فورد يخرج عن صمته.. واشنطن تستغل "قسد" في سوريا

فورد يخرج عن صمته.. واشنطن تستغل
الخميس ٠١ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

أشار السفير الاميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد “Robert Ford” إلى ان تصريحات وزير الحرب الاميركي “James Mattis”، بتاريخ 11 شباط/فبراير الجاري، التي أكد فيها ان واشنطن ليس لديها أي خطط لتعميق دورها في سوريا بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.

العالم - مقالات وتحليلات

ولفت فورد في مقالة له نشرتها مجلة “The Atlantic”، إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب كرر الرسالة نفسها، بتاريخ 23 شباط/فبراير الجاري، عندما قال ان القوات الاميركية المتواجدة في سوريا والتي يتراوح عددها بين 1700 و2000 جندي سيعودون بعد هزيمة “داعش”.

في المقابل، أوضح فورد ان قائد القوات الخاصة الاميركية في سوريا جيمس جارارد “James Jarrard” قد قال، بتاريخ 7 شباط/فبراير الجاري، إن “مهمته في العراق هي دعم “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، التي تعادي تركيا وحلفاءها، إضافة إلى “الحكومة السورية وحلفائها الايرانيين”، على حد تعبير الكاتب.

واضاف “فورد” ان جارارد قال ان “القوات الاميركية المتواجدة في منطقة منبج ستدافع عن نفسها”، معتبرا ان كلاما كهذا من قبل مسؤولين عسكريين اميركيين هو بمثابة رسالة موجهة إلى تركيا وليس “داعش”.

وتساءل الكاتب: “كيف يمكن لهذا الكلام ان ينسجم مع النظرية التي تقول ان المهمة الاميركية في سوريا تقتصر على محاربة “داعش””، ولفت إلى ان الدفاع عن “قوات سوريا الديمقراطية” يشكل مهمة تتخطى الحملة ضد “داعش” وتنظيم “القاعدة”.

وتحدث الكاتب حول مبلغ مالي يصل إلى 500 مليون دولار من الميزانية الأمريكية لهذا العام، مخصص لدعم وتسليح “قوات سوريا الديمقراطية”. واضاف ان ادارة ترامب تسعى لإنشاء حكومة محلية في شرق سوريا من اجل محاربة “داعش” ومحاربة الحكومة السورية إذا ما “دعت الحاجة”.

وذكّر فورد بما قاله مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد “David Satterfield” حول إنشاء حكم محلي في شمال شرق سوريا، ونقل عن مسؤول في وزارة الخارجية ان ذلك يشمل مساعدة “قسد” على اعادة بناء “حكم محلي” و بنية تحتية “حيوية”.

الكاتب اعتبر ان إدارة ترامب تسعى لتعميق شراكتها مع “قسد” دون ان تعير اهتماما كبيرا لعواقب هذا القرار. وأشار إلى ان كلًّا من روسيا وايران والحكومة السورية يعارضون بشدة الهدف الاميركي بإنشاء حكومات محلية في شرق سوريا.

وفيما يتعلق بأهداف واشنطن من استثمار “قسد”، لفت فورد إلى ان الطائرات الحربية الاميركية استهدفت قوات موالية للحكومة السورية عندما حاولت ان تستعيد احدى حقول النفط الاساسية من “قوات سوريا الديمقراطية”. وقال: “اذا كان هدف واشنطن الوحيد في سوريا هو فعلاً محاربة “داعش”، فمن المفترض ان لا تهتم بمن يسيطر على حقول النفط.

واضاف “يبدو ان الولايات المتحدة تريد ان تحرم الحكومة السورية من أرباح النفط والغاز لاجبارها على تقديم تنازلات سياسية”، مشيرا إلى ان هذه الاستراتيجية لن تحقق نجاحاً.

الكاتب رأى ان قرار واشنطن استخدام “قسد” لتحقيق أهدافها هو قرار “محفوف بالمخاطر”، كما اعتبر ان الحديث عن التخلص من الرئيس السوري بشار الاسد او من النفوذ الايراني في سوريا هو بلا جدوى اليوم.

وحذر فورد من ان خصوم اميركا سيتعلمون كيفية مهاجمة القوات الاميركية وحلفائها بشكل افضل، مؤكدا ان القوات الاميركية في سوريا سيواجهون مخاطر اكبر، وأضاف ان تعميق الدور الاميركي سيدفعها في النهاية إلى تقديم التنازلات، مشددا على انه من الافضل ان “تتكيف ادارة ترامب والكونغرس مع الواقع”.

العهد

2-4