"إسرائيل" تقيم 6 قرى لبنانية للتدرب على مواجهة ثاني أقوى جيش بالمنطقة

السبت ٢٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠١:٥٦ بتوقيت غرينتش

نقل موقع صحيفة “إسرائيل اليوم” العبريّة، المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عن قائدٍ عسكريٍّ رفيع المُستوى في جيش الاحتلال، نقل عنه قوله إنّ الحرب القادمة في الشمال ستكون أكثر شراسةً وتعقيدًا، مُضيفًا في الوقت نفسه أنّ الجيش الإسرائيليّ يُعّد لها العدّة.

العالم-لبنان

وأضاف العميد آشير بن لولو، الذي أنهى خدمته كقائد لأركان قيادة المنطقة الشمالية مؤخرًا، أضاف بأنّه يأمل أنْ تكون الحرب القادمة هي الأخيرة في الشمال، مُشدّدًا على أنّ الجيش الإسرائيليّ اليوم ليس هو ذات الجيش الذي حارب عام 2006، أيْ خلال حرب لبنان الثانيّة، على حدّ تعبيره.

علاوة على ذلك، أشار العميد الإسرائيليّ إلى أنّ جيش الاحتلال يقوم بمُراقبة التطورّات والمُستجدّات عن كثب في الجانب السوريّ، ونقل عنه الموقع العبريّ في هذا السياق قوله: لقد عاد النظام السوريّ إلى الحدود، لكن النظام الذي عاد ليس النظام نفسه، زاعمًا أن الجيش العربيّ السوريّ تضرّرّ بشكلٍ كبيرٍ وفقد جزءًا من مهاراته، كما قال.

ولفت العميد الإسرائيليّ في سياق حديثه إلى أنّ المطلب الرئيسي للدولة العبريّة يكمن في المحافظة على قواعد وقف إطلاق النار المقرة عام 1974، مؤكّدًا أنّ نشاط الجيش العربيّ السوريّ في الدوريات والكمائن على الحدود عاد إلى سابق عهده.

وكشف العميد الإسرائيليّ النقاب عن مخاوف جيش الاحتلال من أنْ تندمج قوات حزب الله على الجبهة مع الجنود السوريين، وكذلك أنْ تستغّل إيران الوضع الجديد لصالحها لتكريس وجودها العسكريّ في سوريّة، وبشكلٍ خاصٍّ على الحدود ومحاولة إنشاء قاعدةٍ إقليميّةٍ في المنطقة، على حدّ زعمه.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد العميد الإسرائيليّ من جديد الاعتداءات التي شنّها جيش الاحتلال وطيرانه على الأراضي السوريّة في السنوات الأخيرة وقال: لقد نفذّ جيش الدفاع الإسرائيليّ العشرات من العمليات المتنوعة في سوريّة، مُضيفًا: لقد هاجمنا أماكن تُهدّدنا.

وأكّد العميد بن لولو على أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال في أهبة الاستعداد إزّاء التطورّات في سوريّة، وأنّه بالنسبة للتواجد على الحدود، فالمُعادلة بالنسبة لقادة تل أبيب السياسيين والعسكريين: نعم لتواجد النظام السوريّ، ولا مُطلقًا لتواجد إيران وحزب الله، بحسب تعبيره.

وكشف العميد الإسرائيليّ النقاب عن مشروعٍ عسكريٍّ هو الأوّل من نوعه والقاضي ببناء سلسلةٍ من القرى بلغت ستة مطابقة لقرى في جنوب لبنان لتدريب القوات البريّة على حرب حزب الله، والتدرب على محاكاة قتالٍ حقيقيٍّ في الجنوب اللبنانيّ، وعبّر عن تقديره بأنّه سيتّم الانتهاء من البناء في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) القادم، أو في تشرين الثاني (نوفمبر).

وكشف العميد الإسرائيليّ أيضًا عن تسجيل جيشه للقدرات الإضافية التي اكتسبها حزب الله في سوريّة، وقال إنّ لا أحد لديه أيّ أوهامٍ بأن حرب لبنان الثالثة، أوْ الحرب الشمالية الأولى، ستكون مشابهةً للحرب السابقة، ولن يكتفي حزب الله بإطلاق الصواريخ على الجبهة الداخليّة، بلْ سيُحاول إرسال قواته الخاصة “الرضوان” إلى الداخل، وربمّا احتلال بعض المستوطنات، مُشدّدَا على أنّ حزب الله أيضًا لديه بعض المفاجآت، دون الإفصاح عنها.

وكشف عن أنّ الجيش الإسرائيليّ يُراقب بحذرٍ ويعد العدة أيضًا، وأنّه يجري حاليًا بناء سياجٍ آخر على طول 15 بالمائة من الحدود داخل الجانب الإسرائيليّ بارتفاع 7- 9 أمتار.

وكشف أيضًا النقاب عن تخصيص وزير الأمن أفيغدور ليبرمان مؤخرًا لمبلغ 32 مليون شيكل من أجل تحسين الاستعداد في 21 مستوطنة قريبة من السياج على الحدود الشمالية، بما في ذلك بناء الأسوار حول المستوطنات، فضلاً عن تعزيز فرقة الاستعداد في المستوطنات، والتي سوف تتكّون من جنود الاحتياط، ويقدر أنّه سيتّم الانتهاء من المشروع في غضون عامين.

وقال العميد إنّ  المعركة المُقبلة ستكون دفاعًا عن النفس، مُضيفًا: ستكون المعركة القادمة معركةً مُعقدّةً، ولا حلول سحرية، مُختتمًا حديثه للموقع العبريّ بالقول إنّ الجيش الإسرائيليّ سيستجيب بالقوة، وأنّ “جيش الدفاع الإسرائيليّ اليوم ليس جيش الدفاع الإسرائيليّ لعام 2006، ونحن نعد حزب الله بمفاجآتٍ قليلةٍ”، على حدّ قوله.

وكان لواء (غولاني) التابع لجيش الاحتلال الإسرائيليّ قد أنهى قبل يومين تدريبًا دام أسبوعًا كاملاً، محاكيًا القتال ضدّ حزب الله، بعد أسابيع قليلة من قيام جيش إسرائيل بتدريبات هي الأكثر شمولاً والتي أجرتها الفرقة المدرعة السادسة والثلاثون للقوات البرية.

وقد جرت التدريبات في الجزء الشماليّ من البلاد كجزءٍ من سلسلة من التدريبات السادسة والثلاثين للفرقة المدرعة (تشكيل جيش) لتحسين استعدادها للحالات الطارئة والحرب، حسبما ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة.

وأعلنت المؤسسة العسكريّة الإسرائيلية بأنّ أيّ اندلاعٍ للصراع على الحدود الشماليّة لن يقتصر على لبنان أوْ سورية فقط، بل على طول الجبهة الشماليّة.

وقد تدرب الجيش في مرتفعات الجولان المحتلّة على حربٍ أخرى مع حزب الله الذي تحوّل على مرّ السنين إلى جيش ذي أسلحة أكثر تطورًا ومتنقلةً، وعدد أكبر من المقاتلين، يمكن نشرهم بسرعة في أراضي العدو. ووصف ضابط بارز في القيادة الشمالية حزب الله بأنّه أقوى جيش في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيليّ.

زهير أندراوس -  “رأي اليوم”