جاء في مقال الصحيفة:
بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين، قام وزير الدفاع سيرغي شويغو بزيارة إلى سوريا، تفقد خلالها القاعدة الروسية في حميميم، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب مصدر في وزارة الدفاع الروسية، فقد ناقش شويغو مع الأسد خلال اللقاء "مسائل متعلقة بالتعاون في المجال العسكري–التقني، وكذلك آفاق التعاون في مكافحة المجموعات الإرهابية في سوريا".
وكان الوزير شويغو قد وصل إلى سوريا برفقة نائبه جنرال الجيش دميتري بولياكوف، المسؤول عن تجهيز الجيش الروسي؛ ما يشير إلى أن أحد أهداف الزيارة كان تحسين حماية القاعدة، حيث من المنتظر أن يتم تزويدها بالمعدات والذخائر اللازمة، وتكثيف المساعدات العسكرية والإنسانية لدمشق.
قاذفات "سوخوي - 24" في قاعدة حميميم
ومن الواضح أن موسكو بهذا، تؤكد عدم تخليها عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد، وأنها ستستمر بنشاط في محاربة الإرهابيين والسعي لتسوية سلمية للنزاع السوري.
من جانبها، تستمر الولايات المتحدة في تنفيذ الخطة "باء". أي ضمان الدعم السياسي–العسكري لما تسميه المعارضة المعتدلة في سوريا، والضغط دبلوماسيا على القيادة الروسية.
ففي يوم السبت الماضي، وقعت حادثة شاركت فيها قاذفات القنابل الروسية "سوخوي-24" والقاذفات الأمريكية "إف إي–18" المقاتلة، التي ترابط على حاملة الطائرات في البحر الأبيض المتوسط.
طائرات "أف أي - 18 " الأمريكية
وتقول قناة "سي إن إن" الإخبارية، استنادا إلى مصدر في البنتاغون، إن الطائرات الروسية "نفذت سلسلة هجمات على مواقع المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة" بالقرب من مخيم التنف الواقع على بعد ستة أميال شمال الحدود الأردنية.
وتؤكد القناة أن الطيارين الأمريكيين الذين وصلوا إلى هذه المنطقة حاولوا الاتصال بالطيارين الروس عبر قناة الاتصال المتفق عليها سابقا، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.
من جانبه، يقول الخبير العسكري يوري نيتكاتشيف إن "الحادثة تظهر تهافت خطط البنتاغون في سوريا". وأضاف: "نحن نتذكر الجعجعة التي أعلنوا فيها عن دخول حاملتي الطائرات إلى البحر الأبيض المتوسط، التي كان عليها تحدي نشاط روسيا في مكافحة المعارضة المعتدلة التي تقاتل ضد الأسد وضد "داعش"، ولكنها لم تنجح".
مخيم التنف
وقد ناقش المسؤولون في وزارتي دفاع البلدين يوم 18 من الشهر الجاري عبر الفيديو؛ حيث صرح الجنرال إيغور كوناشينكوف بأنه لا يفهم مأخذ البنتاغون، لأن الموقع الذي هاجمته الطائرات الروسية "يقع على بعد 300 كلم عن حدود المنطقة، التي أعلن البنتاغون أنها مواقع المعارضة التي انضمت إلى اتفاق الهدنة". وأضاف أن "الطائرات الروسية قامت بواجبها ضمن إطار الاتفاقيات. وقد تم إبلاغ أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالمواقع التي ستهاجمها الطائرات قبل تنفيذ العملية". وأكد الجنرال الروسي أن الجانب الأمريكي "خلال تنفيذ العملية لم يعلمنا بإحداثيات المناطق التي ترابط فيها فصائل هذه المعارضة؛ ما أعاق اتخاذ ما يلزم لتكون أهداف الطائرات الروسية أكثر دقة".
هذا، وتوضح وزارة الدفاع الروسية سبب وقوع هذا الحادث، وتشير إلى أنها "منذ عدة أشهر تقترح على الزملاء الأمريكيين وضع خريطة موحدة تضم المعلومات الحيوية عن مواقع القوى العاملة في سوريا". و"لكننا لم نتوصل إلى أي تقدم في هذا المجال". لأن الولايات المتحدة ترفض التعاون بصورة مكثفة في المجال العسكري في سوريا، وهذا يعني أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تتكرر.
ويبدو أن هذا لا يخيف البنتاغون، لأنه يعزز من وجوده في المنطقة بواسطة حاملات الطائرات والسفن الحربية. كما أن عددا من ساسة الولايات المتحدة دعوا أوباما إلى توجيه ضربات جوية إلى الجيش السوري. كذلك، ناقشت اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ مسألة فرض منطقة حظر جوي في سوريا وإسقاط الطائرات الروسية التي تنتهكها.
وتشير وسائل الإعلام العربية إلى أن طائرات القوة الجو-فضائية الروسية كثفت من هجماتها على مواقع الإرهابيين، وخاصة في محافظتي حمص والرقة؛ حيث تتقدم القوات الحكومية نحو مدينة الرقة.
أما صحيفة "دايلي تلغراف"، فتفسر سبب استياء البنتاغون من نشاط الطائرات الروسية في منطقة مخيم التنف، بأنها سبقت الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، و"تمكنت من تدمير قاعدة "جيش سوريا الجديد"، المتمرد الموالي للغرب، ومن القضاء على نصف أعضاء هذه المجموعة التي تنتهك اتفاق الهدنة، وكانت تنسق نشاطها مع القوات البريطانية والأمريكية والأردنية الخاصة في محاربة "داعش".
المصدر: روسيا اليوم
4