وبحسب "راي اليوم" فان المثال الاقرب زمنيا هو حالة القائد العسكري لـ"داعش" ابوعمر الشيشاني، حيث رجحت وزارة الدفاع الاميركية مقتله في 8 من مارس/ آذار الجاري بالقرب من بلدة الشدادي في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة السورية. ثم عاد التنظيم لينفي خبر مقتله في 15 من الشهر الجاري حسب ما نشرته وكالة “اعماق” التابعة للتنظيم الارهابي، ولازال الغموض يلف مقتله، وغيره من قادة التنظيمات المتشددة الذين تعلن واشنطن عن تصفيتهم بين الفينة والاخرى.
وكانت قناة ان بي سي الاميركية التلفزيونية قد اعلنت الجمعة ان الولايات المتحدة قتلت عبد الرحمن القادولي، الذي يعتبر الرجل الثاني في تنظيم "داعش" في غارة جوية في سوريا.
فمن يكون “عبد الرحمن القادولي” الذي منحت واشنطن مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لقاء الادلاء بأي معلومات قد تودي الى القاء القبض عليه؟
يرى المختصون في شؤون الجماعات المسلحة ان استفادة جماعة "داعش" من خبرات آلاف المنتمين السابقين للجيش العراقي وحزب البعث يعود الفضل فيه ل “أبوعلاء العفري” او”عبد الرحمن القادولي”. ويقول الباحث والمؤرخ العراقي هشام الهاشمي ان تشدد “القادولي” قد بدأ منذ نهاية ثمانينيّات القرن الماضي وبدأ يتنقل بين القرى لنشر فكره، وخطب في مساجد كثيرة وخاصة قرى تلعفر والقيارة والبعاج.
ويؤكد الكاتب ان المسؤول في “داعش” كان قد اعتقل من قبل الأمن العراقي اكثر من مرة، ثم اضطر للسفر الى افغانستان 1998 حيث التقى بن لادن ورجع للعراق وبقي في “بيارة” و”طويلة” في محافظة السليمانية وبايع تنظيم انصار الاسلام عام 2000، ثم دخل الى نينوى بعد عام 2003 وأسس جماعة سرايا الجهاد في تلعفر لقتال القوات الاميركية.
وكانت مبايعة “القادولي” للزرقاوي سنة 2004، ليصبح بعدها مسؤولا للهيئات الشرعية للمنطقة الشمالية ( نينوى وكركوك وصلاح الدين). كما اشتهر بشدته وولائه المطلق لابن لادن، حسب الباحث والمؤرخ العراقي هشام الهاشمي، وكان يميل الى عمليات خطف وتهجير الأقليات وابادة اتباع اهل البيت (ع) من مناطق شمال وغرب العراق.
وواصل “القادولي” صعوده في سلم التنظيم الارهابي الى ان وصل عام 2008 الى رئاسة مجلس الشورى في تنظيم “دولة العراق الإسلامية” بقيادة ابوعمر البغدادي، ليختاره بعد ذلك بعامين زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ان يكون زعيما لتنظيم العراق، لكن رسالة بن لادن وصلت بعد أختيار وعقد البيعة للبغدادي بأسبوعين، الامر الذي جعل البغدادي يجمده الى عام2011 حيث بايع أبوعلاء البغدادي وجدد له العهد بوساطة من ابي بكر الخاتوني وابي مسلم التركماني.
ومع صعود الجماعة المتطرفة وسيطرتها على المزيد من الاراضي وتحديداً سنة 2014 بايع “القادولي” البغدادي خليفة للتنظيم، وحينها تم تعيينه نائبا للبغدادي على سوريا، ثم بعد مقتل ابومسلم التركماني اصبح “القادولي” نائباً للبغدادي على العراق وسوريا.
109-2