قالها العسيري بضرس قاطع: المملكة العربية مستعدة للمشاركة بقوات برية في سوريا، وان الحديث يدور حول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش وهو يختلف عن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في الىمن.
ثم اكد أن هذا الموضوع سيدرس خلال الاجتماع الذي سيعقد بالعاصمة البلجيكية "بروكسل"، موضحا أن باقي التفاصيل ستترك للفنيين على المستويين التكتيكي والعملياتي.
تصريح بهذه الخطورة جعل من وزير الدفاع الاميركي يسارع بالقول: سنناقش مقترح السعودية الأسبوع القادم في بروكسل.. واما المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، فقال: ان التحالف يؤيد في العموم بأن تزيد مساهمة الشركاء التي وصفها بالمعتدلة.
كما يبدو ان البحرين ايضا والتي سيلتقي ملكها حمد بن عيسى غدا الاثنين بالرئيس الروسي في منتجع سوتشي.. قد اعلنت هي الاخرى عن استعدادها للمشاركة البرية ضد داعش في سوريا.
ومن يسمع هذه التصريحات التي ادلى بها العسيري يتصور السعودية بلد محايد مثل سويسرا وقوي مثل اميركا ويدعو للسلام مثل الفاتيكان.. ولو اردنا الوقوف على ما فعلته السعودية منذ نشأتها، لطال الحديث، لكن وبنظرة خاطفة على الفترة الاخيرة يمكن ان نعرف ببساطة ما قصده العسيري.
ويكفينا في هذا القاء نظرة على الاعتداء السعودي على الشعب الىمني.. فحسب الاحصائيات تمكنت السعودية التي وصفها كربي بالمعتدلة بعد ثلاث مئة يوم من اعادة الشرعية من "الانجازات" التالىة:
1. 24 ألف مواطنا منهم ما يقارب 8 آلاف شهيدا و16 الف مصاب.. وعدد الشهداء من الأطفال ألفين و236 طفل والنساء آلف و752 والرجال أربعة آلاف و290 شهيدا، في حين بلغ عدد الضحايا من الأطفال الخدج بحسب إحصائيات المستشفيات ألف و461 طفل.. ناهيك عن استهداف حتى السكن الداخلي لمركز النور للكفيفين.
2. بلغ عدد المنشآت التي استهدفها العدوان ألف و113 منشآة حكومية ومرافق عامة و547 مخازن غذائية و421 ناقلة مواد غذائية و276 محطة وقود و271 ناقلات وقود و191 مصنع و124 مزرعة دواجن و59 موقعا أثريا و41 ملعبا رياضيا وثمان صوامع غلال.
3. استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا، وهي قنابل ذاتُ آثارِ مدمرةٍ حال انفجارها.. وقادرةٌ أيضا على قتلِ المدنيين.. في حالِ عدم انفجارها فورا.. لتصبح ألغاما قابلةً للانفجارِ لاحقًا.
4. استخدام اسلحة سامة واخري فسفورية محرمة دولياً في هجمات على العاصمة الىمنية صنعاء وبعض المدن الاخرى، حيث كانت هناك الكثير من حالات الاختناق والتسمم بين المدنيين من نساء واطفال وعجزة.
5. بالاضافة الى توظيف جيش من المرتزقة؛ من الكولومبيين والنيبالىين، والباكستانيين والسودانيين وغيرهم.
كل هذا ويصرح أحمد العسيري، إن القوات السعودية التي توغلت داخل الأراضي الىمنية هدفها تكتيكي لا أكثر.
6. على الرغم من كل الاسلحة الفتاكة والطيران المتطور وما ذكرناه، لم تستطع السعودية التي تدعي ان من يحارب الشرعية هم الحوثيون، وانهم روافض، وليست لديهم اية ارضية شعبية في الىمن.. وانهم لايمثلون نسبة من الشعب الىمني الذي يحتاج أكثر من ۲۱ مليوناً أو ۸۰% منه، وبينهم ملايين الاطفال للمساعدة الإنسانية والحماية"، وذلك حسب الامم المتحدة.
على الرغم من كل هذا لم تستطع السعودية المعتدلة من دحر الحوثيين، بل فقدت اراضيها ايضا في نجران وجيزان وخمسة وثلاثين قرية حدودية مع صعدة.. وبات مرتزقة هادي مهددون في عدن، التي كان من المقرر ان تكون عاصمة لهادي ومن معه، من قبل القاعدة التي انتشرت في عدن وحضرموت وشبوة ولحج.
الى درجة تباكي معه العسيري وقال أن اكثر من 40 ألف قذيفة وصاروخ أطلقت من الىمن على الأراضي السعودية وأن المئات قتلوا في السعودية بسبب سقوط القذائف.
ولو سلمنا جدلا انه لايراد من هذه المعلومة تبرير كل الجرائم التي يقوم بها النظام السعودي ضد الشعب الىمني.. فكيف يمكن لنظام لايقدر ان يردع اقلية ويستخدم المرتزقة لحماية نفسه من هذه الاقلية ان يُرسل قوات برية الى بلد مثل سوريا لازالت قواته العسكرية تقاوم ارهابيين متمرسين وباسلحة متطورة على مدى خمس سنوات، وتتقدم وتحرر وتنتصر يوما بعد اخر؟
ثم اذا ما كان كل الذين خرجوا من سوريا الى البلدان المجاورة هم ضد النظام، لماذا لايحدث ذلك مع اليمنيين ولا نرى نزوحا حتى نحو سلطنة عمان المحايدة هربا من الحوثيين.
أليس من الاجدى للسعودية ومعها التحالف "العربي" الذي غاص في مستنقع اليمن، بدل ان ينضم الى خمسة وستين دولة من التحالف الدولي ضد "داعش" حسب تصريح العسيري، ان يتوجه لانقاذ الشعب الليبي، من الدواعش..
رب قائل يقول: ان ليبيا بعيدة والجمال السعودية لا تستطيع قطع كل تلك المسافة!
اذا لماذا لا يحارب التحالف السعودي القاعدة والدواعش في اليمن المحاذية وفي عدن هادي الشرعية؟!
لكن يبدو ان السعودية تريد التودد لـ"زوجها اليانكي" بعد ان عطلت محادثات جنيف واحرجت اميركا وبريطانيا في اليمن، عسى ولعل ذلك يطيل من امد بقائها بعيدا عن التقسيم والحرب الداخلية بعد ان اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها، وهذا ما حصل مع الشاه وصدام من قبل.. او قد يرى البعض انها لازالت تسعى في ارسال رسالة مفادها، انها لازالت قوية وقادرة ليس من الدفاع عن نفسها وحسب، بل الهجوم ايضا.
انه حال الاعراب الجدد وعصبيتهم التي تجعلهم ينغمسون في تدمير واستهداف الشعوب العربية، التي باتت تهجّر هي الاخرى.. وبني سعود خير من يدير الحروب النتنة كرائحة البترول الذي يسخرونة لقتل آخر بذرة من الربيع الذي سموه بالعربي.
بقلم: رائد دباب