مع الحدث : خطوة التطبيع مع مسقط تمهيداً للسعودية - الجزء الاول

الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

ما خطورة خطوة مسقط بالتطبيع تمهيدا للسعودية؟ وكيف يفسر ترحيب الاعلام السعودي بالخطوة الشجاعة؟ هل ما حصل هو بضغط امريكي لتحقيق مصالح الكيان؟ لماذا المزايدة في تصدر التطبيع بعد الترويج لصفقة ترامب ؟

وفيما اذا كان قيام سلطنة عمان بخطوة التطبيع  خطوة مفاجئة أم أمرا طبيعيا ، مع دول واقعة تاريخيا على الاقل تحت انتدابين بريطاني وامريكي واليوم تحت الظل الامريكی والتي ترى تلك الدول بان القرب من الكيان الصهيوني هو مقياس لرضا هاتين الدولتين عليها والرضا الامريكي بالدرجة الاولى ، أكد معن بشور الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي صدمته بالخطوة المفاجئة التي اقدمت عليها سلطنة عمان كما فوجيء الكثيرون باستقبال سلطان عمان لرئيس حكومة العدو الصهيوني ومعه مجرمي الحرب، والسبب المفاجيء ان عمان كانت على مدى السنوات الاخيرة  تتخذ بشكل عام مواقف متوازنة معقولة تسهم في حلحلة مشاكل تشكل جسراً في العديد من الازمات، كالأزمة اليمنية وفي العلاقات الامريكية الايرانية فكان هناك انطباع ايجابي وكانت تعرف عن نفسها انها الدولة الوسيطة والمحايدة .
واشار بشور الى ان سلطنة عمان ربما عادت لتتمادى بهذا الدور من اجل ان تكون وسيطا ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وانه بالنسبة له،  لايجوز لعربي ان يكون وسيطا بين عدو محتل وبين شعب يتم كل يوم الاعتداء عليه وقتل ابنائه كما نرى .
واكد بشور، انه لو تم التعمق قليلا يتم ملاحظة انها ليست الزيارة الاولى لمسؤول اسرائيلي كبير للسلطنة،  ففي عام 1994 م كان قد زارها اسحاق رابين نفسه،  وفي عام 1996 زارها شامير ، حيث جرت لقاءات بين وزير الخارجية العماني مع مسؤولين اسرائيليين في قطر، واماكن اخرى والامر نفسه ينطبق على قطر والامارات وبالتالي فهذه المشيخات قامت باستقبال وفودا اسرائيلية باسم "الرياضة" و"الجمباز".. وغيرها وبالتالي فان هذه الخطوة ليست بالامر الغريب تماما ولكن خطوتها  تاتي في نفس اليوم الذي يرتقي فيه شهادء فلسطينيين على تخوم غزة ورام الله فهناك شهيد في رام الله و5 شهداء في غزة ومئات الجرحى الذين وصل عددهم  الى 22 جريح،  وبالتالي فان مثل هذه الزيارة لا تخدم على الاطلاق الصمود الفلسطيني،  بل تشجع نتنياهو على المضي في سياسات ضرب الفلسطينيين الا انه يجب فهم ابعاد تلك الزيارة  . 
وحول الخطوة المتخذه من قبل سلطنة عمان والتي لاحظها العالم بأكمله بان تلك الزيارة التي علنية كانها زيارة رجل دولة لدولة ، وهل كانت بتشجيع ومباركة امريكية ، وطلب منها مع كل النتائج التي ستتحملها تلك الدولة وكغيرها من الدول الساعية للتطبيع ، اوضح توم حرب مدير التحالف الامريكي الشرق اوسطي للديمقراطية ان ذلك ليس طلبا امريكا بل طلبا من الدول العربية ومن سلطنة عمان كون هنالك من العديد من الوفود تاتي الى واشنطن ونيويورك لبحث الواقع العربي والاسلامي .
واوضح توم حرب بان هنالك نظرة جديدة من تلك الشعوب بأن القضية الفلسطينية قد مضى عليها 70 عاما ولم تتقدم بأي شيء،  بل توجد هنالك جبهة رفض موجودة داخل القطب الفلسطيني، ولم يحقق الفلسطينيون منذ عام 1948 اي نقطة بارزة على الساحة العربية والفلسطينية بالذات ، وبالتالي بعد ان تمت زعزعة امن المنطقة في عهد الرئيس اوباما كانت هنالك مبايعة من قبل الدول العربية والاسلامية لترامب ، وكانت اول زيارة له خارج الولايات المتحدة الامريكية في عام 2017 الى الرياض وكل هؤلاء الدول قد بايعوا ترامب بهدف تقليص الدور الايراني في المنطقة ، وبالمقابل فالقضية الفلسطينية التي اخذت "المونوبلي" على العالم العربي والاسلامي خلال فترة 70 عاما ، عليهم بان يخططوا لتفكير جديد للشرق الاوسط وللعالم العربي والاسلامي لحل مشاكلهم وخلق فرصة عمل للشباب الناشيء بعد التواصل الاجتماعي ، واما لتكون ثورات داخلية تنشب في العالم العربي والاسلامي لتصبح القضية الفلسطينية كجزء من العالم العربي وليست الاساس لحل اي مشكلة فيه .   


التفاصيل في الفيديو المرفق...

ضيوف الحلقة  : 
توم حرب : مدير التحالف الامريكي الشرق اوسطي للديمقراطية 
عادل شديد : باحث وكاتب سياسي 
معن بشور : الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي 
 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3861156