هل يشهد العالم عودة "الموت الأسود"؟

الإثنين ٠٥ مارس ٢٠١٨
٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش
هل يشهد العالم عودة العالم - منوعات

لا يزال مرض الطاعون الفتاك شديد العدوى، الذي قتل ملايين البشر على مدى 1400 سنة ماضية، ينتشر بشكل متقطع في حوالي 36 بلدا حول العالم.

ويواصل العلماء البحث للتعرف على أحد أكبر الأسرار المتبقية حول الطاعون، المتمثلة في كيفية ومكان بقاء الفيروس على قيد الحياة، قبل تفشي المرض.

ومثل العديد من مسببات الأمراض الأخرى، لا يمكن للبكتيريا المسببة للطاعون، اليرسينيا الطاعونية، البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن في البيئة الحاضنة، دون حماية. وبالرغم من ذلك، تتكرر حالات تفشي مرض الطاعون باستمرار في العديد من المواقع.

ويشير هذا الأمر إلى قدرة البكتيريا على العثور على ملجأ، والبقاء على قيد الحياة لعدة سنوات، بعد تفشي المرض. لذا يحاول العلماء فهم كيفية استمرار حياة البكتيريا، لمنع انتشار المرض في المستقبل.

وتبين الدراسة التي أجريت مؤخرا في مركز أبحاث الأمراض المعدية، في جامعة ولاية كولورادو، أن الأميبا (الكائنات الشائعة في التربة والمياه)، يمكن أن تلعب دورا في حماية بكتيريا الطاعون، قبل تفشي المرض مجددا.

وتعيش الأميبا أحادية الخلية في جميع أنواع التربة تقريبا، والمجاري المائية في جميع أنحاء العالم. كما تتغذى على البكتيريا، ولكن وجد العلماء أن بعض أنواع البكتيريا مقاومة للهضم، من قبل الأميبا.

ومن المثير للاهتمام، أن هذه البكتيريا تشمل اليرسينية السلية الكاذبة، ويرسينيا القولون. ونتيجة للعيش في التربة، إلى جانب الأميبا، كان الأمر يتطلب من هذه البكتيريا تطوير طرق لتجنب تناولها.

ونتيجة لهذا التاريخ التطوري، افترض فريق البحث أنه عندما تطور الطاعون من اليرسينية السلية الكاذبة، قبل حوالي 10 إلى 40 ألف سنة ماضية، فإنها احتفظت بالقدرة على البقاء داخل الأمبيا.

وقام الباحثون بجمع عينات التربة من جحور كلب المروج (وهو نوع من القوارض)، وتمكنوا من تحديد 5 أنواع من الأميبا، بعد عزلها في المختبر، لاستخدامها في التجارب المستقبلية. وتتمثل الخطوة التالية في تحديد كيفية تفاعل بكتيريا الطاعون، مع أنواع الأميبا المختلفة.

وتثبت النتائج أن بكتيريا الطاعون قادرة على البقاء على قيد الحياة، والتكاثر داخل الأمبيا. ويفترض بعض العلماء أن الأميبا يمكنها توجيه البكتيريا غير الضارة، إلى أن تتطور وتصبح من مسببات الأمراض الخطرة.

وتجدر الإشارة إلى أن الطاعون تسبب في 3 حالات عالمية قاتلة، بما في ذلك طاعون جستنيان، الذي قتل الملايين من الناس في الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 541 و750. كما أثر الموت الأسود على الكثيرين في آسيا وأوروبا بين عامي 1330 و1480، ما أسفر عن مقتل حوالي 30% من جميع الأوروبيين.

وظهر الطاعون مرة أخرى في الصين عام 1855، وانتشر في الموانئ في جميع أنحاء العالم على مدى القرن التالي، ما أدى إلى مقتل حوالي 12 مليون شخص.

يذكر أن فهم مرض الطاعون أمر صعب للغاية، بسبب قدرته على إصابة أكثر من 250 من الثدييات والعديد من أنواع الحشرات، عبر طرق متعددة للعدوى. ويحدث تفشي الطاعون أيضا في بيئات متنوعة جدا، بما في ذلك النظم الإيكولوجية المرجانية غرب الولايات المتحدة، والغابات المرتفعة في وسط مدغشقر والصحراء المعتدلة في غرب الصين.

213

0% ...

آخرالاخبار

البرلمان الجزائري يواجه إرث الاستعمار الفرنسي في بلاده


رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي للأطفال


عقبات تحبط خطة السلام الأمريكية في أوكرانيا


الحرب في أوكرانيا.. تقدم تفاوضي حذر وسط اشتداد المعارك في الميدان


تحرك يوناني إسرائيلي قبرصي ضد تركيا في شرقي المتوسط + فيديو


محادثات ميامي بشأن غزة تبحث المرحلة الثانية من الاتفاق + فيديو


دوريات للإحتلال تخترق القنيطرة وتقطع طرقاً


ميدل إيست..'تل أبيب' وأبوظبي في مواجهة الرياض


معركة القوانين توقف الانتخابات الأوكرانية


الصين تبهر العالم برجل ثلج عملاق في 11 يوماً فقط! +فيديو