حكاية عائلة تملك نصف هذا العالم!

حكاية عائلة تملك نصف هذا العالم!
الإثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

حين نتحدث عن الدهاء المفرط، الثراء الفاحش والسلطة المطلقة مجتمعين في آن واحد، فنحن حتماً نعني بذلك عائلة روتشيلد اليهودية، عائلة من طراز آخر، تخطت كل الأعراف وتجاوزت كل القوانين حتى سادت العالم وأحكمت قبضتها عليه!.

العالم - مقالات
فمن هي عائلة روتشيلد؟

هي عائلة ذات أصول يهودية ألمانية، بلغ صيتها أرجاء العالم بسبب قوة نفوذها وثرائها الذي لم يسبق له مثيل، إذ تملك فعليا ًنصف ثروة العالم، وإن تكلمنا بلغة الأرقام فهي تمتلك مايعادل 500 تريليون دولار أمريكي.

مؤسس هذه العائلة هو“إسحق إكانان”، أما لقَب “روتشيلد ”فيعني في حقيقته“ الدرع الأحمر” في إشارة إلى “الدرع” الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16.
من عائلــة إلى إمبراطوريــة

لم يمتد زحف آل روتشيلد إلى أقطار العالم ومؤسساتها المختلفة بالمال فقط، بل كان التخطيط المحكم والدهاء الخارق لبنة هذا الانتشار، ففي عام1821 قام تاجر العملات القديمة
“ماجيرا شيلروتشيلد” بإرسال أولاده الخمسة إلى كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، على أن تكون مهمتهم السيطرة على النظام المالي لأهم بلدان العالم آنذاك، وذلك عبر تأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية، ومن ثم تتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح لأبناء الجالية اليهودية في العالم كله، كما ألزم أبناءه بالزواج من يهوديات من عائلات ثرية لضمان المحافظة على الثروة وعدم ضياعها.

أنبياء المــال وسادة الخــداع

المال سيد عصرنا، وآل روتشيلد رسوله.. هاينريش هاينه.

يلقب المصرفيون هذه العائلة بلقب “MoneyMaster” أو “أنبياء المال والسندات”، أما الحروب فقد شكلت دوراً بارزاً في زيادة ثروتهم، إذ استطاعوا بمكرهم استغلال ظروف أي حرب بما يصب في صالحهم وحدهم، هم تجار حروب بكل ما في الكلمة من معنى.

يذكر أن من شدة دهائهم دعم الفرع الفرنسي لديهم نابليون في حروبه ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما أخذت فروع روتشيلد الأخرى تدعم الحرب ضد نابليون في هذه الدول على أن تكون النتيجة النهائية هي تحقيق ما فيه مصلحة اليهود.

فلنشعل الحروب..ونجني الملايين

كانت هذه القاعدة التي اتبعها آل روتشيلد لتوسيع ثروتهم، فكانت الحروب بالنسبة إليهم تجارة مربحة واستثماراً ناجحاً، فخلال“ معركة وتترلو ”التي انتهت بانتصار إنجلترا على فرنسا، علم الفرع الإنجليزي بذلك من خلال شبكتها لمعلوماتية قبل أي شخص في إنجلترا.

فما كان من مالك هذا الفرع المصرفي “ناثان روتشيلد” إلا أن جمع أوراق سنداته وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتدياً ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها. وما أن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعاً وباع كل سنداته وعقاراته، ونظراً لعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته ظنوا أن المعلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، فأسرع الجميع ببيع سنداتهم وعقاراتهم، أما“ناثان” فقام من خلال عملائه السريين بشراء هذه السندات والعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلتراعلى فرنسا فعادت الأسعار إلى الارتفاع وبدأ يبيع ما اشتراه محققاً بذلك ثروة طائلة.

لاشيء يقف في طريق روتشيلد

ولأن العائلة كانت لا تسمح لأحد بأن يقف عائقاً أمام تحقيقها لمصالحها، فقد كانت سبباً
في قتل ستة من الرؤساء والحكام منهم: “إبراهام لينكولن” و”تايلور” و”هاريسون” و”جاكسون” و”غارفيلد” و”جون كنيدي” و”قيصر روسيا” والكثير من أعضاء الكونجرس
وأصحاب المصارف.


روتشيلــد ووعد بلــفور

وزارة الخارجية
2 من نوفمبر1917

عزيزي اللورد“روتشيلد”
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي
على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي
في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.

المخلص

آرثر بلفور

هل تذكر هذا الوعد المشؤوم الذي كان سبباً في نكبة الفلسطينيين حتى يومنا هذا؟ لقد لعب آل روتشيلد دوراً هاماً في إتمام المخطط الصهيوني وإقامة دولة يهودية
على أرض فلسطين.

كان ذلك عبر شبكة العلاقات الواسعة لهذه العائلة مع ملوك ورؤساء الدول ومن أبرزهم البيت الملكي البريطاني، كذلك وصول بعضهم إلى عضوية مجلس النواب
في دول مختلفة، إضافة لدعمهم لبريطانيا بإقراضها مبلغاً ضخماً بعد أن أوشكت على الهزيمة أمام ألمانيا في الحرب العالمية.

أسباب دعمهم لمسألة الوطن القومي لليهود

في البداية لم تؤيد العائلة فكرة “هرتزل” بإقامة دولة يهودية، ولكن حدث أمران غيرا من توجه آل روتشيلد تماماً:

أولهما: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة
من المشاكل، فكان لابد من حل لدفع هذه المجموعات بعيداً عن منطقة المصالح الاستثمارية لبيتروتشيلد.

ثانياً: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى، الذي يقرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة، ونظراً لأن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، كان يجب العمل على تقسيمها وإثارة العداوة بين طوائفها، وزرع جسم غريب فيها بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي.

استثمــارات وأمـلاك لا حصر لهــا

أقامت العائلة منذ نشأتها شركات عدة لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوروبا، كما سلموا فيما مضى قرضاً لحكام مصر لبناء سكك حديدية من الإسكندرية إلى السويس.

عملت مؤسسات روتشيلد في مجال الاستثمارات الثابتة مثل: مصانع الأسلحة، السفن، الأدوية، شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني والفرنسي والهولندي وغيره.

العائلة تمتلك ثلث الماء العذب بالكرة الأرضية برقم ثابت وليس عن نسبة متغيرة. كما تمتلك معظم بنوك العالم، محطة CNN، وكذلك هوليود عبر ملكيتها للأقمار الصناعية وحق شراء البث.

أُلفت العديد من الكتب حول هذه العائلة، نذكر لكم منها : كتاب “أحجار على رقعة الشطرنج ” لويلي امغايكار، “آل روتشيلد” لمجدي كامل، “حروب العملات” لجايمس ريكاردز.
المصدر : شام تايمز

109-1