قطاع غزة بين طريق مسدود وبصيص أمل

قطاع غزة بين طريق مسدود وبصيص أمل
الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٢٧ بتوقيت غرينتش

انطلقت "مسيرة العودة الكبرى" في غزة في 30 آذار/ مارس الماضي، بمشاركة جماهيرية حاشدة عبر التظاهر السلمي في 5 مخيمات عودة شرق محافظات القطاع واستمرت لحد الآن وهي في مجملها تنادي بتنفيذ حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، ورفع الحصار عن غزة.

العالم- تقارير

ومنذ ذلك اليوم والاحتلال الاسرائيلي يبحث عن آليات لاحتواء هذه المسيرات التي تزداد قوة وفاعلية یوما بعد یوم، الامر الذي أخذ یقض مضاجع الصهاينة ويشکل ازعاجا مستمرا لهم وصار یدفعهم الی اطلاق تهديدات بالتصعيد العسكري ضد قطاع غزة تارة، وبممارسة الضغوطات الاقتصادية الاشد وطأة تارة اخرى وتضييق الخناق علی سکان غزة المحاصرين لعلهم يمتنعون عن القيام بمثل هذه الفعاليات المزعجة بالنسبة للمحتل الغاصب.

وشن الاحتلال غارات جوية على قطاع غزة بذريعة استهداف بئر السبع داخل فلسطين المحتة بقذيفة صاروخية.

وقال هاني الثوابتة، عضو الهيئة القيادية للهيئة یوم أمس: إن العدو الصهيوني يسعى بتلويحه المتكرر بالتصعيد ضد قطاع غزة إلى قطع الطريق على مسيرات العودة، وإفشال الحراك السلمي الذي يشكل إزعاجاً مستمراً له.

وشدد على أن "محاولات الاحتلال لن تجدي نفعاً، ولن تؤثر في مسار الحراك السلمي المتواصل بأدواته السلمية، وسنواصل هذا الحراك حتى تحقيق أهدافه".

وقوات الاحتلال تسعی لعسکرة هذه المظاهرات والمسيرات السلمية. فقد جری علی لسان الثوابتة: "العدو يسعى لعسكرة المسيرة وتحويلها لمعركة عسكرية"، معتقداً أنها إذا ما حولت لمعركة عسكرية ستنتهي المشاركة الشعبية والجماهيرية في المسيرات الشعبية السلمية"، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية ممثلة بغرفة العمليات المشتركة، لن تقبل بهذه المعادلة، وهي التي ستفرض قواعد الاشتباك.

ويبدو ان الظروف غير مواتية للكيان الاسرائيلي لشن هجوم  عسکري علی قطاع غزة مرة اخری، رغم ما تردّده من مقولات توحي باحتمال شن حرب ضد القطاع و حرکة حماس و فصائل المقاومة خاصة. اذ أكد موقع "0404" العبري المقرب من الجيش، أن المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" قرر بعد 6 ساعات من الاجتماع العودة إلى الهدوء على حدود قطاع غزة وعدم الشروع في عملية عسكرية، وأنه سيجري المزيد من الدراسات والتقييمات حول إمكانية تنفيذ عملية عسكرية في غزة. 

وأكد موقع "واللا" العبري، أن جميع وزراء الاحتلال يؤيدون عدم الدخول في عملية واسعة في غزة وإجراء التهدئة برعاية مصرية، مع تأكيدهم على ضرورة تنفيذ ضربة ضد حركة حماس بحسب الموقع. 

من جانبها جددت فصائل المقاومة الفلسطينية جهوزيتها للرد علی أي خروقات من الاحتلال الاسرائيلي و توعدت الاحتلال برد قاس وعنيف من الشعب الفلسطيني المقاوم في حال أقدم علی ضرب غزة.

ووسط التخاذل العربي المخزي للقضية الفلسطينية وفي ظل التهدیدات الاسرائیلية المتصاعدة لاسکات الشعب الفلسطيني وحرمانه من أدنی حقوقه فلا يبقی لهذا الشعب خيار آخر سوی مواصلة مسيراته لعله یصور للعالم شيئا يسيرا من واقعه المرير وعمق مأساته. فالعدو یمتلك ادوات القهر والبطش و یوظفها بوحشية ضد هذا الشعب الأعزل ولا یقدم أي تنازلات ملحوظة له. فالتفاهم معه یبدو مستحيلا والسلام المستدام مستبعدا بل یکاد یکون مستحيلا، اذ لا سلام من دون عدل، والعدل هو ما تفتقده "اسرائيل". ولهذا یمکن القول مع عضو الهيئة القيادية للهيئة هاني الثوابتة ان " المسيرات أداة كفاحية، وأنها أعادت للقضية الفلسطينية بريقها ووحدة صفه". فالکثير من الأهداف الوطنية لم تتحقق بعد، أهمها كسر الحصار، وتوفر الحياة الحرة والكريمة لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين قدموا هذه التضحيات في مواجهة الاحتلال وجرائمه و عودة اللاجئين و المهجرين و... 

وفي نهاية المطاف نقول مع الکاتب العربي الشهير جبران خلیل جبران: "يحتاج الحق الی رجلين: واحد لينطق به وآخر ليسمعه" والمشکلة هنا أن الرکن الثاني في هذا التفاهم وهو (اسرائيل) أصم وأعمی وبعبارة اصح انها تتعامی وتتصامّ، و ليس هذا بمستغرب من الکيان الذي قد تعوّد الغطرسة والعنجهية واعتاد وقوف الظالمين الی جانبه طوال أکثر من سبعة عقود.  

د.نظري