"حليب الحمير" إلى العراق .. فتنة أم حقيقة!

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

في اطار سياسة التفرقة والفتنة لا يزال هناك من يحاول المساس بعلاقات الصداقة والجيرة بين ايران والعراق. لينتشر مؤخرا في العراق فيديو يظهر تحت عنوان لا يمت لمحتواه بصلة.

العالم - العراق

الباحثون عن الفتنة طرحوا الفيديو تحت عنوان "مصنع ايراني للالبان والاجبان يصنع منتجاته من حليب الحمير ويصدر اكثر من 60% منها الى العراق" محاولين الصيد في الماء العكر وبث الفتنة بين البلدين الذي تجمعهما روابط الاخوة والصداقة.

أما الحقيقة فهي كالتالي:

الفيديو المنتشر يتحدث عن محاولة لشاب ايراني في انتاج حليب الحمير المشهور عالميا في فوائده الصحية والعلاجية. واستخدامه في الكثير من مواد العلاج لا سيما الامراض التنفسية والجلدية وغيرها.

أما محتوى الفيديو؛ فيتحدث الشاب صاحب المبادرة عن تجربته فيقول أنه يحاول أنتاج هذا النوع من الحليب للاستخدام العلاجي والطبي. مشيرا الى ان سعر الليتر من الحليب مرتفع جدا لندرته في البلاد.

الشاب قال أيضا أن " مزرعته البدائية تنتج بين العشرة والى اثني عشر ليترا يوميا من الحليب وتباع في الاسواق الايرانية". فهل يمكن لعاقل تصور امكان تصدير 60% من هذا الانتاج إلى دول أخرى.؟!

هذا أولاً؛ أما ثانياً، هل يعلم من يحاول سوء الاستفادة من هذا الفيديو كم يبلغ سعر الجبنة المصنوعة من حليب الحمير؟ هل يعلم أنه يعتبر منم أغلى وأندر الأجبان العالمية؟؛ وهل يعلم أن صناعتها وأسرار هذه الصناعة تعتبر من الأمور المحتكرة والخاصة جداً بصناعها؟، لا ضرر في البحث قليلا في فوائده الصحية.

فقد أثبتت أبحاث طبية عدة أن حليب الحمير له قدرة على توقيف نشاط الخلايا السرطانية وأكسدة الجذور الحرة، ما يجعلها مصدرا للعلاج من بعض أنواع السرطانات. كما يساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي.

كما أثبتت أبحاث أخرى أن هذا النوع من الحليب يمكنه علاج الأطفال ذوي الحساسية تجاه الرضاعة الطبيعية من الأم، ليُستبدل به حليب الحمير.

أما سعره الباهظ، فمن الممكن أن يصل سعر لبن الحمير إلى 60 دولار للتر الواحد بالنسبة للأنواع الجيدة، أما الانواع العادية وليس الجيدة منها فيصل تقريبا الى 30 دولار.

أما الجبنة المصنوعة من حليب الحمير فيبلغ 500 $ أميركي تقريبا للنصف الكيلو من، حسبما اوردته قناة CNN  الامريكية في تقرير لها عن مزارع الحمير وصناعة "الجبنة الحميرية" وأسرارها.

الشيء الاخر الذي لابد من الاشارة اليه هو أن هذه الصناعة باتت منتشرة في الكثير من الدول العالمية والاقليمية كتركيا مثلاً التي شهدت في الآونة الأخيرة أقبالا شديدا من قبل الآتراك على هذا المنتج. كما بات يستخدم في مستحضرات التجميل ومواد أخرى كاستخدامها في الصابون المنتشر بكثرة في دول كتركيا ودول غربية اخرى.

أتكلم عن تجربة صديق لي في تجارة مشتقات الالبان الايرانية الى العراق، حيث قال لي صديقي أن التاجر العراقي حين يأتي الى الشركات الايرانية لتصنع له منتجا ما، يقدم شروطه والكميات المرادة وبدرجة الدسم المطلوبة لتصنع له الشركات طلبه وفقا للمعايير المطلوبة. فعن أي تصدير يتحدث البعض المأجور؟!

والسؤال برسم القراء المنصفين.. هل يمكن لحليب كهذا وبكميات قليلة بسبب عدم رواجه في بلد كإيران أن يصدر للخارج؟