كربلاء ذاع صيتها في العالم الاسلامي بعد واقعة عاشوراء

الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩
١٢:٣٢ بتوقيت غرينتش
رغم تاريخها الموغل القدم, باتت مدينة كربلاء بعد موقعة الطف ومقتل الامام الحسين عليه السلام عام 680 من اشهر العتبات التي يحترمها المسلمون في العالم الاسلامي.

ويقول الباحث العراقي علي الفتال, ان"كربلاء كانت معروفة قبل واقعة الطف, ومن المدن التي تعود الى عصور ما قبل الميلاد وقد عرفت بعاصمة الفرات تحت اسم قوربلالا وتعني حرم الاله كما كانت مركزا لاستقطاب المعارف والاديان".

ويضيف انه "بعد واقعة الطف, ذاع صيت كربلاء وباتت من بين اهم المدن ،كما اكتسبت اهمية اكبر بعد بناء مرقد الامام الحسين, ثالث الائمة المعصومين لدى المسلمون الشيعة الاثني عشرية".

وهناك اربع عتبات في العراق يحترمها المسلمون الشيعة في العالم هي بالاضافة الى كربلاء مقام الامام علي عليه السلام في النجف الاشرف وضريح الامام موسى الكاظم عليه السلام شمال بغداد ومرقدي الامامين العسكرييين عليها السلام في سامراء.

ويقوم ضريح الامام الحسين عليه السلام المبني عام 979 ميلادية, على قاعدة من الخشب المرصع بالعاج يعلوها مشبكان احدهما من الفولاذ الثمين وهو داخلي والاخر من الفضة وهو الخارجي الكبير وتعلو الضريح اوان ومزهريات ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة وفي كل ركن من اركان الضريح رمانة ذهبية يبلغ قطرها نصف متر.

كما تحتضن المدينة مرقد ابو الفضل العباس الاخ غير الشقيق للامام الحسين عليه السلام والذي إستشهد معه في موقعة الطف، إذ تفصل بين الحرمين مسافة 300 متر تقريبا.

وتعلو ضريح العباس الذي لايقل فخامة عن ضريح الامام الحسين عليه السلام, قبة كبيرة ومنارتان، ويضم المرقد مدرسة دينية لها منزلة مهمة بين العلماء وطالبي العلم الى درجة الاجتهاد, وشهدت ظهور اول حوزة علمية كانت من ابرز مجتهديها آية الله مهدي الشيرازي صاحب ثورة التنباك ضد الاحتلال البريطاني آنذاك.

وكتب العديد من الرحالة والمستشرقين عن ضريحي الامام الحسين والعباس عليهما السلام والتطور الاجتماعي في كربلاء بعد موقعة الطف.

وكانت كربلاء, عندما وصلها الامام الحسين مجموعة من المنازل الطينية تعرف باسم الغاضرية، فاتخذ من مكان يطلق عليه "الطف", نظرا لوجود الماء حوله, مقرا، ثم قام سكان تلك المنازل بدفن الامام الحسين عليه السلام ومن إستشهد معه اثر المواجهة مع جيش يزيد بن معاوية.

واستلهم كثير من الشعراء واقعة الطف وما تحمله من دلالات وابرزهم الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري الذي كتب 15 بيتا شعريا نقشت بالذهب على باب ضريح الامام الحسين, لكن نظام صدام ازالها.

كما كتب شعراء كثر و خصوصا في بلاد وادي الرافدين قصائد كثر منوعة بين الرثاء والمديح والتمجيد في رحاب الامام الحسين عليه السلام.

كما اهتم عدد من الفنانين التشكيليين بمعركة الطف من خلال لوحات قدمت ثورة الامام الحسين نموذجا للتحرر والثورة بينهم الراحل كاظم حيدر ورافع الناصري وفيصل لعيبي واخرون.

ويتوزع مجتمع كربلاء على مختلف الفئات من تجار وادباء وفلاحين وعمال.

وتشتهر تاريخيا بالزراعة والتجارة والحرف اليدوية ونقش الاحجار الجميلة التراثية والتاريخية وكانها نصوص لقصص وحكايات مستوحاة عادة من التراث والقصص الشعبية والموروث التأريخي ،حيث دخلت المطابع الحجرية المدينة عام 1856 لطبع الكتب الدينية.

وتبلغ مساحة محافظة كربلاء 53 الف كلم مربع وعرفت في العهد البابلي "كور بابل", اي مجموعة من قرى بابل.

وبدات كربلاء تشهد منذ مطلع القرن التاسع عشر نهضة ثقافية واجتماعية لعبت دورا مهما في تاريخ العراق السياسي الحديث فاخذت تمارس تاثيرا دينيا واجتماعيا وسياسيا.

كلمات دليلية
0% ...

آخرالاخبار

نار اسرائيلية على اجتماع باريس وتهويل بالحرب على لبنان


جريمة حرب صهيونية جديدة..قصف مركز إيواء نازحين في غزة بدعم أمريكي


الرئيس الإيراني يهنئ حكومة وشعب قطر بمناسبة اليوم الوطني


ليلة "يلدا"..هكذا يحتفل بها الإيرانيون منذ آلاف السنين


العدوان الصهيوأمريكي الــ12 يوما على ايران..46% من الشهداء مدنيون


أطفال غزة يموتون من البرد.. أطباء بلا حدود تطالب بمساعدات عاجلة


"فتح باب التوبة" تنتهي في غزة.. عملاء الاحتلال يسلمون أنفسهم


أسرى النخبة في قبضة الاحتلال: الموت أرحم من السجون


انقسام المجتمع الإسرائيلي.. ومدمرة دنا الايرانية.. وانتليكسا الاسرائيلي للتجسس


غارات أميركية انتقامية ضدمعاقل داعش في وسط وشرق سوريا