ليس هذا الكلام تصويراً لفظياً للحالة، إنما هي حقيقة التوجه العميق للحكومة، فهي تعيش عقدة الانتماء لأرض البحرين، لأنها اسرة نازحة من نجد وتنقلت بين قطر والكويت وسواحل الخليج ( الفارسي) قبل ان يستقر بها الحال في القرن الثامن عشر في البحرين. وهذا ما يفسر تجنيس الحكومة للآسيويين بالجنسية البحرينية، وهو الدافع نفسه الذي يجعلها تبالغ في ممارسة اسقاط الجنسية عن ابناء البحرين الأصلاء.
وطوال حكم هذه الأسرة كانت مهمتها تسهيل حملات العدوان على المنطقة في زمن الاستعمار، ثم تحولت الى قاعدة عسكرية للاسطول الأميركي، والأهم من ذلك هي الموقع السري للقاءات المسؤولين الاسرائيليين مع المسؤولين العرب.
ولأن الغالبية العظمى من شعب البحرين من المسلمين الشيعة، فقد تحركت عقدة الطائفية الراسخة في عقول آل خليفة، فلقد كان لآل سعود على عهد الدولة السعودية الأولى، الفضل الكبير عليهم في تثبيت قوتهم، كما كان لحكام قطر نفس الفضل، وبذلك سعوا دائماً الى إرضاء السلطات الوهابية بالانتقام من شعب البحرين.
عندما اندلعت ثورات الربيع العربي، رفعت ثورة البحرين أدنى مستوى من الشعارات، فلم تطالب باسقاط النظام، ولا بعزل الملك، إنما كانت تريد اعتماد الحياة الدستورية لا اكثر، إنه أبسط مطلب شعبي، ومع ذلك جاءت ردة الفعل عنيفة شرسة، فسلطات آل خليفة مارست القمع بأبشع اشكاله، وتدفقت قوات السعودية والحكومات الخليجية بمعداتها الثقيلة لتمارس القمع ضد الشعب المسالم، فاعتمدت اساليب الارهاب من اغتيالات واختطاف واقتحام المنازل وتفجيرات للمساجد والحسينيات.
ومع الارهاب الوهابي والطائفي، كانت هناك المساندة الاعلامية العربية لآل خليفة، فلقد توزع بين التشويه والصمت على الثورة البحرينية، وفي الحالتين، كانت الطائفية هي الغالبة على الانسانية والعدالة.
سليم الحسني
112