حرب إسرائيلية محتملة ضد غزة.. لهذه الأسباب

حرب إسرائيلية محتملة ضد غزة.. لهذه الأسباب
الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

في ضوء كم التصريحات الأخيرة من قيادات السلطة والحكومة في رام الله، المتعلقة بضرورة نزع سلاح المقاومة وتمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مهامها في قطاع غزة كخطوة تسبق أي حديث عن فتح المعابر وعودة الأمور إلى نصابها، وجد الكثير من المتابعين والمحللين أن تلك التصريحات قد تفتح شهية الاحتلال لاغتنام الفرصة المواتية بشن حرب تهدف إلى خلط الأوراق، بما يحقق لها أهدافها.

العالم - مقالات

ورأى بعض المتابعين والمحللين أن تزامن تصريحات الحكومة وقيادات السلطة في رام الله مع ارتفاع نبرة التهديدات الصهيونية بحق غزة ومقاومتها من جهة، ووجود اصطفاف عربي وراء الموقف الأمريكي من جهة ثانية، ينذر بإمكانية اندلاع حرب جديدة تستهدف غزة ومقاومتها في الفترة القريبة المقبلة.

حرب جديدة

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور كمال علاونة، شدد خلال لقائه مع "المركز الفلسطيني للإعلام" على أن كل المؤشرات تدل على أن قطاع غزة سيشهد حربًا جديدة من الاحتلال الصهيوني، وتابع: "نحن على أعتاب حرب جديدة (العدوان الصهيوني الرابع على قطاع غزة) ربما في نهاية هذا العام أو مطلع العام المقبل، لأسباب داخلية صهيونية وإقليمية ودولية".

ويرى علاونة أن السبب الأساس لتشجع الاحتلال الصهيوني لتلك الحرب هو الأوضاع الداخلية الصهيونية؛ لخروج بنيامين نتنياهو من ورطة التحقيقات، وربما تقديم الملفات للقضاء، ولإفشال إتمام المصالحة الفلسطينية كما حدث في صيف 2014، على حد قوله.

وأردف: "علاوة على ذلك، هناك اصطفاف إقليمي للتخلص من المعارضين للحلف الصهيوني - الأمريكي، ومحاولة لضرب المقاومة الفلسطينية بدعاوى ومبررات واهية، منها توجه حركة حماس لإيران، ومحاولة ضرب حزب الله اللبناني في ذات الوقت".

ورأى علاونة أن المناورات العسكرية البرية والجوية التي جرت في شمال فلسطين المحتلة، وتجري في النقب جنوبي فلسطين خلال الأسبوعين الفائتين، هي للإعداد واستطلاع مدى جاهزية جيش الاحتلال الصهيوني لشن الحرب في مسارين: شمالي ضد حزب الله، وجنوبي ضد المقاومة الفلسطينية بالتزامن أو التدريج لما يسمى ضرب أجنحة إيران في المشرق العربي (الشرق الأوسط)، حسب تقدير علاونة.

وختم علاونة بقوله: "العدوان الجديد على قطاع غزة آت لا ريب فيه، إن عاجلاً أو آجلاً، لمحاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وتصفية الأجنحة العسكرية للفصائل الإسلامية والوطنية؛ وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما حدث بعد انتفاضة الأقصى بتصفية كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح".

توتر متصاعد

زاهر الششتري، القيادي في الجبهة الشعبية، رأى خلال حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن المنطقة العربية تحديدًا، والإقليميه تشهد توترًا متصاعدًا خصوصًا بعد فشل المشروعات الأمريكية بالمنطقة، وتحديدًا بعد هزائم داعش وانحسار معسكر أمريكا والاحتلال، وتعزيز محور المقاومة وتماسكه، ما أدى لخروج تصريحات مسعورة من الاحتلال تحديدًا ضد قطاع غزة وحزب الله، وتصريحات متصاعدة من أمريكا ضد إيران، وما حملته تحركات ولي عهد السعودية داخليًّا وعربيًّا وتحديدًا بالموضوع اللبناني، كما يقول الششتري.

وأكمل الششتري أن كل ذلك "يدلل على أن المنطقة مقبلة على متغيرات قد تصل لمستوى الحرب، ولا يوجد ما يمنع توسعها وامتدادها، خصوصًا أن تصريحات المقاومة بغزة وحزب الله وإيران قد أدت إلى تخوفات بالكيان من حرب قد تتسع ولا يحمد عقباها، ولا يمكن التكهن بمن سيشارك بها".

وعدّ الششتري أن الحرب هي مصلحة مشتركة لعدة أطراف، سواء ضد الشمال أو في الجنوب؛ حيث قطاع غزة، وتابع: "الاحتلال وأمريكا والسعودية يريدون حربًا محدودة ويسعون لها، لكن علينا أن نرى خوفًا متصاعدًا بالكيان من ردة فعل الجهاد على قصف النفق، وهذا يدلل بوضوح على طبيعة المرحلة القادمة وما تحمله من تطورات يصعب التكهن بها".

* المركز الفلسطيني للاعلام

108-114