الولايات المتحدة، بين الاختبارات النووية و الدعوة لنزع السلاح

الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

كشفت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام عن أحدث اختبارات القنبلة النووية الحرارية الأمريكية "بي61-12"، التي جرت في 11 سبتمبر 2017 في ميدان "تونوب" السري في ولاية نيفادا.

العالمالأميرکيتان

وشملت عميلة الاختبار إسقاط ذخيرتين من ارتفاعات متوسطة وصغيرة من على متن المقاتلة "إف-15" ستريك إيغل.

وتعد القنبلة النووية الذكية "بي61-12" بمنزلة التعديل الـ12 الأحدث للقنبلة النووية الأمريكية الرئيسية، وتختلف عن سابقاتها بالذيل الذي يمكِّن القنبلة من عشرات الكيلومترات من موقع إسقاطها، وتعديل مسارها من خلال نظام الملاحة "جي بي إس".

وتبطئ المظلة في القنبلة من سقوطها، وتسمح للطائرة الحاملة بمغادرة المنطقة قبل الانفجار.

ولا يزال العمل على تطوير القنبلة الذكية الجديدة "بي61-12" جاريًا، ومن المقرر أن تحل محل القنابل الـ4 من طراز "بي61" الموجودة لدى القوات الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أن "تونوب" ليس مجرد ميدان لاختبار أسلحة القوات الجوية الأمريكية الجديدة، بما في ذلك النووية، كما أنه مجمع للقياس. إذ يوجد في وسط الصحراء المحمية أجهزة تحدد خصائص وضوح الطائرات في مستويات مختلفة من الطيف الضوئي والمجالات الحرارية والمغناطيسية، وتشكل صورها الإلكترونية.

ميزات قنبلة “بي 61”

قنبلة “بي 61” هي قنبلة نووية منزلقة من صنع أمريكي. بدأ مختبر لوس ألاموس في ولاية نيومكسيكو العمل في مشروع إنشائها في عام 1960. وتم اختبارها للمرة الأولى في أغسطس/آب 1963. دخلت الخدمة كسلاح للجيش الأمريكي في عام 1968.

تحوي القنبلة رؤوساً نووية حرارية مدمرة تتراوح قوتها بين 0.3 كيلوطن و400 كيلوطن. تحملها حالياً قاذفات “بي-1″ و”بي-2″ و”بي-52” ومقاتلات “إف-15″ و”إف-16″ و”إف/أ-18” وطائرات أخرى، على الجناح.

القنبلة مهيأة للحمل على الطائرات التي تطير بسرعة تفوق كثيرا سرعة الصوت.

يتراوح وزنها بين 250 كلغ و320 كلغ.

يبلغ طولها مع زعنفتها 3.9 م.

يبلغ قطرها 0.34 م.

قنبلة “بي 61” لها 12 نوعاً أو طرازا

ويتسلح الجيش الأمريكي بطرز 3 و4 و7 و10 و11. ويقدر الموديل الحادي عشر والموديلات اللاحقة على التوغل في سطح الأرض بعدة أمتار قبل الانفجار لتدمير المنشآت تحت الأرض بفعالية. ويمكن أن يبلغ عمق الحفرة الناجمة عن انفجار القنبلة عشرات الأمتار.

الآن تختبر الولايات المتحدة الموديل الثاني عشر من قنبلة “بي 61”.

أين توجد قنابل “بي 61

تم إنتاج أكثر من 3000 قنبلة من طراز “بي 61” على اختلاف أنواعها. الآن تمتلك القوات الجوية الأمريكية نحو 300 قنبلة من هذا الطراز، بينما يوجد نحو 180 قنبلة في بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وهي بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، بموجب اتفاقيات تسليم السلاح النووي التكتيكي إلى حلفاء الولايات المتحدة ضمن حلف شمال الأطلسي. ويوجد حوالي 350 قنبلة في مخازن الاحتياطي.

ومن الجدير بالذكر أن "بي61-12" تعتبر التعديل الـ12 الأحدث للقنبلة النووية الأمريكية الرئيسية. وتختلف عن سابقاتها بالذيل، الذي يمكن القنبلة بقطع عشرات الكيلومترات من موقع إسقاطها وتعديل مسارها من خلال نظام الملاحة "جي بي إس". بينما تبطئ المظلة في القنبلة من سقوطها وتسمح للطائرة الحاملة بمغادرة المنطقة قبل الانفجار.

وما زال العمل على تطوير القنبلة الذكية الجديدة "بي61-12" جاريا. ومن المقرر أن تحل محل القنابل الـ4 من طراز "بي61"، الموجودة لدى القوات الأمريكية.

خبير روسي عن قنبلة أمريكا النووية المعدلة: إنها واجهة خادعة

وصف البروفيسور في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، سيرغي سوداكوف، القنبلة النووية الأمريكية الموجهة من طراز "B61-12" بأنها واجهة خادعة تهدف لزيادة الميزانية العسكرية.

وقال الخبير في حديثه لوكالة "نوفوستي"،: "في الأصل لا يمكن أن تمثل هذه القنبلة خطرا على أحد، إلا على بلدان العالم الثالث. إذ أن كل دولة ذات منظومة دفاع جوي ستسقطها. ولا تمثل القنبلة "B61-12" خطرا على روسيا. وتم إنتاجها لزيادة الميزانية العسكرية للولايات المتحدة وتقديم تقرير للناخبين. إنها أعمال حرة وواجهة خادعة".

