أزمة البصرة.. الملوحة وشحّة المياه من أسبابها

أزمة البصرة.. الملوحة وشحّة المياه من أسبابها
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

مشكلة نقصان المياه التي يعاني منها العراق ولا سيما البصرة تُعدّ من الأسباب الرئيسية التي أشعلت شرارة الأزمة في هذه المحافظة الجنوبية.

العالم - العراق 

أعلنت مديرية الصحة العامة في محافظة البصرة عن وصول نسبة التلوث الكيميائي والجرثومي في مياه الشرب التي تضخها محطات تحلية المياه إلى مستويات مقلقة.

- أزمة السدود التركية

يقول رئيس منظمة الطبيعة في العراق عزّام علّوش إنّ هذا البلد تحوّل من أزمة الفيضانات إلى أزمة نقصان المياه التي تهدّد نهري دجلة والفرات بسبب السدود التركيّة التي لم تكن السبب الوحيد بل إنّ عمليّة الإرواء الزراعي التي تستهلك المياه بكميات كبيرة هي إحدى المشاكل الأخرى وإن لم توضع الحلول فإنّ الزراعة في العراق ستنتهي.

وتوقع وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد يوم 7 حزيران/يونيو الماضي أن تصل إيرادات العراق المائية حتى نهاية العام الحالي إلى 30 مليار متر مكعب، وهي الأقلّ بحسب قوله منذ عام 1931.

- الزراعة مهددة

حذرت نقابة المهندسين الزراعيين في محافظة البصرة من مخاطر تزايد الملوحة في المياه، مبينة أن الملوحة تسببت بفقدان المحافظة 87 % من أراضيها الزراعية.

ويقول، علاء البدران، نقيب المهندسين الزراعيين إن نسبة الملوحة غير مسبوقة، فضلاً عن شح المياه والعمليات النفطية القريبة، وهذه العوامل أزالت  ما يقارب سبعة وثمانين بالمئة من أراضي المحافظة الصالحة للزراعة البالغة 20.000 كيلو متراً  مربعاً، مبيناً أن  الملوحة قتلت الأسماك والمواشي وتسببت بإختفاء العشرات من أصناف الطيور من المنطقة.

وتشير التقارير إلى أن نسبة الملوحة العالية في مياه شط العرب تسببت في جفاف مساحات زراعية واسعة ومحطات التصفية والتعقيم متآكلة وغير مؤهلة للتعامل مع نسبة الملوحة.

وتعتمد محافظة البصرة في الغالب على مياه شط العرب لتغذية مشاريع الإسالة إلا أن نسبة الأملاح الموجودة في المياه تجاوزت الحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية.

وملوحة المياه إحدى الأزمات البيئية التي تواجهها البصرة كالجفاف وتلوث التربة وتظهر صور منشورة على مواقع التواصل الإجتماعي أن المياه في بعض مناطق المحافظة إختلطت بالنفط.

- محافظة منكوبة

وفي هذا السياق، يقول النائب الأول لمحافظ البصرة، محمد طاهر، إن البصرة تعد حالياً "منطقة منكوبة" عقب تفاقم أزمة المياه وإرتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب.

ويضيف طاهر أن مياه شط العرب تعرضت لنسبة تلوث كبيرة جداً بعد إرتفاع اللسان الملحي.

وعزا النائب الأول لمحافظ البصرة تفاقم المشكلة إلى تجاهل الحكومة العراقية لتخصيص الأموال اللازمة لشراء محطات تحلية المياه.

تؤكد الدراسات أن نسبة الملوحة في مياه الأنهار بالعراق تقل عن 4.2 بالمئة وهي تحتاج إلى تصفية وتعقيم بالكلور ولا تحتاج إلى تحلية كحاجة مياه الخلجان والبحار لذلك فإن البصرة وتلافياً لنسبة الملوحة في شط العرب مدّت منذ ستينات القرن الماضي مشروعاً من منطقة "البدعة" في محافظة ذي قار إلى البصرة بطول 200 كيلومتر وكان الماء يصل إلى البصرة بإنتظام عبر أنبوب خاص معدّ لهذا الغرض وقد طوّر هذا الأنبوب وغلّف لتأمين عدم تعرض الماء للتلوث أو التبخر لكن البعض من أهالي المحافظة عمدوا في ظل الفوضى التي تعصف بالبلاد إلى كسر أجزاء من الأنبوب ليقوموا بسحب كميات من المياه لمزارعهم الخاصة بتربية الأسماك وسقي بساتينهم وأتى مشروع سد إليسو التركي ليضاعف من الأزمة ويزيد من إنحسار كميات المياه المتدفقة.

وينصح الخبراء بإعادة بناء كل محطات معالجة المياه، مشيرين إلى أن كل مشاريع البصرة المتعاقد عليها مع شركات من مصر واليابان صممت فلتراتها على قدرة لا تزيد عن 3 بالمئة وهذا يعني أنها غير قادرة على تصفية مياه شط العرب بشكلها الحالي.

وما يعقّد الأزمة المائية في العراق عدم إتخاذ التدابير الناجعة والناجحة لـ"حرب المياه" التي تجتاح البصرة وستجتاح محافظات أخرى بحيث لم يتمّ إنشاء سدود طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية.