لماذا أقال رئيس السلطة الفلسطينية وزير الاسرى عيسى قراقع؟

لماذا أقال رئيس السلطة الفلسطينية وزير الاسرى عيسى قراقع؟
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٨:٠٨ بتوقيت غرينتش

أقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وعيّن قدري أبو بكر بديلا عنه في رئاسة الهيئة.

العالم - تقارير

إقالة قراقع جاءت بسبب مواقفه الداعمة للأسرى، حيث كان من المعارضين بشدة للعقوبات التي فرضها محمود عباس على غزة وشملت قطع رواتب بعضٍ من أسراها.

وزير الأسرى المقال عيسى قراقع طالب في مقابلة إذاعية مع شبكة "أجيال" في رام الله قبل يومين بإعادة رواتب أسرى غزة المقطوعة، ووصف العقوبات على غزة بالمجحفة.

وعقب قرار الإقالة نشر قراقع مقالا فتح فيه النار تلميحاً وتصريحاً على ما يجرى بحق الأسرى في سجون الاحتلال واستغلال إضرابهم المفتوح عن الطعام، مؤكداً عدم اعتذاره لأحد باستثناء الأسير فادي أبو عيطة وأسرى آخرين.

وقال عيسى قراقع "ان الواقع المرير والصعب الذي يتعرض له الاسرى بالسجون سيكون بؤرة الاشتعال القادمة في المنطقة على ضوء الاستهداف الرسمي والممنهج من قبل حكومة الاحتلال لحقوق وكرامة المعتقلين، وان سلطات الاحتلال مسؤولة عن كل التداعيات التي قد تحدث داخل السجون".

وناشد قراقع كل المؤسسات الدولية والحقوقية "عدم الصمت ازاء ما يجري بحق الاسرى من تحريض وممارسات تنتهك كل الاعراف والمواثيق الدولية والانسانية وان هذا الصمت سيجعلها شريكة في العدوان".

وعرف عن قراقع انتماؤه لقضية الأسرى دون تمييز، حيث سجل منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها قيادة الهيئة الكثير من المواقف المشرفة في الدفاع عن حقوق الأسرى بغضّ النظر عن انتماءاتهم وفصائلهم.

وتعقيباً على قرار إقالة الوزير قراقع، قالت حركة حماس: إن الشعب الفلسطيني وأسراه وعوائلهم استقبلوا قرار إقالة قراقع باستغراب شديد.

وأكدت أن إقالته على خلفية معارضته سياسة قطع رواتب الأسرى والمحررين حسب ما تواترت الأنباء والإفادات؛ يعدّ اعتداءً صارخًا على الأسرى وحقوقهم المشروعة والمكفولة، وخطوة تنسجم مع سياسة ضرب صمود الأسرى استجابة للإملاءات الخارجية، مشيرة إلى أن قرار الإقالة يشوبه دوافع السيطرة والتفرد التي لا تقبل الرأي المخالف.

وحيّت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" جهود الوزير قراقع، مردفةً "نسجل احترامنا واعتزازنا بموقفه المشرف والمساند لحقوق الأسرى، ونؤكد على ثقتنا العالية بقدرته على مواصلة خدمة الأسرى بغض النظر عن المواقع والمسميات، كما ندعو خلَفه السيد قدري أبو بكر للدفاع عن حقوق الأسرى، والعمل على وقف مجزرة قطع رواتبهم، والحذر من الوقوع في سياسة التمرير والتبرير للسياسات المشبوهة التي تستهدف أبطالنا في سجون الاحتلال".

وفور إعلان إقالة قراقع من منصبه، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر الإقالة، عادّين ذلك بداية إعلان الحرب على قضية الأسرى.

الأسير المحرر محمد علان قال: إن بداية الحرب الحقيقية على الأسرى تتمثل بإقصاء قراقع، مشيرا إلى أن الحرب عليه في ظل مواقفه المشرفة تعد بمنزلة الحرب على الأسرى.

بينما أكد المحامي مهند كراجة أنّ المناضل عيسى قراقع أصبح الآن في موقعه المناسب بين شعبه، مضيفا "الآن نعليه حرًّا لا يخشى المراحلَ كلَّ المراحل ومرحلة العبيد. اليوم يحصل على التعريف الذي يليق به الأسير المحرر لا الوزير".

بدوره كتب المحلل السياسي الفلسطيني ياسين عز الدين: "للأمانة عيسى قراقع كان الوزير المحترم الوحيد في قيادة السلطة، ودافع عن حقوق أسرى حماس في أكثر من موقف، وخصوصًا عندما قطع عباس رواتب بعض أسرى حماس في الضفة".

وأردف: "إقالة عيسى قراقع اليوم، وتيسير خالد أمس، تقول لنا إن محمود عباس لا يريد إقصاء حماس فحسب، بل كل وطني فلسطيني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار".

* احسان الحكيم