لوفيغارو: صيني وراء تصفية 20 عميلا أميركيا

لوفيغارو: صيني وراء تصفية 20 عميلا أميركيا
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠١٨ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

ألقت وكالة "سي آي أي" القبض على أحد أفرادها السابقين بتهمة مساعدة الصين على اجتثاث شبكة من الجواسيس الأميركيين.

العالم- أميركيتان

ولا يمثل ذلك سوى حلقة في سلسلة عمليات مماثلة هزت المخابرات الأميركية وفضحت مدى هشاشة أميركا-ترمب في مواجهة الصين، حسب ما ذكرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية في معرض حديثها عن جواسيس صينيين تسللوا إلى الاستخبارات الأميركية وأحدثوا بها خسائر لا تعوض.

وفي البداية، عرضت الصحيفة قصة الجواسيس الصينيين الذين أنفقت السي آي أي الغالي والنفيس لتكوينهم قبل أن يختفوا واحدا تلو الآخر إما بالاغتيال وإما بالاعتقال في الصين.

ثم ذكرت قصة اعتقال مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) يوم الاثنين 15 يناير/كانون الثاني الحالي في مطار جون كندي في نيويورك للصيني الأميركي جري تشون شنغ لي باعتباره "العميل المزدوج" الذي كان على الأرجح المسؤول عن اختفاء ما بين 18 و20 عميلا أميركيا في الصين منذ العام 2010.

تلك المجموعة التي تقول الشائعات إن أحد عناصرها كان يعمل في وزارة كبيرة، انتزع من كرسيه في منتصف النهار وسحب إلى ساحة قبل أن يعدم علنا أمام زملائه، الأمر الذي نفته السلطات الصينية حينها.

ونقلت لوفيغارو عن صحيفة غلوبال تايمز الصينية قولها تعليقا على هذه القضية "إذا كان تفكيك الشبكة الأميركية صحيحا، فيمكن وصفه بالانتصار الساحق، وربما يعني ذلك أنه حتى لو حاولت وكالة المخابرات المركزية الأميركية إعادة بناء شبكة تجسسها في الصين، فإنها قد تواجه العواقب نفسها. (..) إذ ليس لدى واشنطن أي فكرة عما حدث ولا عن الخاصرة الرخوة للشبكة التي أدت لهذه النتائج.. ومهما كانت رؤية الأميركيين لما حدث، فإن القانون الدولي سيؤكد الطابع العادل والشرعي لما قامت به الاستخبارات المركزية الصينية من تجسس مضاد".

وتضيف لوفيغارو أن قضية شنغ لي ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الإخفاقات الأميركية في الحرب السرية التي تشنها واشنطن ضد الصين باعتبارها القوة العظمى التي تتقدم بخطى ثابتة لتصبح الوحيدة في العالم في أفق أقرب بكثير مما يتصوره المحللون الاقتصاديون الأميركيون على الأقل.

ولا شك في أن قدوم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب وما صاحبه من تقوقع أميركا على نفسها وتخليها عن نفوذها في أوروبا والأمم المتحدة ولّد فراغا جيوسياسيا تسارع الصين من خطاها لملئه، وهو ما عكسه تضاعف حالات "الخونة"، على حد تعبير لوفيغارو.

ومن أمثلة العملاء الأميركيين الذين استطاعت الصين تجنيدهم، تذكر لوفيغارو الحالات التالية: الموظف بوزارة الخارجية الأميركية كانداس كليبورن الذي اعتقل يوم 29 مارس/آذار 2017، وعميل السي آي أي السابق كيفين باتريك مالوري الذي اعتقل يوم 22 يونيو/حزيران 2017، والضابط السابق في البحرية الأميركية أدوارد لين الذي اعتقل في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2015.

وحسب لين تشونغ نائب وزير الدفاع التايواني السابق في حديث له إلى الصحيفة، فإن "الولايات المتحدة تلكأت، وقد أصبح من الصعب جدا عليها جمع المعلومات عن الصين"، مما يعني -حسب لوفيغارو- أن واشنطن لن تتمكن من إعادة بناء شبكة تحت الأرض للتجسس على الصين في الوقت القريب.

المصدر : لوفيغارو