مقاطعة حماس والجهاد لـ"المركزي".. ماذا رأى المحللون؟

مقاطعة حماس والجهاد لـ
السبت ١٣ يناير ٢٠١٨ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

"إنّ الظروف التي سيعقد المركزي في ظلها لن تمكنه من القيام بمراجعة سياسية شاملة ومسؤولة، وستحول دون اتخاذ قرارات ترقى لمستوى طموحات شعبنا واستحقاقات المرحلة". بهذه الفقرة اختصرت حركة "حماس" الأسباب التي دعتها لرفض المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المنعقد في رام الله في (14-15) يناير الجاري.

العالم - تحليلات

ورغم قناعة "حماس" أنّ مشاركتها لن تساهم في اتخاذ قرارات مصيرية أو فاعلة، إلا أنّها قالت وفق بيانها وعلى لسان القيادي فيها حسام بدران أنّه "وتكريساً لجديتها في مسعى المشاركة الفاعلة في صناعة القرار الفلسطيني مع مكونات شعبنا كافة، فقد أجرت حماس سلسلة لقاءات معلنة وغير معلنة، وأجرت مشاورات مع أقطاب فلسطينية عدة، وتدارست معها وجهات النظر حول مشاركتها في لقاءات المركزي".

رفض في مكانه

المحلل السياسي إبراهيم حبيب، قال: "إنّ دعوة حماس لاجتماع المركزي لم يأتِ في إطار اتفاق الصالحة، بل كانت دعوة عادية محدودة دون أن يكون لها قدرة حقيقية في اتخاذ القرار".

ويؤكّد حبيب في حديثه أنّ طلبات "حماس" التي قدمتها للمجلس المركزي قبيل انعقاده، كانت تؤكّد أنّ الحركة تريد أن يكون هناك شيء جادّ وواقعيّ، مضيفاً: "لكن للأسف كل هذه الطلبات قوبلت بالرفض".

تلك الطلبات، التي توقعها الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسي عدنان أبو عامر، ووردت في بيان "حماس"، "بأن يكون الاجتماع خارج الأرض المحتلة، لتتمكن كل الفصائل من المشاركة بعيدا عن ضغوط الاحتلال"، واستعدت مصر ولبنان، فضلاً عن غزة لاستضافته، وأن يسبق الاجتماع عقد لقاء عاجل للإطار القيادي الموحد لـ(م.ت.ف)، ليكون تحضيرا لمناقشة قضايا اجتماع المركزي، وكذلك مشاركة جميع الفصائل بالتحضير للاجتماع، وجدول أعماله".

وأكد الأخير في حديثه أنّ "حماس" كان لديها توجه جدّيّ بالحضور، لكثير من الأسباب، وقد انتظرت حتى الساعات الأخيرة لإصدار قرارها، لكنها تقدمت لرئاسة المجلس، بمطالب "متواضعة" لتشجيعها لكنها قوبلت بالرفض.

ليس بالمستوى المطلوب

ووفق المحلل حبيب؛ فإنّ بنود جدول الأعمال التي سيتم مناقشتها في المجلس لم تكن بالمستوى المطلوب، ما دفع "حماس" لرفض المشاركة، لأنّ الأمر سيكون مجرد نقاشات وليس قرارات.

ويشير المحلل السياسي، إلى أنّ هناك "نية مبيتة" لتكون "حماس" و"الجهاد" شهود زور في الاجتماع، وقال: "كان المطلوب أن يتم اتخاذ قرارات بمشاركتهما ليقال: هذا هو الموقف الفلسطيني".

الأمر الذي أكّد أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم في حديثه، "أنّه مهما كان حجم تمثيل حماس والجهاد في الاجتماع، فلن يكون ذا أهمية؛ لأنهم باختصار، ليسوا أعضاء في المجلس المركزي"، كما قال.

ويرى أبو عامر، أن رفض "المركزي" لمطالب حماس، يأتي "انسجاما مع اللغة الفوقية والخطاب الاستعلائي الذي يمارسه أبو مازن تجاه الآخرين، مما جعل من الصعوبة بمكان على حماس أن تشارك ديكورا تجميلياً، وشاهد زور، لمخرجات مشوهة من هذا الاجتماع".

رفض وعدم التزام

ومما يعزز عدم حضور حركتي "حماس" و"الجهاد" في اجتماع المركزي، أنّ الأخير لم يلتزم بأيٍّ من القرارات التي تم اتخاذها سابقاً وعلى أي صعيدٍ من الصعد، لا في إطار وقف "التنسيق الأمني"، ولا في إطار تحقيق اتفاق المصالحة.

وفي هذا الإطار يؤكّد الأكاديمي قاسم، أنّ "قيادة منظمة التحرير أهانت حماس والجهاد مراراً من خلال رفضها تنفيذ أي اتفاق، والتي كان أبزرها اتفاق 2005 الذي يؤكّد على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير، فيما لم ينفذ هذا القرار والاتفاق منذ 12 عامًا على التوالي".

ويعزز "قاسم" وجهتي نظر "حماس" و"الجهاد" برفضهم المشاركة، مؤكدًا: "لو كانوا حضروا وتم اتخاذ أي قرارات فسيعدّ العالم أنّهما شركاء في هذه القرارات".

وكان تجمع الشخصيات المستقلة، قد عبّر عن رفضه المشاركة باجتماعات "المركزي" بسبب "عدم التزام رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني بالحد الأدنى من تنفيذ ما تم إقراره في الاجتماع السابق عام 2015، وأيضاً عدم متابعته الجهود الصادقة لإنجاح المصالحة الوطنية وخصوصا بعد اجتماع بيروت عام 2017".

المركز الفلسطيني للإعلام

114