في قضية قانون القومية العنصري..

هذا ما حدث لنواب الكنيست العرب بعد تحركهم دوليا لإدانة الاحتلال

هذا ما حدث لنواب الكنيست العرب بعد تحركهم دوليا لإدانة الاحتلال
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

ثارت عاصفة سياسية وحزبية داخل الكيان الإسرائيلي ضد نواب القائمة المشتركة على خلفية نيتهم التحرك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة ضد قانون "القومية" واستصدار قرار شجب للقرار العنصري.

العالم – تقارير

وذكرت مصادر إسرائيلية أن "إسرائيل" والولايات المتحدة ستعملان على مواجهة التحرك الفلسطيني من خلال سفير "إسرائيل" لدى المنظمة الدولية داني دانون والمندوبة الامريكية نيكي هيلي لاجهاض هذا التحرك.

ووفق ما نشرته القناة الإخبارية الإسرائيلية، فإن عددا من النواب العرب الذين يشكلون القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). ويمثلون كافة الأحزاب العربية في "إسرائيل" التي تخوض الانتخابات البرلمانية، يسعون عبر السفير الفلسطيني تقديم مشروع إدانة الى الأمم المتحدة الشهر القادم، وذلك قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها نشر اليوم، أن عضو الكنيست عايدة توما سليمان، التقت الأسبوع الماضي في نيويورك، مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية في محاولة لتعزيز العمل الدولي ضد القانون.

كما أن عضو الكنيست يوسف جبارين، توجه إلى مفوض حقوق الإنسان لشؤون الأقليات في الأمم المتحدة، والذي أعلن أنه يعتزم فحص إمكانية إجراء تحقيق ضد قانون القومية.

من جانبه، طلب عضو الكنيست يوآف كيش عن حزب "الليكود" من رئيس لجنة الكنيست، "تعديل قواعد أخلاقيات أعضاء الكنيست، بحيث يمكن معاقبة أي عضو يتصرف أو يتعاون في المجال الدولي ضد إسرائيل".

وزعم أن "النواب العرب يستغلون وضعهم كأعضاء في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) من أجل الإضرار بإسرائيل داخليا وخارجيا".

وهاجمت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نواب القائمة المشتركة واتهمتهم بإضمار العداء لـ"إسرائيل"، مضيفة: انه يتعين على رئيسي حزب العمل افي غباي وهناك مستقبل يائير لبيد أن يشرحا للجمهور سبب تأييدهما للفلسطينيين والنواب العرب، وموقفهما المعارض لقانون القومية الذي يحافظ على "إسرائيل" دولة يهودية".

بدوره تساءل رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، "هل مكان من يتعاون مع السلطة الفلسطينية ضد "إسرائيل" في البرلمان الفلسطيني ام الإسرائيلي؟".

وقالت رئيسة المعارضة الاحتلال الإسرائيلية تسيبي ليفني انها ستقف ضد محاولة النواب العرب في مساعيهم للنيل من "اسرائيل" وشجبها في الأمم المتحدة.

ووصف الوزير ياريف ليفين بالخيانة تحرك القائمة المشتركة مع السلطة الفلسطينية لاستصدار قرار اممي ضد "إسرائيل" على خلفية قانون القومية.

وقال ليفين في سياق حديث مع إذاعة الجيش الاحتلال "إنه يتطلع الى قيام الجهاز القضائي بتقديم أعضاء القائمة المشتركة الى العدالة، واستنفاد جميع الإجراءات بحقهم."

وتساءل وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منشور له على "فيسبوك": "كيف يمكن لأعضاء القائمة المشتركة أن يكونوا أعضاء في الكنيست، ويتصرفون ضد "إسرائيل" في الأمم المتحدة وفي كل مكان؟".

وتابع: "لو كان لديهم القليل من الاستقامة، لكانوا قد انتقلوا لتمثيل الجمهور في غزة، أو في إحدى الديمقراطيات المجاورة"، وفق تعبيره.

بدروها، ردت النائب عايدة سليمان، على الانتقاد، وقالت: "لقد فوجئ داني دانون (سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة) بأننا لا نتردد في تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية؛ فقانون القومية هو قانون فصل عنصري، والسفير على ما يبدو ليس مطلعا حقا ولا يتبع الأحداث على منصة الكنيست".

وقالت: "لقد حذرنا قبل سن القانون من أننا سنحاربه؛ في الكنيست، في المحكمة العليا، في الشوارع وأمام المجتمع الدولي".

 وربطت سليمان، بين المقترحات بمعاقبة أعضاء المشتركة بسبب دعمهم لإجراءات ضد "إسرائيل"، بقانون القومية، وقالت: "يوجد خط مباشر يربط بين قانون القومية الذي يخرج خمس المواطنين (العرب) من دائرة المواطنة المتساوية، ومحاولة إسكات قادة هذا الجمهور وتخويفهم بالعقوبات البرلمانية".

وشن وزير الإسكان الاحتلال الاسرائيلي يوآف غالانت، هجوما كبيرا بحق النواب العرب، واعتبر أن "العمل ضد "إسرائيل" من قبل المنتخبين في الكنيست، هو اجتياز للخط الأحمر"، مشددا على أنه "لا يوجد مكان في الكنيست لأولئك الذين يعملون ضد مصالح "إسرائيل".

وأضاف: "لقد حان الوقت لكي يسمح النظام القضائي بإبعاد هؤلاء المتطرفين الخطرين خارج القانون والكنيست".

وفي أعنف هجوم على النواب العرب، طالبت عضو الكنيست نافا بوكير، النائبة عن حزب "الليكود" الحاكم في "إسرائيل"، بـ"عقد جلسة طارئة في لجنة الكنيست البرلمانية بهدف سحب جوازات السفر الدبلوماسية من أعضاء الكنيست عن القائمة المشتركة".

 ووصفت بوكير، "الخطوة المنسوبة للنوب العرب، بالخيانة ومحاولة فرض عقوبات ومقاطعات على "إسرائيل" في الحلبة الدولية"، معتبرة أنه "لا يمكن السماح لهم باستخدام جوازات السفر الدبلوماسية لهذا الغرض"، وفق ما أوردته قناة "مكان" الإسرائيلية.

وفي ردهم على الهجوم الإسرائيلي، أكد رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، أن "لا شيء سريا، قانون تفوق اليهودية يرسخ الفصل والتمييز والعنصرية"، مضيفا: "هذا ما تحدثنا به في الكنيست، وسنقوله في العالم"، مؤكدا أن "قانون القومية يضر بالمساواة بين المواطنين والفضاء الديمقراطي، لهذا السبب سنقاتل على جميع الجبهات".

ماهو قانون "القومية" العنصري الذي أقره الكنيست ؟

قانون القومية العنصري والذي أقره الكنيست الإسرائيلي بعد ثمانية أعوام، يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، والذي يذكر بشكل علني وواضح لفظ كلمة "أرض إسرائيل" في تأكيد رسمي من هذا الكيان للعالم بأسره بأن ما يسمى "إسرائيل" أصبحت بشكل رسمي البيت القومي لكل يهود العالم وبأن هذا القانون يشرع القضاء على الوجود العربي والإسلامي في فلسطين وبالإنقضاض على القدس.

وعلا صوت النواب العرب في الكنيست رفضا للقانون واستنكارا لإقراره، وبادروا بتمزيق وثيقته ورميها في وجه رئيس الوزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويصل عدد العرب في الأراضي المحتلة حاليا إلى نحو 1.8 مليون، أي حوالي 20% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو تسعة ملايين نسمة، وهم يشكون باستمرار من أشكال التمييز والممارسات العنصرية التي حولتهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.