وتابع أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بتحديث قدرتها العسكرية الفنية وتخطط لبدء نشر القنبلة "B61-12" في قواعدها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في كوريا الجنوبية.

وأضاف أن هذه القنبلة تختلف عن سابقاتها، إذ أصبحت أقل حجما وأكثر تنقلا. كما أن الصيغة السابقة للقنبلة كانت تحتاج إلى حاملات خاصة. أما صيغتها المعدلة فمن الممكن إسقاطها على الهدف باستخدام مجموعة واسعة من الطائرات.

وذكر سوداكوف أيضا أن قدرة القنبلة الجديدة (المطورة) ازدادت أيضا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العالم الحديث لا يحتاج إلى قنابل، بسبب وجود صواريخ ذكية.

قنبلة تكفي لقتل مئات الآلاف في يوم واحد

وأجرت القوات الجوية الأمريكية عشرات الاختبارات لقنبلة الجاذبية النووية الموجهة B61-12، والتي تم تصميمها لاختراق المخابئ الموجودة تحت الأرض وتدمير مراكز القيادة المدرعة بشكل كبير. ويصل مستوى دقة القنبلة الجديدة إلى ثلاث مرات أكبر من الأسلحة النووية السابقة.

يقول الجنرال جاك وينشتاين، نائب رئيس الأركان للردع الاستراتيجي والتكامل النووي الأمريكي: لقد أجرينا بالفعل 26 اختبارا للهندسة والتطوير والتوجيه" مشيرا إلى أن البرنامج يعمل بشكل جيد للغاية.

ويمكن حمل القنبلة الجديدة على الطائرات بما في ذلك طائرات من طراز B-2 Spirit، والمعروفة باسم قاذفة القنابل الشبح، وقاذفة B-21 طويلة المدى، التي يطلق عليها اسم Raider وهي قيد التطوير حاليًا.

ويبلغ وزن القنبلة 20 كيلوطن، مما يعني أن القنبلة الأمريكية الجديدة يمكن أن تقتل 200 ألف شخص على أقل تقدير، في يوم واحد.

وتجري القوات الجوية الأمريكية حاليا عدة اختبارات لتطوير طرازا جديدا من قنبلة "الرجل البدين"، التي استخدمت سابقا في مدينة ناغازاكي اليابانية.

ويعتقد أن قنبلة "الرجل البدين" التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 تسببت في مقتل ما يصل إلى 40 ألف شخص خلال يوم واحد، بحسب صحيفة Metro البريطانية.

ووفقا للصحيفة، فإن الولايات المتحدة أكدت قيامها بعدة اختبارات للسلاح النووي الجديد فائق الدقة، وهو أقوى بثلاث مرات تقريبًا من أي سلاح يمكن حمله على متن طائرة قاذفة.

أمريكا تدعو لنزع السلاح النووى بينما توسع ترسانتها النووية

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى - أنه بالنسبة للبيت الأبيض، تعتبر هذه الأيام مثيرة فيما يتعلق بنزع السلاح النووي، ففى البداية خرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووى، مطالبا طهران بتوقيع اتفاقية جديدة، ثم بعد ذلك أعلنت الإدارة الأمريكية عن لقائها الأول على الإطلاق مع الزعيم الكورى الشمإلى كيم جونج-أون من أجل تخلى بلاده عن الأسلحة النووية.

ومع ذلك، فيما يتعلق بالترسانة الأمريكية، كل المبادرات تسير نحو الاتجاه المعاكس، مع سلسلة إعلانات لا تحظى باهتمام يذكر حول إنفاق مليارات الدولارات لبناء المصانع اللازمة لتجديد وتوسيع القدرات النووية الأمريكية، وفقا للصحيفة.

واعتبرت الصحيفة أن ذلك التناقض مثير للدهشة، ففى مساء الخميس الماضي، بعد ساعات من إعلان ترامب عن لقائه مع كيم فى 12 يونيو المقبل فى سنغافورة، أعلن البنتاجون ووزارة الطاقة الأمريكية عن خطط للبدء فى بناء مكونات أساسية للجيل التإلى من الأسلحة النووية فى موقع نهر سافانا بولاية كارولينا الجنوبية.

وكان البنتاجون قد أشار - فى تقريره الرئيسى حول الاستراتيجية النووية الذى نشر فى فبراير الماضى - إلى قدرة كوريا الشمالية على "إنتاج الرؤوس الحربية النووية بطريقة غير مشروعة" كمبرر رئيسى للجهود الجديدة.

وقد وافقت لجنة فرعية للقوات الاستراتيجية فى مجلس النواب الأمريكى الأسبوع الماضى على خطط إدارة ترامب لبناء نوع جديد من الأسلحة النووية منخفضة العائد، يتم إطلاقها من الغواصات لمواكبة التطورات النووية الروسية.

وقال رئيس هذه اللجنة الفرعية مايك دى روجرز إن ذلك القرار يعد رد فعل حيال سباق التسلح الجديد مع موسكو، وكان ترامب قد قال فى مارس الماضى إنه ينوى لقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمناقشة سباق التسلح الذى وصفه بأنه "يخرج عن السيطرة"، غير أنه لم يتم تحديد موعد لمثل هذا الاجتماع.