العالم - ليبيا
وقال سعيد في تصريح صحفي، إن المبادرة الفرنسية المزمع التوقيع عليها قريبا، ليست الأولى ولن تَكُون الأخيرة، فقد سبقها عدة مبادرات منذ اندلاع الأزمة في 2014، لكن ما يميّز هذه المبادرة برأي، ويجعلها قابلة للتطبيق أربعة أسباب، الأول هو أن الدعوة وجهت لمن يُعتقد إنهم أطراف رئيسية في الأزمة الليبية ولديهم أكثر من غيرهم مفاتيح الحل سياسياً، قد يختلف كل طرف عن الآخر في قوة تأثيره على المشهد السياسي والعسكري، ومع هذا لا يمكن لأحد تجاهل أي طرف منهم، والثاني هو أن المبادرة جاءت بعد صراع مسلح طويل واتفاق سياسي فرض تهدئة في معظم أنحاء البلاد ولقاءات تمهيدية في عدة دول، وقناعة راسخة لدى معظم الفرقاء إنه لا حل أمامهم إلا الحوار والتصالح.
وأضاف سعيد، أما السبب الثالث فهو أن المبادرة جاءت من دولة لها وزنها بالمجتمع الدولي، انخرطت بشكل مباشر في الأزمة الليبية وأصبح لديها الخبرة والدراية لإبعاد الأزمة وفهم طبيعة الخلاف ومن هُم أطراف الصراع، قائلا “أعتقد أن التحدي الأكبر الذي يُواجه فرنسا هو قدرتها على لعب دور المحايد والنزيه بين الأطراف ومدى القدرة على إقناع بعض الدول التي تُنافسها على الملف الليبي بتبنّي هذه المبادرة والالتزام بتنفيذها، وبعيدا عن سياسة المؤامرات الخارجية التي لا نستبعدها ، فالكل بما فيها فرنسا لديه مطامع في ليبيا ويرى ليبيا دولة غنية ومهم، ولهذا تسعى كل دولة في الانخراط المباشر سلباً أو إيجابا في الشأن الداخلي الليبي لتحقيق مكاسب خاصة أمنيّا واقتصاديًّا وسياسياً على المدى البعيد.
لكن بالمقابل لا يجب أن نهمل مخاوف الآخرين من استمرار عدم استقرار ليبيا، لما له من تأثير سلبي ليس فقط على دولة ليبيا فقط بل أيضا على محيطها الإقليمي والمنطقة بأكملها، ففرضية فشل اللقاء متوقعة، فلا أحد من الأطراف الأربعة الأساسية التي تم دعوتها للحضور (رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الدولة، رئيس المجلس الرئاسي والقائد العام للجيش) أكد حضوره حتى اللحظة، وفي اعتقادي إنه حتى وأن حضر جميعهم وأيدوا مخرجات اللقاء، يبقى التحدي الأبرز لدى المشاركين هو مدى قدرتهم على إقناع من يَرَوُا إنهم يمثلونهم وكيفية إعطاء الضمانات حول تنفيذ ما سوف يتّفق عَلَيْه”.
وأوضح أن السبب الرابع والأخير، يتلخص في كون ان البنود المعروضة للنقاش تتضمن نقاط هامة، الوصول لاتفاق نهائي بشأنها، بالتأكيد سوف يُساهم في حل الأزمة السياسية ويدعم الأمن والاستقرار في كافة أرجاء البلاد.
وقال سعيد، إنه وفي النهاية ، يبقى الحوار داخل الوطن أهم وأجدى من أي حوار خارجي ، وسواء كان الحوار بالداخل أو الخارج تبقى نتائج مثل هذه اللقاءات معتمدة على صدق النوايا ومدى حرص الفرقاء لتقديم التنازلات لأجل الوطن وابتعاد الجميع عن الخبث السياسي أو وضع أي عقبات في مسار التوافق لتحقيق أهداف آنية وفئوية.