امريكا تنقلب على الاصدقاء.. باكستان تبحث عن شركاء جدد

امريكا تنقلب على الاصدقاء.. باكستان تبحث عن شركاء جدد
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

منذ أن بدأت بوادر التغيير في سياسات أميركا إزاء باكستان، وتحديداً في الفترة الأخيرة، أضحت الحكومة الباكستانية تفكر في بدائل عن تركيز علاقاتها بالحليف الأميركي الاستراتيجي لها منذ عقود.

العالم - تقارير

وتعاني العلاقات الأمريكية الباكستانية توترات كبيرة منذ يناير / كانون الثاني الماضي، بعد اتهام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إسلام آباد، بإطلاق ما أسماه "أكاذيب" و"النفاق"، في الحرب على الإرهاب، وقرر في الوقت نفسه تعليق المساعدة الأميركية للأمن في هذا البلد، التي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات.

أمريكا تلغي مساعدات لباكستان بـ 300 مليون دولار

وفي هذا السياق ألغى الجيش الأمريكي، 300 مليون دولار مساعدات كان يقدمها لدولة باكستان، بسب ما أسماه، عدم اتخاذ إسلام آباد "إجراءات حاسمة" تدعم الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" رسالة تلقتها من اللفتنانت كولونيل كون فوكنر قال فيها: "نظرًا إلى غياب الإجراءات الحاسمة من جانب باكستان دعمًا لاستراتيجية جنوب آسيا (...) فإنّ (وزارة الدفاع) قامت بتحويل 300 مليون دولار فى يونيو ويوليو 2018 لصالح أولويّات عاجلة أخرى".

ويواجه مسؤولون باكستانيون مزاعم أمريكية، بتجاهل أو التسيق مع جماعات مسلحة وخاصة ما يسمى شبكة حقاني، في تنفيذ هجمات في أفغانستان من قواعدها على طول الحدود بين البلدين، وهو الأمر الذى تنفيه إسلام آباد.

وأضاف فوكنر في رسالته: "نُواصل الضغط على باكستان من أجل أن تستهدف جميع الجماعات الإرهابية بلا تمميز"، موضحًا أنه يتعيّن الآن الانتظار "كى يقرّر الكونغرس ما إذا كان سيوافق على طلب تحويل" تلك الأموال لصالح أولويات أخرى أم سيرفضه.

باكستان ليست عملية للولايات المتحدة الامريكية

وفي خضم المعركة الدبلوماسية بين باكستان وأميركا، قال رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان إنّه آن الأوان لأن تجعل الولايات المتحدة من باكستان صديقاً لا عميلاً، لأنها بحاجة إلى شريك للسلام للخروج من أفغانستان.

واكد عمران خان "سنكون حلفاء فقط في السلام.. لن نكون حلفاء في الحرب.. مات خمسون ألف باكستاني وأدخل التطرف إلى هذا البلد، ونحن أقل أمانا أكثر من أي وقت مضى".

العلاقات مع طهران تحظى باهمية بالغة لاسلام آباد

ووصف رئيس الوزراء الباكستاني لدى استقباله وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الى باكستان، وصف ايران بانها مهد الحضارات في الشرق وقال ان توثيق العلاقات الشاملة معها يحظى باهمية بالغة لاسلام اباد.

من جانبه اكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تعاون البلدين الجارين في التصدي للاسلاموفوبيا.

وشدد علي تعزيز العلاقات الثنائية وقال 'لابد ان نغتنم الفرص المتوفرة لتوثيق العلاقات في كافة المجالات'.

واوضح ان البلدين يتمتعان بطاقات عديدة لتنمية العلاقات الاقتصادية وقال ان الشعبين يحرصان علي استخدام هذه الطاقات والعمل على تطوير التعاون التجاري والاقتصادي اكثر فاكثر.

بيع اسلحة روسية لباكستان ومناورات مشتركة بين البلدين

واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تجري بلاده مناورات عسكرية مشتركة مع باكستان حتى نهاية الشهر الجاري.

من جهة أخرى أعلنت وسائل الإعلام عن سفر بوتين الى باكستان في المستقبل القريب.

وأفادت وسائل الإعلام الهندية أن الهند اعترضت على بيع الاسلحة الروسية الى باكستان مرارا، لكن بوتين لديه اتجاهات اكثر الى باكستان.

وأوحت زيارات المسؤولين الباكستانيين المتكررة إلى طهران وزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى باكستان كأول وزير خارجية يزور إسلام أباد في عهد عمران خان، والتصريحات التي اطلقها عمران خان في أيام الانتخابات بأن الحكومة الباكستانية القادمة ستطور علاقاتها مع ايران وتأكيده على تنفيذ مشروع خط انبوب الغاز (بين ايران وباكستان)، والتدريبات العسكرية مع الروس، وآخرها في سبتمبر/أيلول الماضي، أوحت بأن إسلام آباد تسعى للبحث عن شركاء جدد.

ومن المؤكد ان تعزيز العلاقات الباكستانية الايرانية بامكانه ان يحبط المؤامرات التي تحيكها امريكا ضد كل من باكستان وافغانستان وايران من خلال تجنيد الجماعات الارهابية المسلحة في محاولة منها لإذكاء الفتنة الطائفية على الحدود المشتركة بين هذه البلدان، فيما يستطيع الاتحاد العسكري بين باكستان وروسيا والصين أن يغير الجو الأمني في جنوب آسيا الى جهة جديدة، وسط تركيز باكستان على العلاقات مع الصين والشراكة الاستراتيجية معها، بعد تعثر وضعها المالي ووصول عجزها التجاري إلى مستويات قياسية.