شاهد.. هكذا ترجم اتفاق باريس حول ليبيا على الارض

الخميس ٣١ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

تشن القوات التابعة للواء خليفة حفتر عملية عسكرية على مدينة درنة شرقي ليبيا حيث تدور معارك ضارية هناك مع قوات محلية، وذلك بعد يومين من اعلان اتفاق باريس بين اطراف النزاع لحل الازمة. 

العالم - ليبيا

يومان فقط مرا على اتفاق باريس حول ليبيا، حتى بدأت ترجمته ويبدو ان الطريقة التي فضلها الحاضرون بلقاءات باريس هي الميدان العسكري. عملية كبيرة شنتها القوات التابعة للواء خليفة حفتر على مدينة درنة شرقي البلاد والتي تسيطر عليها مجموعة من القوات تعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة. 

الحملة العسكرية تهدف لبسط سيطرة قوات حفتر على المنطقة الوحيدة شرقي ليبيا خارج نفوذه، لا سيما وان قواته فرضت حصارا على المدينة منذ نحو عام. 

حفتر يبرر حملته بان القوات التي تتواجد في درنة ترتبط بجماعة القاعدة، وبالتالي لا بد من تخليص البلاد منهم. بينما يقول معارضوه انه ينفذ اجندة اقليمية بتأثير من الجارة مصر ومن خلفها الامارات والسعودية. 

الامم المتحدة انتقدت المعارك المستجدة في درنة واعتبر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع لها ان القتال يشمل غارات على مناطق سكنية كاشفا عن نقص حاد في المياه والطعام والدواء كما ان الكهرباء والمياه مقطوعتان بالكامل عن سكان المدينة. 

تطورات الميدان الاخيرة لا تنفصل عن مجريات مؤتمر باريس، والخلافات التي ما زالت تفرض نفسها على العلاقة بين الاطراف الليبية، لا سيما بين حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح الذي اعلن بعد المؤتمر انه لا يعترف بحكومة فايز السراج الحاصلة على دعم واعتراف دولي. 

في وقت خرجت انتقادات لعدم دعوة فصائل ليبية مسلحة خاصة غربي البلاد وتحديدا في مصراتة الى مؤتمر باريس، ورفض بعض الاطراف ومنها رئيس المجلس الاعلى للدولة خالد المشري لوجود حفتر واتهامه بتنفيذ اجندات خارجية.

وبين المصالح الاقليمية والدولية التي كانت طاغية على مؤتمر باريس، وبين الخلافات والحسابات المتناقضة بين القوى والاطراف الليبية، لا يبدو الحل السياسي متاحا بكامل تفاصيله لتبقى الساحة مفتوحة على الخيارات العسكرية لاخراج البلاد من صراع مستمر منذ سنوات.