التليغراف: إشعال ترامب لصراع الحضارات لا يصب إلا في مصلحة "الإرهابيين"

التليغراف: إشعال ترامب لصراع الحضارات لا يصب إلا في مصلحة
الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠١٧ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا لكون كوغلين محرر شؤون الدفاع في الجريدة بعنوان "صراع الحضارات الذي يشعله ترامب لا يصب إلا في مصلحة الإرهابيين ".

العالم - الاميركيتان

يقول كوغلين إنه منذ ظهور الجماعات "الإرهابية " على الساحة الدولية مثل تنظيم القاعدة الذي تبنى منهجا عنيفا قبل نحو عقدين من الزمن كان هدفهم دوما هو نشر الضرر في العالم الغربي.

ويوضح أن الأذى الذي يقع على المسافرين من تفتيش دقيق وانتظار طويل في المطارات يعود في الأصل إلى إقدام القاعدة على استخدام المواد الكيميائية السائلة في صنع المتفجرات وتفجيرها على متن الرحلات الجوية.

ويواصل كوغلين مبررا إقدام أجهزة الاستخبارات على اختراق رسائل البريد الإليكتروني الخاص بالأفراد والتنصت على المكالمات الهاتفية لم يكن إلا بسبب حرصها على إحباط خطط هذه الجماعات والتعرف على الخلايا النائمة.

ويشير كوغلين إلى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يقوم الآن بإضافة بعد جديد إلى الجو العام من الريبة والشك والخوف المبنيين على غير أساس بعدما قرر منع مواطني 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الامريكية.

ويوضح الكاتب أن ترامب يرى ان هذا الإجراء سيساهم في تأمين حدود بلاده رغم أن الهجمات التي وقعت مؤخرا في الولايات المتحدة لم يشارك فيها أي شخص سافر إليها من أي دولة أخرى.

ويشير كوغلين إلى أن هذا الإجراء يثير الريبة والشك بسبب أن الدور الامريكي تضاءل بالفعل في عدد من الدول الإسلامية التي تورطت فيها من قبل مثل أفغانستان والعراق واليمن كما أن دورها تراجع في الصراعات الجارية في سوريا وليبيا واليمن.

ويرى كوغلين ان هذا الاتجاه يصب في مصلحة التيارات المتطرفة المقاتلة في سوريا واليمن وليبيا حيث يتموقع قادة تنظيم داعش، مطالبا بأن يكون هناك تفريق في التعامل مع المسافرين المتوجهين لأمريكا من هذه البلدان وبين المسافرين القادمين من بلدان أخرى "لاتشكل تهديدا على الولايات المتحدة".

على نفس المنوال كتب باتريك كوبيرن في الإندبندنت مقالا بعنوان "قرار دونالد ترامب منع دخول المسلمين سيؤدي إلى زيادة الهجمات لا تقليصها".

يقول كوبيرن إن قيادات الجماعات السلفية ليسوا اغبياء او حمقى وسيدركون أن بعض الهجمات على المواقع الامريكية ستؤدي إلى مزيد من اضطهاد المسلمين على مستوى الهجمات الفردية باستخدام السلاح وهو بالتحديد ما يريدونه.

ويقول إن هذا التوجه سيؤدي في النهاية إلى زيادة التعاطف مع هذه الجماعات في العالم الإسلامي الذي يقول إنه يفوق 1.6 مليار شخص على مستوى العالم.

ويضرب كوبيرن مثالا بتنظيم القاعدة الذي كان لايمتلك إلا آلاف قليلة من المقاتلين في جنوب شرق أفغانستان وشمال غرب باكستان وبسبب سياسات جورج بوش المفجعة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أصبح التنظيم والتنظيمات التي ولدت من رحمه يمتلكون عشرات الآلاف من المقاتلين حول منطقة الشرق الاوسط ويمتلكون مليارات الدولارات لتمويل عملياتهم.

ويخلص كوبيرن إلى أن تنظيم داعش  خلال الأشهر الماضية تعرض لهزائم قوية رغم أنه يقاتل بشراسة ما جعل الخبراء يرون انه في طريقة لتلقي هزيمة لايمكن تفاديها لكنه يتوقع أنه مع سياسات ترامب فإن التنظيم سيحصل على ما اراد دوما بإشعال حرب بين المسلمين وغير المسلمين وبالتالي يستطيع ان يتطلع إلى مستقبل اكثر إشراقا مما كان يطمع من قبل.

المصدر: بي بي سي

112-4