ثورة الإمام الخميني خلطت أوراق الاستكبار

ثورة الإمام الخميني خلطت أوراق الاستكبار
الأحد ٠٤ يونيو ٢٠١٧ - ٠١:٢٨ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم) 04/06/2017- أكد محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله أن الثورة التي تفجرت وانتصرت في إيران بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه خلطت جميع الإوراق على قوى الاستكبار العالمي، مشيراً إلى أن الإمام الخميني كان يتجاوز بنظرته المذهب والقومية إلى الإنسانية المستضعفة جمعاء.

العالم - ايران

وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية قال خسروي: الإمام الخمیني (ره) بصفته رجلاً سیاسیاً وقائداً لنهضة إسلامیة کبیرة في القرن المنصرم، لکن للأسف فانّ الجوانب والأبعاد الأخلاقیة والفقهیة التي کان یتمتّع بها غیر معروفة للعدید من الأفراد.

واضاف: حینما فجّر الإمام الخمیني (ره) الثورة الإسلامیة، عملت هذه الثورة علی خلط جمیع الأوراق، فالجیش تبدّل کما أنّ السیاسات تغیّرت والإقتصاد تحوّل إضافة، إلا أنّ الفوضی عمّت وهذا بالطبع من طبیعة أيّ ثورة، إلا أنّ الإمام (ره) سعی منذ البدایة أن تکون الأسس والمبادئ الأخلاقیة هي التي تسیطر علی المجتمع.

وتابع محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني رحمه الله: ولکن بالطبع کان العمل بالغ الصعوبة، إلا أنّ أنفاس الإمام الزکّیة نجحت في تحقیق هذا الهدف إلی حدّ بعید.

اضاف: کان الإمام (ره) یعتقد جازماً أنّ هذه الثورة ثقافیة وأخلاقیة، فحینما کان رضوان الله علیه في مدینة قم قبل أن یُنفی من البلاد، کان یعلنها بصراحة ویقول: أنا لستُ راض عن اولئك الأفراد الذین یدخلون منزلي ویبدأون بغیبة أشخاص آخرین. فقد کان الإمام (ره) معارضاً بقوّة للغیبة وإلقاء التهم جزافاً والقذف والتشهیر بالآخرین حتى الشاه.

واشار الى ان الإمام سعى حثیثاً إلی إدخال العبارات القرآنیة، التي تُعتبر مشترکة بین جمیع المسلمین في العالم، إلی لغة الإعلام والحوار الثوري. واوضح: علی سبیل المثال، کانت صفة أو کلمة الدکتاتور مستخدمة في ایران، وکنّا نحن نجاهد الشاه المستبد والدکتاتور، لم یستخدم الإمام (ره) هذه الکلمة أو الصفة، بل استخدم کلمة "طاغوت" عوضاً عنها، فکلمة الطاغوت مصطلح قرآني، بمعنی دکتاتور لکن بمعنی أشمل وأوسع.

وتابع محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني رحمه الله: کان لدینا مصطلح آخر بمعنی "الإستعمار"، قام الإمام بحذف هذا المصطلح واستبدله بکلمة قرآنیة أخری ألا وهي "الإستکبار"، ویُعتبر الشیطان أوّل مستکبر في العالم، أمّا المصطلح الثالث الذي ادخله الإمام هو "المستضعف".

واستطرد : علی هذا الأساس، فعبارات کالإستضعاف والمستضعف والطاغوت والإستکبار والمستکبر، أدخلها الإمام (ره) في وسائل الإعلام في العالم الإسلامي وقد إنتشرت بسرعة کبیرة کإنتشار النار في الهشیم، والیوم، هذه هي اللغة المشترکة بین جمیع المسلمین من أجل الجهاد ونیل حقوقهم من المستکبرین.

واكد ان الإمام الخمیني فرید من نوعه بین المصلحین الدینیین، والسبب أن نظرته أوسع من السنّة والشیعة، وتشمل كل الأدیان وکل من یتعرّض للظلم في هذا العالم، حتّی لو لم یکونوا یعتقدون بالخالق، فالإمام لدیه نظرة خاصّة لهؤلاء، وقد دعا في باريس البابا والقساوسة المسیحیین الى الصلاة والدعاء من أجل نجاة محرومي العالم.

وشدد محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني رحمه الله: انّ الشخص الذي یُصبح إلهیاً ومرتبطاً بالله لایمکنه أن یدخل في مساومات مع أمریکا، والشخص الذي وجد النفسیة المعنویة الإلهیة لایمکنه السکوت أمام الظلم الذي تمارسه إسرائیل.

واشار الى ان الامام الخميني كان يؤمن بأن الشعب هو المسؤول عن کلّ شئ في فکر الإمام الخمیني الراحل، بمعنی إذا کان علی أحد الأنظمة أن یتغیّر فانّ رأي الشعب هو الصائب هنا، وهذا الفکر کان موجوداً في وجود الإمام الخمیني (ره) ونظرته، إلی درجة أنّه كان يقول: حتی لو صوتت أغلبیة الشعب لصالح قرار یناقض مصالحه فیجب إتباع هذا القرار، ویجب علی الحکومة أن تقبل به.

واشار محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني رحمه الله الى ان الامام الخميني كان بناء على ذلك يشدد على ضرورة منح الشعب الفلسطیني حقه في تقرير المصير.

101-104