب الروسي المصري ؟.

هذه الاسئلة وغيرها الكثير ، اثارها حادث الطائرة الروسية ، ويبدو ان الاجابة عليها ، تكمن في الموقف المصري ، الذي ابتعد عن مغامرات السعودية ، تحت قيادة ابن سلمان ، والتي تأتي في اطار خطة تفتيت دول المنطقة ، واقترب اكثر من سوريا الحليف التقليدي لمصر ، ومن محور المقاومة ، ومن خلفهم روسيا ، وهو ما اثار حفيظة التحالف الرجعي الطائفي ، وفي مقدمته السعودية وقطر والامارات وتركيا ومن ورائهم “اسرائيل” وامريكا.

في حال ثبت وبالدليل ، ان “داعش” ، هي وراء اسقاط الطائرة الروسية ، فهذا الامر سيضيف دليلا اخر على ان كل ما قيل عن محاربة امريكا والغرب وتركيا والسعودية وقطر والامارات والتحالف الستيني ، ل”داعش” ، ليس الا اكذوبة ، ف”داعش” ليست سوى سلاح قذر بيد هذا التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي الطائفي ، يُستخدم ضد محور المقاومة وروسيا ، العدو المشترك للتحالف و”داعش” ، وهذا الحقيقة لا ينكرها الا مكابر.

*ماجد حاتمي/ شفقنا